هذه تكملة القصيدة
مـاذا أحـدث عـن صـنعاء ياأبتي؟ **** مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب
مـاتت بصندوق »وضـاح« بلا ثمن **** ولـم يمت في حشاها العشق والطرب
كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت **** فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب
لـكنها رغـم بـخل الغيث مابرحت **** حبلى وفي بطنها »قحطان« أو »كرب«
وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي »يمن« **** ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب
»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟ **** شـبابة فـي شـفاه الـريح تـنتحب
كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) **** أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب
أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة **** كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب
ورحـت مـن سـفر مضن إلى سفر **** أضـنى لأن طـريق الـراحة التعب
لـكن أنـا راحـل فـي غـير ماسفر **** رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا **** فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب
قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي **** وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب
»حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده **** لـكن لـماذا تـرى وجـهي وتكتئب؟
مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ **** إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني **** والأربـعـون عـلى خـدّي تـلتهب
كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على **** وجـه الأديـب أضـاء الفكر والأدب
وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على **** نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب
وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة **** وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب
شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى (ملك) **** يـحثك الـفقر... أو يـقتادك الـطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت **** فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب
لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه **** ولادة مـن صـباها تـرضع الـحقب
»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة **** تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب
ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ **** مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا **** ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب
سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا **** يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب؟
ألا تـرى يـا »أبـا تـمام«بـارقنا **** (إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)
|