كنت قد كتب رداً مفصلاً فيه هذه المسائل التي حشوتها حشوا عجيباً في ردك وصححت ما فيها من اعوجاج ولكني تراجعت عن نشرها لاسباب عديدة منها أن جماعة من المشاركين في المنتدى لديهم تقديس لبعض الشخصيات التي لو أردت الدخول في نقاش معهم بالمسائل وجب علي أن أخذ تعهدهم باعتقادهم بأنهم بشر غير معصومين ويخطئون مثل بقية البشر ولا فلا فائدة ترجى ( وإن كان فيه فائدة كبيرة لأهل الثقافة ومن يريد أن يعرف "من أين تأكل الكتف" مع امثالهم ) .
على كل حال، لا.
الموالاة لا تعني بأي حال من الأحوال المحبة .
يا ابن الطيب المحبة امر لا ارادي يتحكم فيها الله .
طيب دعنا نشطح ونتفكه قليلاً، الإسلام يجيز الجواز من النصارى، فهل مثلا يكره الزوج زوجته ولا يحبها ولا يبتسم في وجهها ولا يعايدها ( إلى أخر الهراء البعض )؟!
الموالاة لها جانب عسكري، قتالي وقانوني يفهم ذلك من سياق الآيات .
وأمثلتها دعمهم والدفاع عنهم والكتابة لهم والعمل لديهم ضد المسلمين وتبرير قتالهم للمسلمين .
لا بد أن تفهم سبب النزول.
يا محترم،
شيوخ الأهواء نعرفهم جيداً .
وكتبهم متناقضة وأحوالهم مزرية.
والآن أعود للقارئ الكريم، نرجع إلى الآية التي استدل بها الأخ وهي من سورة الممتحنة ولنرى السياق قال تعالى : " أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ* إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ *لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ ..."
سورة الممتحنة :1-4
الآن يا سادة نفس السورة، قوله تعالى : " عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم
مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "
سورة الممتنحة : 7-9 .
وضح معنى الآيات في السياق بعيداً عن الاجتزاء.
عذراً، لا أفهم هذه الخلطة العجيبة، كيف يكون حسن الخلق من مقتضيات البغض؟
وكيف نوافق بين ما لون بالأحمر وبين ما قبله؟ فإذا كان لا يقتضي المحبة فكيف يقتضي البغض؟
الموالاة للمؤمنين مطلقة .
والحب هو عمل قلبي لا ارادي يمكنك أن تحب كافراً أو كافرة من المسالمين. وبمواقف قليلة جداً ( نزلت فيه آيات) يكون هناك " نوع ما مودة "للكافر المقاتل، والشائع ألا يكون بين المتقاتلين مودة أي مودة بل لا مجال للتفكير في ذلك والكل يحمل سلاحاً
.
أي طائفة من المسيحيين هي التي تسجد للصليب؟
وكلام الأستاذ ابن حوران، لطيف جميل، لم أطلع عليه من قبل، فجزاه الله خير الجزاء على ما قدم لنا من مادة دسمة للبحث فيها.