إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة محمد علي المحسيري
بغــــداد
بغداد هذا قضـاء الله والقد رُ
أنْ يسـتهين بنا الأغـرابُ والتـترُ
هذي نيوب بني الشيطان بارزة
ما للعروبة لا تصحو وتعتبـر
بغـداد إن رؤوس العُرْب جامدةٌ
فلا لسانٌ ولا ســمعٌ ولا بصرُ
إنّي أخـال جيوش العُرْبِ ساكنة
لمـّا توالتْ على تخديرها الإبـَـرُ
بغـداد يا منهل الآداب مـعذرةً
فالقوم في وحدة الإخـوان قد كفروا
قِـدْرُ العراق على الأيام عـامرةٌ
الطيـرُ شاهدةٌ والوحشُ والبشرُ
أرض العراق سلال القوت دائمة
تحوي الغلال ومنها الخير ينتشرُ
بغداد إن حياة العُـرْبِ مُظْلِمَة
إنْ كُـفَّ جودك لا شمسٌ ولا قمرُ
هذا العراق مدى الأيام نعهـدهُ
والأهلُ فيهِ على الإقـدام قد فُطِروا
إن الفرنجة يا بغـداد طـامعةٌ
فكيف تنهش أُســـــدَ الغابـَةِ الحـُـمُرُ
ليس العراق الذي تهوي مـدائِـنهُ
وليس فيه مكانٌ مــا لمن غــدروا
إن العراق لـمن عاداهُ مقـبرةٌ
وللغـزاة ِ بِـهِ يَستوطـن ُ القَدَرُ
بغداد كـوني على الأيام ساهرة
واستبشري الخير قد يجـدي لك الحذرُ
الله أكبر لم تخُذلْ وصــابرة
والصــابرون بعـون الله قـد نُصِـروا
|
قصيدة جميلة وفيها صدق شعور واضح وبها بعض الصور الجميلة مثل :
قدر العراق على الأيام عامرة
الطير شاهدة والوحش والبشرُ
هذا البيت جميل وتشبيه العراق بأنها خوان وصحنه عامر
أعطى الصورة عمقًا أبعد ، وجعل لهذه الأشياء الصغيرة قيمة
كبيرة تفوق قيمتها التقليدية
كذلك "
به يستوطن القدرُ" كان تشبيه القدر بالإنسان وتجسيده في صالح النص
وأعجبني أن كلمة القدر ها هنا تأخذ معنى الموت والإعدام والقتل .
وأخيرًا هذا البيت :
فكيف تنهش أُســـــدَ الغابـَةِ الحـُـمُرُ
كان في البيت رؤية جيدة تستنكر هذا التضاد في الموقف وتجعل من الاستعجاب
أداة لتحريك القصيدة وإدخال الحماسة في قلب المستمع لاستنهاض الغيرة من جل
الدفاع عن الأرض.
لا تحرمنا وجودك وأبهجنا بمزيدك