عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-06-2007, 11:13 PM   #10
muslima04
مشرفة قديرة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,505
إفتراضي

هذه كانت رسالة اختنا زهور...وجزى الله خيرا من ساعدني على كتابتها بالحروف العربية...

*****************

السلام عليك أختي مسلمة
أنا أشكرك على ردك على رسالتي و أحس أنك إنسانة طيبة، الله يبارك فيك
مسلمة، أنا أريد أن أعرفك بنفسي .. و أطب منك أن تعذري رسالتي الطويلة هذه لأنها ستكون آخر ما سأكتبه بالعربي. بعد قرائتك لرسالتي أتمنى أن لا تغيري موقفك مني
كما أوجه رسالتي هذه لكل قراء الخيمة لأنها إعتراف مني أحتاج إلى البوح به اليوم
إسمي زهور عمري 18 سنة، فرنسية من أم يهودية، أبي أو بالأحرى الرجل الذي كان السبب في وجودي في هذا العالم عربي من السعودية... لم أعرفه.. أو تخلى عنا أنا و أخي و أختي و أمي
كان عمري 5 سنوات، أمي عملت كل ما في وسعها أن تربينا و حضنتنا بحب ككل أمهات العالم، تعذبت عذابا مريرا بهجران أهلها لما تزوجت من عربي مسلم أحبته و ضحت بكل شيء من أجله فخذلها و أولادها. عملت الكثير من أجلنا لعبت دور الأم و الأب و الأهل الذين تخللوا عنا
عشت عذاباها و آلامها، عست معها مرارة هجرانه لنا، أنا تعذبت من ترك أبي لنا أكثر من أخي الذي كان أكبر مني و استطاع أن يفهم و أختي كانت صغيرة جدا لم تفهم شيئا، أنا كنت في الوسط و كنت متعلقة به كثيرا. كم مرة سالت أمي لماذا لا ياتي أبي من العمل؟ كم مرة رفضت أن أنام بالليل حتى يعود، كم مرة وقفت بالساعات على النافذة كي أراه راجعا لكنه لم يرجع أبدا. و كبرت و كبرت معي الحرمان و الألم و الغضب و المصيبة أن كل أخي و أختي يشبهان أمي، يعني فرنسيي الشكل.. شعر أشقر و هيئة أروبية، أما أنا فشكلي شكل أبي، شكل عربي كثير سمراء و شعر أسود بعيون خضراء، يمكن ستقولون شكل جميل، لكن أنا أقول عنه شكل مشوه كلما نظرت إلى المرآة أرى في هذا الأب الظالم و الذي أكرهه. حتى في حياتي اليومية
في المدرسة كانوا يسمونني زهار العربية، و في بعض الأحيان و كنت وقتها لا أتكلم عربي، كنت أصادف بعض عرب فرنسا فكانوا أوتوماتيكيا يكلمونني بالعربي و لا أفهم أي شيء فيلومونني لأنهم يحسبون أنني عربية و أمتنع من الكلام بالعربي و كم مرة تعرضت للإهانة من طرفهم و شتمهم لي بنكران هويتي العربية
كنت دائما مظطرة أن أفسر موقفي، أن أقول أنا شكلي هو فقط عربي و أنا لا أعرف الكلام العربي و كم مرة كنت أتألم لما أرى أني فعلا من غير هوية و لا أنتمي لأي شيء ... العرب يكرهونني لما يعرفوا أن أمي يهودية، و اليهود يكرهونني لأن أبي عربي مسلم ... و الفرنسيون لا أنتمي إليهم بأي شكل
كانت تمر علي أوقات أحس فيها أني ساجن، و كم من مرة رفضت أن أذهب للمدرسة و ألتقي بأناس يرغمونني أن أتحدث عن نفسي
و جائت أصعب سنين يمكن أن يمر بها الإنسان، سن المراهقة .. 15 سنة ... و في هذه السن ولد عندي إحساس كبير لرؤية أبي، إحتجته كثيرا و تمنيت أن أراه مرة واحدة و أموت ... تمنيت أن أراه لدقيقة واحدة ليجيبني عن الاسئلة التي تعذبني و التي لا تتركني أعيش كأي فتاة في سني .. فقررت أن أبحث عنه، و أقيم الدنيا و أقعدها لأجده و وافقتني أمي لأنها كانت تعيش معي تعاستي و كانت أول خطوة هي أن أتعلم عربي، و في ظرف أقل من سنة تعلمت عربي و بدأت أتكلم عربي و بدأت البحث في القنصليات و الإدارات و البلديات و رحت كل المدن التي زارها هنا في فرنسا
كتبت لإذاعتين تلفزيونيه في فرنسا .. بحثت في الدلائل الهاتفية و على انترنت و طلبت من الناس اللي في السعودية أو في الخليج أن يبحثوا عن إسمه، لكن المشكلة أني لم يكن عندي إسمه بالكامل أو رقم جواز سفره
و في يوم دخلت موقعكم الخيمة العربية .. دائما بغرض طلب المساعدة في إيجاد أبي ... و كتبت لشخصين بالصدفة، لم أكن أعرف إن كانوا نساء أو رجالا.. جائني رد من عند شخص واحد ... احسست من كلامه أنه يريد أن يساعدني فتعلقت بهذا الأمل .. تكررت محادثاتي معه و في يوم جكيت له كل القصة .. كنت خائفة أن يتغير موقفه مني إذا عرف ديانة أمي
لأني عرفت أنه إنسان مسلم كثيرا و محافظ جدا لكنه كان أرقى من ذلك، كان أجمل أخلاق مما تصورته كان أطيب واحد لقيته في حياتي و قال لي كلمة دخلت قلبي كالسحر قال : أنا أحبك في الله، فأحببته أنا حبينن حب في الله و حب امرأة لرجل، أحببته لدرجة الجنون رغم بعد المسافت رغم إختلافنا في كل شيء أحببته حتى أني لم أطلب صورته، لم يكن يهمني الصورة .. أحببت فيه روحه الطيبة و أخلاقه العالية و نفسه الطاهرة و كان أول حب في حياتي .. سعدت بهذا الحب و صرخت به عند كل من أعرفه لأخي و أختي و أمي و كل الناس، كأني كنت في حاجة أن أؤكد للناس و لنفسي أن كل العرب ليسو مثل بابا، أن كل المسلمين ليسو مثل بابا، كأني انتصرت على الوحش الذي يسكن جسمي و عقلي، كأني انتصرت من باب .. كان عمري 17 سنة، يعني السنة الماضية، لكن تأتي هذه المرة ماما لتحطم هذه الفرحة، لتعمل نهاية لهذه السعادة التي أعيشها بإسم خوفها أن أعيد نفس قصتها و أنا يس عندي شك في حب ماما لي
خيرتني بين عالمين، عالمها اللي حماني و كبرني و خائف علي، و عالم أحبه عالم حبيبي
و طبعا لم أرد أن أغضب أمي مني، لكن لم أقطع علاقتي بحبيبي .. قلت سأعمل ما في جهدي حتى أغير موقفها، أمي طيبة و أكيد لما ستراني سعيدة فلن تقف ضد سعادتي
و جائتني أقداري بشيء آخر لم يكن في الحسبان، أصبت بمرض خطير في ساقي اليمنى .. مرض يمزق عروق الدموية في رجلي، و كان كل يوم يمر يجعلني أقترب من بتر رجلي
فمرضت نفسيا أكثر من جسديا .. أحسست أن الدنيا لا تحبني، أحسست أن الله يكرهني، فثرت و انهرت و غضبت و كرهت كل حياتي.. كرهت نفسي و كل العالم .. مريت من فترة اليمة لا يعلمها إلا الله .. كنت أحس أني ولدت لأن أكون تعيسة و أن الأيام تستخسر في كل لحظة قصيرة من السعادة
و في هذه اللحظة المريرة التي فقدت فيها كل معنى شيء جميل، قررت قرارا رهيبا
قررت أن أقطع علاقتي مع حبيبي لأنه كان تعلق بي هو كذلك أكثر مني يمكن، أصبحت كل حياته أصبح يحبني كل يوم ألف مرة و هذا كان يسعدني، لكن لما عرفت مرضي لم أوافق أن أجعله يعيش معي تعاستي .. ما ذنبه حتى أجعله يرتبط بإنسانة كلها مشاكل، هو مسلم من عائلة محافظة، و أنا أمي يهودية، بيننا آلاف الكيلومترات و زيادة على ذلك مرضي
muslima04 غير متصل   الرد مع إقتباس