عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-06-2008, 03:48 PM   #62
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الفارس
كتاب أكثر من رائع جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء

ولعل أكثر ما يميّزه عن غيره من الكتب فى نفس المجال ،، انه يكتب عن خلفية اسلامية وعقدية توافق ما نعتقده وندين به.
شكرا لك على المرور يامحمد .. وتابع ستجد الكثير من الموضوعات المتميزة فيه

[LINE]hr[/LINE]


التميُّز في أداء أي عمل مهما صغر

أشرنا فيما سبق إلى أن الرغبة في التميُّّز هي حالة ذهنية ترتبط بهاجس دائم بضرورة التطوير وتحقيق نحاجات اكبر ، وبطبيعة الحال فإن تبني التميُّز كحالة ذهنية وكتوجه عملي ومن ثم كأسلوب حياة ، سينعكس على أي عمل نقوم به مهما صغر.

ولا يتطلب البحث عن مستوى حرص المؤسسات أو الأفراد على التميز أكثر من مجرد الاطلاع على أسلوب مكاتباتهم ، وذلك من حيث طريقة العرض ووضوح الغرض منها والصياغة اللغوية وأسلوب الطباعة والتنسيق وعدد الأخطاء الإملائية.

وفي حين أن طريقة عرض الخطابات ووضوح الغرض منها ومستوى صياغتها هو على درجة عالية من الأهمية ، فإننا سنُركز هنا ، على أسلوب الطباعة والتنسيق وخلو الخطابات من الأخطاء الإملائية ومالها من دور في إظهار مستوى اهتمام الشركات والأفراد بالتميز على جميع المستويات.

ولقد لاحظت على مدى سنين عديدة تذمر المساعدين الإداريين من مدى التركيز على أهمية أن تكون الخطابات على درجة عالية من التنسيق والخلو من أخطاء إملائية أو صياغية بما في ذلك تحري المواقع الصحيحة للفواصل والنقاط ما أمكن . وعادةً ما تكون شكاوى المساعدين الإداريين في هذا المجال عديدة ، منها : أن الخطابات تؤدي غرضها حتى لو اشتملت على بعض القصور في التنسيق أو الطباعة ، وأن متلقي الخطاب لا يطلب، أو يتوقع هذا المستوى من الإتقان في الخطابات ، أو أن إعطاء هذا الاهتمام للخطابات فيه ضياع للوقت ... الخ.

وعادةً ما تكون الإجابة على هذه الشكاوى كمايلي: إن التميز والنجاح يتطلب إتقان كل شيء نفعله بغض النظر عن حجمه وذلك اقتداء بالحديث الشريف " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه " وإن ما نكتبه هو شاهد علينا على مر السنين ، حيث سيتم عاجلاً أم آجلاً رجوع أحدهم إلى ما نكتب ، والذي سيعبِّر عن ما قمنا به ويسهل مهمة الإضافة إليه ،وإن خطاباتنا يجب أن تحقق لنا الرضى قبل تحقيق الرضى لمتلقيها .. وما إلى ذلك .
إن مستوى دقة وإتقان خطابات ومطبوعات المؤسسات تدل على أشياء كثيرة عنها، من مستوى الإدارة العليا إلى جميع مستويات المؤسسة الأخرى. وإن وجود العديد من الشركات التي يمكن أن توصف حالياً بأنها ناجحة ، على الرغم من عدم تحقيق المستوى المطلوب من الدقة لا يقلل من أهمية هذا الموضوع. ذلك لأن النجاح الحالي لهذه الشركات التي لا تهتم بالتميز على جميع المستويات قد يكون لأسباب مؤقتة مثل ارتفاع مستوى الطلب على منتجها حالياً لسبب أو لآخر ، أو لاستغلال علامة تجارية ناجحة.

إلا أن ذلك قد يتغير في أي وقت ، حيث أن الشركات التي تهدف إلى تحقيق مستويات عليا من النجاح تحرص دائماً على التميُّز على جميع المستويات ، والذي سيزيد من قدرتها على منافسة المؤسسات غير الحريصة على التميز في أقوى منتجاتها وعلاماتها التجارية.

للتأكد من ضرورة الاهتمام بأدق التفاصيل ، يمكن النظر إلى مطبوعات المؤسسات العالمية أو المحلية الكبرى ، حيث أنه من الصعب جداً أن نجد أي قصور في مطبوعاتها
أو أساليب تعبئة أو تغليف منتجاتها أو مرفقاتها مهما صغرت . هذا مع أن وجود قصور محدود في أسلوب إخراج منتجات هذه المؤسسات أو الإرشادات المرفقة بها قد لا يحد كثيراً من القدرة على استخدام منتجاتها . إلا أن هذه المؤسسات تدرك أن وجود أي قصور ذي علاقة بمنتجاتها ، مهما صغر ، سيؤدي مع الزمن إلى زعزعة ثقة المستهلك في مدى دقة الشركة واهتمامها بمنتجاتها على جميع المستويات مقارنةً بالشركات الأخرى.


هذا في حين أن ما يلصق ببعض المنتجات العالمية من ترجمة للإرشادات أو الأسماء بلغات أخرى بواسطة مورديها من الدول النامية قد لا يكون على نفس المستوى من الدقة . ذلك لأن هؤلاء الموردين لا يعون أهمية الدقة في هذه المطبوعات ، أو أنهم يظنون أن المستهلكين من مواطنيهم لا يلقون بالاً إلى هذا المستوى من الدقة ، وبالتالي فإنهم لا يستحقون هذا القدر من الاهتمام.

إلا أن الأغرب من هذا وذاك ، هو أن نرى كتباً عن النجاح والتميُّز باللغة العربية لكتَّاب عرب ذوي شهرة عالمية على مستوى متردٍ من الطباعة والإخراج . هذا في حين أن كتبهم باللغة الإنجليزية الموجهة إلى الغرب تكون على مستوى عالٍ جداً من الإخراج والطباعة وخالية من أي أخطاء صياغية أو إملائية.

إن عدم الاهتمام بالتميز في العمل على جميع المستويات مهما صغر هو سمة من سمات التخلف ، والذي ينتقل من مستوى الأفراد إلى مستوى المجتمع ليتحول إلى دائرة مغلقة من عدم التميز ، والتي تشجع حتى المتميزين ، على التغاضي عن الاهتمام بالتميز لعلمهم أن المجتمع لا يتطلبها أو لا يميز الفرق.

أخيراً..فإن التركيز هنا على العناصر الشكلية والدقيقة كان بغرض إيضاح أن التميُّز
لايقتصر فقط على الاهتمام بالأمور الكبرى بل على جميع الأمور مهما صغرت . كما أنه
لايُقصد هنا إعطاء الشكل أولوية على الجوهر ، بل التأكيد على أن التميُّز الحقيقي ينعكس على كل من المظهر والمخبر.


__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس