عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-07-2023, 07:31 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,994
إفتراضي قراءة في كتاب فصل الخطاب ببيان بطلان أحاديث الأبدال والأقطاب

قراءة في كتاب فصل الخطاب ببيان بطلان أحاديث الأبدال والأقطاب
الكتاب يدور حول أحاديث الأبدال والأقطاب وهى في المعروف من وضع المتصوفة وإن كان من وضع الكل هو لجان الكفر التى حرفت الدين ونسبته لأسماء مسلمين وتحدث المؤلف عن وجود منكرين لتلك الأحاديث كابن القيم الذى قال :
"قال الحافظ الجهبذ ابن القيم فى فصل عقده لأحاديث مشهورة باطلة من نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول (ص) 127 ومن ذلك أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقرب ما فيها حديث لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم البدلاء كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر ذكره أحمد ولا يصح أيضا فإنه منقطع "
وأما السيوطى فقد أفتى بصحة الحديث وتواتره وقد نقل المؤلف التالى:
"وأما قول الحافظ الجلال السيوطي في النكت خبر الأبدال صحيح فضلا عما دون ذلك وإن شئت قلت متواتر وقد أفردته بتأليف استوعبت فيه طرق الأحاديث الواردة في ذلك فمن مراكب الإعتساف والمباعدة عن مواقع الإنصاف إذ ليس فيما ذكره حديثا واحدا تنتهض به الحجة لما ادعاه"
وذكر المؤلف الأحاديث فقال:
"وأنا ذاكر بعون الله وتوفيقه جملة من الأحاديث التى ذكرها ومبين آفاتها وعللها
الأول حديث عوف بن مالك
أخرجه الطبرانى الكبير (18/ 65/120 وابن عساكر التاريخ (1/ 290 كلاهما من طريق عمرو بن واقد نا يزيد بن أبى مالك عن شهر بن حوشب قال لما فتحت مصر سبوا أهل الشام فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنسه ثم قال يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله (ص)يقول فيهم الأبدال وبهم تنصرون وبهم ترزقون
هذا الحديث كذب كأنه موضوع وإنما يعرف بعمرو بن واقد أبى حفص الدمشقى؛ مولى بنى أمية وهو هالك تالف قال أبو مسهر على بن مسهر ليس بشيء كان يكذب وقال البخارى والترمذى منكر الحديث وقال أبو حاتم ضعيف الحديث منكر الحديث وقال يعقوب بن سفيان عن دحيم لم يكن شيوخنا يحدثون عنه قال وكأنه لم يشك أنه كان يكذب وقال الدارقطني والنسائى والبرقانى متروك الحديث وقال ابن حبان يقلب الأسانيد ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك
ومن مناكيره بل أباطيله وموضوعاته ما أخرجه الطبرانى الكبير (20/ 35/162 وابن عدى (5/ 118 والبيهقى شعب الإيمان (6/ 479/8974 جميعا عن عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عن معاذ بن جبل عن النبي (ص)قال من أطعم مؤمنا حتى يشبعه من سغب أدخله الله بابا من أبواب الجنة لا يدخله إلا من كان مثله
قال ابن أبى حاتم علل الحديث (2/179/2031 سألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار عن عمرو بن واقد ثنا يونس بن ميسرة بن حليس عن أبي ادريس عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (ص) من أشبع جائعا الحديث بنحوه قال أبي هذا حديث كأنه موضوع ولا أعلم روى أبو إدريس عن معاذ إلا حديثا واحدا وعمرو ضعيف الحديث "
الحديث باطل والخطأ فيه أن النصر يكون بالأبدال والحق أن النصر بالله كما قال تعالى :
" إن تنصروا الله ينصركم"
ونصر الله يكون بطاعة احكام الله
ثم قال:
"الثانى حديث عبادة بن الصامت وله طريقان
الطريق الأولى أخرجها أحمد (5/322 قال ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنا الحسن بن ذكوان عن عبد الواحد بن قيس عن عبادة بن الصامت عن النبي (ص)قال الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن عز وجل كلما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلا
قال عبد الله بن أحمد قال أبي حديث عبد الوهاب هذا منكر
وأخرجه كذلك الهيثم بن كليب المسند والخلال كرامات الأولياء (2 وأبو نعيم أخبار أصبهان (1/180 والخطيب تالى تلخيص المتشابه (1/248 وابن عساكر (1/292 جميعا من طريق الحسن بن ذكوان به
قلت وهذا حديث منكر كما قال الإمام أحمد وله ثلاث آفات
الأولى عبد الواحد بن قيس وإن وثقه ابن معين والعجلى وأبو زرعة الدمشقى لكنه لا يعتبر برواية الضعفاء عنه قال أبو حاتم يكتب حديثه وليس بالقوى قال البخارى عبد الواحد بن قيس قال يحيى القطان كان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب
وقال ابن حبان فى المجروحين عبد الواحد بن قيس شيخ يروي عن نافع روى عنه الأوزاعي والحسن بن ذكوان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير فلا يجوز الاحتجاج بما خالف الثقات فإن اعتبر معتبر بحديثه الذي لم يخالف الأثبات فيه فحسن
وقال فى الثقات لا يعتبر بمقاطيعه ولا بمراسيله ولا برواية الضعفاء عنه وهو الذي يروي عن أبي هريرة ولم يره
الثانية الانقطاع فإن عبد الواحد بن قيس إنما أدرك عروة ونافع وروايته عن أبى هريرة مرسلة كما قال البخارى وابن حبان فعلى هذا فهو لم يدرك عبادة بن الصامت ولم يره
الثالثة الحسن بن ذكوان يحدث عن عبد الواحد بن قيس بعجائب كما قال يحيى القطان وعلى بن المدينى والبخارى وقال ابن معين كان صاحب أوابد وقال الأثرم قلت لأبى عبد الله أحمد بن حنبل ما تقول فى الحسن بن ذكوان ؟ قال أحاديثه أباطيل يروى عن حبيب بن أبى ثابت ولم يسمع من حبيب إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطى
ولما كان الحسن بن ذكوان موسوما بالتدليس مشهورا به فقد أورد له ابن عدى فى كامله (5/125 أربعة أحاديث دلسها عن عمرو بن خالد الواسطى الكذاب الوضاع
وواحدة من هذا العلل الثلاث تكفى فى الحكم على حديث عبادة بنفى ثبوته فضلا عن صحته ومنه تعلم أن قول الحافظ الهيثمى مجمع الزوائد (10/62 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما وأقره السيوطى والمناوى وغيرهما أبعد شئ عن الصواب وذلك لما ذكرناه آنفا
وأما قوله الحسن بن ذكوان من رجال الصحيح فالجواب عنه ما وصفه به الإمام أحمد من التدليس عن الكذابين ورواية الأباطيل فإن قيل قد أخرج البخارى له فى كتاب المناقب من صحيحه (4/139 سندى قال حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن الحسن بن ذكوان حدثنا أبو رجاء حدثنا عمران بن حصين عن النبي (ص) قال يخرج قوم من النار بشفاعة محمد (ص) فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين
فربما يكتفى بعضهم بما ذكره الحافظ ابن حجر فى هدى السارى بقوله والحسن بن ذكوان تكلم فيه أحمد وابن معين وغيرهما وليس له فى البخارى سوى هذا الحديث برواية القطان عنه مع تعنته فى الرجال ومع ذلك فهو متابعة
وأقول وتمام هذا التوجيه وكماله أن نقول أن الحسن بن ذكوان قد صرح فى الحديث بالسماع فانتفت تهمة تدليسه
(2 أن كون الحديث من رواية يحيى القطان عنه وهو أعرف الناس بما يصح من حديثه وما ينكر فهو من صحاح حديثه وقد قال أبو أحمد بن عدى أن يحيى القطان حدث عنه بأحرف ولم يكن عنده بالقوى
ومما يفيده هذا التوجيه أن انتقاء الصحيح من أحاديث الضعفاء والمجروحين هو مما توافرت عليه همم الجهابذة النقاد أمثال يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدى ويحيى بن معين والبخارى وأبى حاتم وغيرهم من أئمة هذا الشأن
الطريق الثانية أوردها ابن كثير التفسير (1/304 من طريق ابن مردويه قال حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن جرير بن يزيد حدثنا أبو معاذ نهار بن عثمان الليثي أخبرنا زيد بن الحباب أخبرني عمرو البزار عن عنبسة الخواص عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله (ص) الأبدال في أمتي ثلاثون بهم ترزقون وبهم تمطرون وبهم تنصرون قال قتادة إني لأرجو أن يكون الحسن منهم
قال الحافظ الهيثمى مجمع الزوائد (10/63 رواه الطبرانى من طريق عمرو البزار عن عنبسة الخواص وكلاهما لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح
قلت ومع جهالة رواته عن قتادة فقد خولفوا على رفعه رواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف نا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة قال لن تخلو الأرض من أربعين بهم يغاث الناس وبهم تنصرون كلما مات منهم أحد أبدل الله مكانه رجلا
أخرجه هكذا ابن عساكر التاريخ (1/298 من طريق عمران بن محمد الخيزرانى عنه "
والحديث السابق عدد الأبدال فيه 30 وهو ما يناقض كونهم 40 في الرواية التالية:
"الثالث حديث أنس بن مالك وله أربع طرق
الطريق الأولى أخرجها ابن عدى (5/220 حدثنا محمد بن زهير بن الفضل الأبلي ثنا عمر بن يحيى الأبلي ثنا العلاء بن زيدل عن أنس بن مالك عن النبي (ص)قال البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم واحد بدل الله مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة
وأخرجه كذلك ابن عساكر التاريخ (1/291 وابن الجوزى الموضوعات (3/151 كلاهما من طريق ابن عدى به
قلت هذا إسناد مظلم وحديث موضوع لا يحل ذكره إلا تعجبا ولا كتابته إلا تحذيرا
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس