عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-03-2009, 08:54 PM   #28
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

حزب الله السعودي / إبراهيم التركي
( لـُجينيات )

كثيراً ما يتبجح شيعة السعودية بأنهم قد انضووا تحت الحكم السعودي بدون قتال ويبرهنون بذلك على ولائهم للحكومة السعودية ولكن الحقيقة أن انضمامهم للحكم السعودي ليس حباً فيه بل للتخلص من هجمات قبيلتي الدواسر وبني خالد ليحميهم الحكم السعودي من تلك الهجمات.

في سنة 1948 وصلت القلاقل الشيعية إلى حد الانفجار في مظاهرات واسعة النطاق وفوضى عمّت "القطيف" بقيادة محمد بن حسين الهراج, حيث كان المتظاهرون يطالبون بالانفصال عن المملكة, وكان من أسباب الدعوة إلى الانفصال ظهور النفط في شرق المملكة, وتعاظم أهميتها الاقتصادية.

وفي سنة 1949 اكتشفت الحكومة وجود جماعة ثورية بالقطيف تعمل تحت اسم جمعية تعليمية, فقامت بحل الجمعية ومات أحد زعمائها وهو اليساري عبد الرؤوف الخنيزي في السجن, وامتدت هذه الحركة إلى الجبيل سنة 1950. وظلت الاضطرابات والمصادمات مستمرة بين شيعة المنطقة الشرقية والسلطات السعودية في أعوام 1953 و 1970 ..

ومع قدوم ثورة الخميني في فبراير سنة 1979, كان شيعة السعودية على موعد مع الأمل, إذ أن هذه الثورة التي انقاد لها معظم الشيعة في العالم أوجدت لديهم الرغبة في الحكم وأملوا بصعود نفوذهم, ففي أواخر سنة 1979, اندلعت الاضطرابات الواسعة في القطيف وسيهات وجاءت متزامنة مع أيام الحداد الديني لدى الشيعة (عاشوراء) واحتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران, وأحداث جهيمان في مكة المكرمة, كما أنها جاءت استجابة لنداء الخميني لشيعة السعودية بالثورة على آل سعود, وفي 19 نوفمبر سنة 1979 سحق الحرس الوطني السعودي المظاهرات الشيعية واستمرت الإضرابات حتى نهاية ذلك العام.

بعد أيام قليلة من احتلال العراق ظهر الشيخ حسن الصفار وهو من رموز الشيعة السعوديين ، ليعلن أمام شاشات التلفزة الفضائية عن ضرورة رفع المظالم التي تُلحق بالشيعة في المملكة، وتمنعهم من الحصول على حجم مناسب من جهود التنمية في المناطق التي يعيشون فيها، لاسيما في المناطق الشرقية للمملكة (الإحساء و القطيف) التي تقطنها غالبية الشيعة، كما تحرمهم الانضمام إلى المؤسسات السيادية في الدولة كالجيش والخارجية والداخلية، وتفرض عليهم التعلم بمناهج دينية تختلف مع معتقداتهم.

وحسن الصفار يقول أيضاً تحت هذا عنوان ـ المقاومة البا س لة والتضليل الإعلامي ـ : (.. إنه عدوان سافر على لبنان، ومع ذلك نجد في منطق الإعلام والسياسة الاستكبارية العالمية من يبرر لإسرائيل جرائمها، ويحمّل المقاومة ما يحصل من دمار وتدمير.)أهـ ومعروف من المصدر الذي صرح بمغامرت الحزب ـ أي السعودية ـ
.
بل وقد ثبت على الصفار تصريحه بولاء شيعة السعودية لإيران.

وفي التحقيق في تفجير الخبر مساء، 25 يونيو 1996، اعترف المقبوض عليهم، بمشاركة لبناني مرتبط بحزب الله معهم فكانت لائحة اتهام موجهة إلى 13 سعودياً ولبناني واحد مجهول. ومنهم عبدالكريم الناصر وأحمد المغسل وإبراهيم اليعقوب وعلي الحوري، وكشف التحقيق عن تنظيم مسلح كان متواجداً في المنطقة الشرقية ويدعى «حزب الله الحجاز»، وأحياناً يعرف خارجياً ب«حزب الله السعودي».وكان عبدالكريم حسين الناصر رأس التنظيم، ومن بعده أحمد المغسل قائداً للجناح العسكري، التحقيقات قالت إن العملية تطلبت تحرك عناصر التخطيط والتنفيذ في أكثر من دولة؛ اجتمعوا في بيروت والقطيف والسيدة زينب في دمشق، كانوا على مدار تلك الفترة يجمعون موادهم، ويخزنونها في مزرعة على طريق الجبيل - الدمام، وقبل الحادث بثلاثة أشه ر (28 مارس)، سقط أحدهم (فاضل العلوي) محاولاً تهريب متفجرات في سيارة قادها من لبنان، ليكتشف في منفذ الحديثة الحدودي، فعثر على 38 كلجم من المواد المتفجرة، واعترف بأن المغسل سلمها له في بيروت، وزود سلطات التحقيق بأسماء علي المرهون ومصطفى المعلم وصالح رمضان، وجميعهم من قرية الجارودية، ليقبض عليهم في 3 أيام، كانت في السادس والسابع والثامن من شهر إبريل، وكان موكلاً لهذا الثلاثي استقبال المواد لتنفيذ العملية.

اكتشاف مخطط الخلية، دفع المغسل إلى تكليف خلية أخرى، فعاد إلى السعودية بوثيقة مزورة، فأسند المهمة إلى 3 آخرين، بينهم هاني الصايغ، لتنفيذ العملية، إضافة إلى مشاركته معهم، حتى تم التفجير بواسطة الشاحنة، التي قادها المغسل نفسه وأوقفها إلى جوار البرج، ليفر ثلاثة من الأربعة إلى خارج البلاد، حتى قبض على الصايغ وأعيد إلى بلاده، إضافة إلى القبض على الرابع، الذي اعتقد أنه في مأمن حين اختار البقاء في منزله.

غاب الناصر والمغسل واليعقوب والحوري، ولا أحد يعلم عن مكان وجودهم سوى الأنباء المتواترة عن اختبائهم في إيران، وانتهى التنظيم بالقبض على عشرات المرتبطين به وثبوت تراجعهم، فكان إخلاء سبيل غير المتورطين بالحادث.

وقد اتهم الرئيس الأميركي جورج بوش، في خطاب ألقاه في واشنطن ، سخره للحديث عن الإرهاب تنظيم «حزب الله» السعودي، بالوقوف وراء تفجيرات الخبر عام 1996 التي راح ضحيتها 19 أميركيا، معربا عن اعتقاده بأن إرهابيي الخبر، كانوا ينسقون مع مسؤولين إيرانيين.

وقبل موسم الحج قبل سنتين اجتمع نفر من شيعة إيران مع السستاني وشيعة عراقيين لتنسيق الاجتماع مع شيعة السعودية في الحج للتنسيق وقد شهدنا بعد الحج من مقتدى الصدر مطالبته بالسماح ببناء القباب والأضرحة على قبور آل البيت في المدينة المنورة.

وهذا رغم تكريم السعودية له ولقاء الملك به

** هذا المقال فصل من كتاب (حرب الفرس والروم

في الشرق الأوسط الجديد) المطبوع في مصر والممنوع في السعودية
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس