عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-04-2011, 03:58 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أدوات الكتابة

لم يترك البشر سطحاً من جلد أو حجر أو غيره إلا وتركوا آثارهم الكتابية عليه، فمنها ما دام ومنها ما اندثر. كما استخدموا وسائل يكتبون بواسطتها وأحباراً وألواناً، سنمر عليها باختصار.

الطين

الطين من أقدم ما كتبت عليه البشرية، وذلك لليونته وسهولة النقش عليه وهو طري، ثم يجفف إما بالشمس أو بالحرارة، وقد استخدمه سكان العراق القديم (السومريون والأكديون والبابليون والآشوريون) وتحتفظ المتاحف العراقية بآلاف النماذج من تلك الكتابات.

الحجر

كثرت الكتابة على الحجر في البيئات الصخرية، وهي أكثر دواماً من الطين وغيره، ولكن يعاب عليها ثِقل الأوزان. وكانت الحجارة المكتوب عليها تُسمى (الوُحِّي) بضم الواو وكسر الحاء، وقد وردت بشعر زهير بن أبي سلمى:

لمن الديار غشيتها بالفدفد
كالوحي في حجر المسيل المخلدِ

[الفدفد: صوت كالفحيح]

وكانت العرب تكتب على اللخاف وهو الحجر الرقيق الأبيض، وقد ورد ذكرها في قول زيد بن ثابت عندما أمره أبو بكر الصديق رضوان الله عليهما بجمع القرآن فقال: (فجعلت أتتبعه في الرقاع والعُسب واللخاف)*1

ورق الشجر

كتب الهنود على أوراق الأشجار ـ كما يذكر البيروني ـ بوصفه لتلك الأوراق بأنها أوراق أشجار طويلة طول الورقة ذراع وعرضها عدة أصابع تسمى (تاري). وكتب المصريون القدماء على ورق البردي، كما كتب الصينيون على الورق الصيني.

العُسُب والكرانيف

العُسب والكرانيف، أجزاء تؤخذ من النخلة، فالعسيبة (مفرد عسب) من الأوراق، والكرانيف هي ما التصق من بقايا أوراق في جذع الشجرة، ومفردها كرنافة.

وقد ذُكر العسيب في شعر لبيد الجاهلي وهو يصف كاتباً:

متعودٌ لَحِنٌ يُعيد بكفهِ
قلما على عُسبٍ ذبلن وبانِ*3

الأقتاب والأكتاف والعظام

القتبة هي (الحردبة أو طرف سنام الجمل) والأكتاف هي كتف الشاة كان يُكتب عليها، ويُذكر أن رسول الله صلوات الله عليه لما مرض، دعا عبد الرحمن بن أبي بكر وطلب منه أن يحضر كتف شاة ليكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه*4
أما العظام فقد استمر العرب باستخدامها حتى العصر الأموي.

المهارق

هي في الأصل من خِرَقِ الحرير، ولفظها الأصلي فارسي، يقال له في بلاد فارس (مهر كارد: والكارد أو الكرت هو المعروف اليوم)، دمجها العرب فأصبحت (مهرق)، بيضاء رقيقة كان يُكتب عليها. وفي شعر حسان بن ثابت:

كَم للمنازل من شهرٍ وأحوال
لآل أسماءَ مثل المهرق البالي

القُباطي

من لفظها تُعرف بأنها مِصرية المنشأ، استخدمها العرب في كساء الكعبة، والكتابة عليها، ولباساً لنسائهم، وهي مصنوعة من الكتان، قال زهير بن أبي سلمى في شعره:

ليأتينكَ مني منطقٌ قذعٌ
باقٍ كما دنس القبطية الودكُ

[الودك: دسم اللحم ـ من لسان العرب]

الرق

الرق والأديم والقضيم كلها من الجلود، فالرق هو الجلد الذي يُرَق للكتابة عليه، وقد ورد في التنزيل { والطور* وكتابٍ مسطور* في رق منشور}. والأديم الجلد الأحمر المدبوغ، وفي حديث أم سلمة قالت: (إن النبي صلوات الله عليه، دعا بأديم وعلي ابن أبي طالب رضوان الله عليه عنده، فلم يزل يُملي وعلي يكتب حتى ملأ بطن الأديم) [ ذكرها العلامة: كوركيس عواد في الورق]. والقضيم الجلد الأبيض (للكتابة) وترد في شعر النابغة الذبياني:

كأن مجر الرامسات ذيولها
عليه قضيمٌ نمقته الصوانع

يتبع في هذا الباب


هوامش
*1ـ ذكره الدكتور يحيى وهيب الجبوري (أستاذ في جامعة قار يونس) في كتابه الكتابة والخط في الحضارة العربية/ دار الغرب الإسلامي/ ط1/1994 صفحة 248
*2ـ البيروني تاريخ الهند ص 81.
*3ـ ديوان لبيد صفحة 23
*4ـ طبقات ابن سعد 1/3 صفحة 128
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس