الموضوع: إسلام هجرس
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-06-2007, 08:34 PM   #14
إقليدس المصري
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2007
المشاركات: 21
إفتراضي لستِ أمي

لســــت أمــــي i


لماذا قلدوكِ الطينَ
رغماً عنكِ إكليلا ؟!
لماذا ألبسوكِ الرجسَ
تشويهاً وتنكيلا ؟!
وعن عينيكِ حَطَّوا الحُسنَ
يا قنديلةً من نورْ .
ويا حوريةً
شاعتْ جلالةُ أمسِها في الحُورْ .
أُنَقِّبُ عنكِ :
أحسبُنِي يتيماً حين أنعاكِ .
إذا أبصرتُ نارَ الأَسْرِ
والأغلالَ مثواكِ .
وأنتِ فريسةٌ
لا كَفَّ يَدفع عنكِ أعداكِ .
فهل في الجِيدِ
- يا حسناءُ -
مغلولانِ كفاكِ ؟!
................
................
سؤالي نارةٌ جبارةٌ
في القلبِ تشتعلُ .
عصارةُ حَيْرتي فيها
تُـرَوِّيها ، وتـُذْكيها
؛ فيُقتلَ داخلي الأملُ .
لأغرقَ في بحيراتٍ
من الأشواقِ والأشواكِ
يا ملعونَ أشواقي وأشواكي .
أَبـِـيتُ الليلَ
أَقتـاتُ السهادَ المرَّ
من ظمأِي
ومن جوعي .
أجلجلُ مثل طاحونٍ
وما صوتي بمسموعِ .
وأنظر ذابلَ الأحلامِ
لمَّا جفَّ ينبوعي .
فأذكرُ جنةً خضراءَ
كانتْ قبلُ تدعوني .
بها أنشودةٌ
نيليةُ الإطرابِ تَحْدُوني .
يُغَنِّيها عصيفيرُ ( فراتيُّ ) اللسانِ ...
له عيونٌ ضوؤُها ( قدسيّْ ) .
وريشٌ لونهُ ( شاميّْ ) .
تـَوَلَّتْ غَزْلـَه بالأمسِ هاماتٌ ( حجازيةْ ) .
وأذكرُ وقتَها خِلاًّ
رفيقاً ... كان لي ظلاًّ
إذا فُزِّعْتُ في يومٍ
وأعيَى عزمتي الآلامُ
يزأرْ رافضاً دوني
وفي عينيهِ إشراقٌ يناديني :
" يميناً ليس لي عذرُ
إذا قَطـَّفْتُ أزهاري
وقلتُ حديقتي لا تُنبتُ الزهرا !
إذا حَرَّقْتُ أشعاري
وقلتُ قريحتي لا تنتجُ الشعرا !
إذا ما أرسَلَتْ أضواءها شمسي
ليلمع بارقُ الآمالِ في نفسي
وأعطتني من الأنوارِ
ما يُجْلِي لياليها
ورُحتُ بساعدي ويدي
عن العينين أُخفيها
لأجعلَ ناصعاً قد شاعَ
في أرجائها حبرا
وقلت :
مدينتي أَضْحَتْ لظُلمةِ صُبحِها قبرا !
يمينا ليس لي عذرُ
إذا ألقيتُ جوهرتي
بطينٍ من عجين اليأس
حتى فاضَ مِرجلُها
وألقتْ عن كواهِلِها
جمالاً كان شَكـَّـلها
وحين قصدتُ أغسِلُها
جعلتُ الدمعَ مسحوقي
ليُبرِئَها ، ويجعلَ ثوبَها الطُهرا
وحين رأيتُها مِن وَقـْعِ ما لاقتْ
غدتْ حَسرى
صرختُ جمانتي غبراءُ
ليستْ تبعثُ السحرا !
يمينا ليس لي عذرُ "
وكانَ ... وكانَ ...
يا حُسْنَ الذي قد كانَ
حتى ضَمَّهُ - مثلي أنا - قبرُ
برغم الجسمِ في الأحياءِ
لكنَّا ...
كلانا في الهوا صفرُ
وحان الحينُ كي أنعاكِ ،
كي أنعاهُ ،
أنعاني
ولا يُنعَوْنَ إخواني
- بنوكِ-
؛ لأنهم أحياءْ .
وما ماتوا بداءِ العشقِ
يا حسناءْ .
بَنُوكِ بَنَوْكِ قبل الهدمِ أنقاضاً
ليُبنى ذلُّ حاضِرِهِم وآتيهم .
ويُهْدَمَ عزُّ ماضيهم .
فما باركتُ في يومٍ مساعيهم .
أنا رغمي أنا فيهمْ
أُنـافـيـهـمْ ،
وأهربُ من منافيهمْ .
ولا يُؤذي معاليهمْ :
سوى أني بصيرٌ
بين عميانِ
نسوا عمداً كرامتهم
ولم يهنأ بسلوانِ
غريبٌ بينهم ... فردٌ
عشقتُ تَفَرُّدِي
حتى لأُقسمُ أنني الجاني
أنا الجاني ... أنا الجاني
...............
...............
وحين يخونني جَلَدِي
ولا أَرضَى مذلتهم
أنادي :
" إيهِ سيدةَ الدُّنَا كُلاًّ ، وسيدتي
ألا عُودي
ليَصلُبَ ثانياً عودي "
فيرتدُّ الصدى أنْ :
" لنْ تعودَ إليكَ سيدةَ الدَّنَا والذُّلِّ
سيئةُ الدُّنَا والكُلِّ
لا تحلمْ بمردودِ
فقد صُلبتْ
وما صَلبتْ لها عودا !
فكيف
- بنافخِ الأرواحِ في الألواحِ -
تَصلبُ عودَ بانيها ؟!
شقيقَ الجرحِ
بل يا جارحَ الجرحِ
اصطبرْ
أو فاتخذْ درباً
إليها
حيثما تـُقـْـتـَاتُ
بين مراتعِ الدودِ "
فأُسلم أنني ما جئت للدنيا
سوي للموتِ في مرعاكِ
يا نفاثةَ السُّمِّ
وحين أموت في حلِّي من الغـَـمِّ
وما من معلنٍ موتي
وما من دابةٍ في الأرض
قارضةٍ لمنسأتي
لتفضحَ قاتلي ... سُمِّي
تنادي في الفضاءِ عصاي
من قاعٍ إلي شَمِّ :
" لقد عَذَّبْـتِـنِي سفاحتي
ضيعتِ لي حلمي
إذن فليَرحمِ الجبارُ مَيْـتـًا لَقَّبُوهُ الأُمَّ
يا من لـُقِّـبَتْ ( أمي ) "
إقليدس المصري غير متصل   الرد مع إقتباس