الموضوع: تأوهات
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-09-2009, 10:15 AM   #9
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك أخانا العزيز وأرجو لك ولكل المبدعين التوفيق في المسيرة الأدبية .
الأبيات الثلاثة كانت كالرصاص ، وجعلت العمل الشعري يتخذ شكل الومضة وفي الشعر كل ما قل عن 7أبيات لم يسم قصيدة ربما سمي نتفة .
جمال هذه الأبيات رغم أنها خالية من كل المحسنات البديعية والصور البيانية أنها تعبر عن لحظة بعينها لحظةلا يكون لدى الكاتب المبدع الوقت للتنفنن والبحث عن العبارات التي يزخرفها للقصيدة ، إذ أن الصدق أسرع ما يصل القراء .
وهذه الأبيات تصلح لكل زمان ومكان وتتماشى مع حالة نفسية يستطيع القارئ أن يستبطنها فكأنني بك أمام دجلة أو أمام نخيل منكس ولا يجد الشاعر ما يسعفه غير هذه الأبيات والتي أتت كالحكمة أو الزفرة التي أخرجتها "الآلام تلك التي تتعتق فتصير شجنًا "كما قال أحد المبدعين لا أذكر اسمه.
وعلى قلة عدد الأبيات إلا أن البيت الأخير كان كالصاعقة :

أفنيت عمري افتدي وطني دماً
و اليوم في وطني أعيش كما الغريبْ


إنه واقع الاحتلال الذي يدفع الشعراء للتعبير عن كل ما بهم من آهات وآلام ،فتخرج الحكمة من قلب الحزن ، وتالله هل ولد الحكمة َ إلا ذلك ؟
لقد ذكرتني ببيت شاعرنا الكبير ابنكم البار أحمد مطر عندما قال عن المواطن العربي :
يحيا غريب الدار في أوطانه
ومطاردًا بمواطن الغرباء ِ

أجمل ما في هذه المقطوعة أنها تصلح لكل بلد وكل عرق وكل دين .. لاسيما وأننا في أوطان تسمى بالعروية .
أخي العزيز محمدًا ..
لقد مسست الجرح وعزفت على أوتاره ورغم ذلك لا نقول إلا أن الجرح لو لم يمس فإنه لن يضمد .
دمت مبدعًا وفقك الله .وكل عام عراق الرشيد بألف خير .
أخي الفاضل عذب الكلمات المشرقي الإسلامي..
لم تكُن تلك الأبيات إلا تأوهاتٍ خنقتني عندما ارى ما يحدث في بلد الإسلام و العرب عراقنا الحبيب.
وقد أفلحت في اختيار بيت الشعر الأكثر إيلاماً لأستاذنا الكبير أحمد مطر أطال الله عمره بالخير. فقد كنت كلما تَرفض إحدى السفارات العربية منحي تأشيرة دخول أستذكر هذا البيت و أقول أن لا حول ولا قوة إلا بالله.

دُمت بكل الخير أخي الفاضل و ما ازددت إلا شرفاً بمرورك و تعليقك.
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس