عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-11-2006, 01:59 AM   #15
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الهزات الاقتصادية و كيفية التعامل معها :

يتعرض كل قطاع من القطاعات الاقتصادية الى هزات قد تخرج الكثير من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فأحيانا تقل المواد الخام الداخلة في صناعة ما من الصناعات المتوسطة، فيرتفع سعرها بشكل حاد أو يغير الموردون صيغة تعاملهم مع من هم أدنى منهم في السوق، فيكون النمط السائد قبل تلك الهزات قد أعطى شعورا بثبات تلك النمطية، ويركن صاحب المشروع الصغير أو المتوسط على تلك النمطية ويكيف وضعه المالي على ضوئها..

لنحاول ضرب مثال لتقريب تلك الصورة عند مربي الدجاج اللاحم، حيث تكون المواد الخام الداخلة بصناعة الدواجن (اللاحمة) .. الذرة الصفراء، وكسبة فول الصويا، وبعض المركزات الداخلة في توازن العليقة .. هذا إضافة الى الكتاكيت الصغار و العلاجات ومواد التدفئة والماء الخ ..

وتشكل نسبة الغذاء في صناعة الدواجن حوالي 65% من الكلفة العامة، وعادة يقوم المربون بشرائها بشكل آجل لعدة شهور تصل بمعدلها الى ثلاثة أشهر، في حين يدفع المشترون للدجاج اللاحم كمنتج نهائي للعملية شيكات قد تصل الى نفس المدة التي تكتب لموردي المواد الخام ..

فإذا ارتفعت أسعار المواد الخام من المنشأ، فإن التجار (المستوردون لتلك المواد) وبوصفهم حلقة عليا في تلك الصناعة سيوقفون البيع بالأجل، ويطلبون أثمان موادهم الخام نقدا .. وكون المربين الذين يربون حوالي 100 ألف من الطيور يحتاجون ما قيمته 150ألف دولار حتى عمر البيع، فإنهم سيكونون أمام وضع يتطلب تهيئة 100ألف دولار كي يتموا عمليات التربية قبل البيع، وهم في نفس الوقت مطالبون بتغطية قيمة الشيكات الآجلة التي تنزل عليهم تلقائيا من خلال دورات سابقة ..

ولن يكون أمامهم إلا أن يقوموا بشراء المواد الخام لأن أعمار الطيور التي في مزارعهم تتراوح بين اليوم والستة أسابيع، وعليه فإنهم سيتعرضون لا محالة لعدم القدرة على صرف الشيكات الآجلة ..

قلما ينتبه أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة الى مثل تلك الهزات، رغم تكرارها .. ويكون أثرها قاتل للكثير من أصحاب المشاريع في المثال السابق إذا انتشر وباء مؤذي للطيور ك (أنفلونزا الطيور، أو النيوكاسيل ، أو الجامبورو الخ) ..

وقد يحدث هذا مع قطاع النقل، حيث يعجز أصحاب الشاحنات الذين يشترون شاحناتهم بالتقسيط، و يتعرض قطاع النقل لمنافسة خارجية كدخول دولة مجاورة في عطاءات النقل بين الدول، ويزيد معاناة أصحاب الشاحنات عندما تتعرض بعض شاحناتهم لأعطال في نفس الفترة، فعلى أصحاب الشاحنات أن يتكيفوا مع تلك الأوضاع، والتي تنتهي في كثير من الأحيان الى وضع اليد على ممتلكاتهم من قبل الدائنين ..

لن نوغل بتلك الأمثلة، والتي تكون واضحة في قطاع المقاولات وبالذات أولئك الذين يأخذون مقاولاتهم بالباطن بأسعار متواضعة لكي يقومون بتشغيل معداتهم وكوادرهم، فعندما يتعرضون لهزة تكون خسائرهم فادحة ..

ما هي الإمكانيات لتجنب الهزات الاقتصادية هذه ؟

1ـ على أصحاب المشاريع الاقتصادية المتوسطة والصغيرة، أن يبقوا على ثلث أموالهم (أي ثلث قيمة مشاريعهم) بشكل نقد ويعتبروا تلك الأولوية من الأهمية بمكان، وإن كانوا ممن يتمتعون بتسهيلات بنكية أن يبقوا مثل هذا المبلغ من قيمة تلك التسهيلات ..

2ـ على أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة، أن يبقوا إنتاجيتهم بأحسن ظروفها من حيث الجاهزية، كي يخففوا من أثر تلك الهزات .. فلو كانت سياراتهم بحالة سيئة أو مزارعهم فإن مردود إنتاجهم سيكون هابطا وبالتالي فإن آثار الهزة ستكون عميقة ..

3ـ أن يبتعدوا عن التوسع غير المدروس، حيث لا يجوز التوسع الذي يعتمد كليا على القروض أو الاطمئنان على حالة السوق في عينة من الوقت، دون الاستناد لمبدأ توفير (الثلث) النقدي (كاحتياط ) .

4ـ توسيع سعة التخزين للمواد الخام، وجعل تلك المخزونات تغطي نصف الدورة الاقتصادية، وهذا سيخفف فترة أثر الهزة .. حتى لو تم حساب المخزون من الثلث النقدي المذكور ..

5ـ التواصل مع معلومات السوق وتتبع أخبار المشاريع الكبرى وما يحدث في القطاع واستخدام النشرات المتخصصة والإنترنت و الاجتماعات التي تضم أبناء المهنة ..

6ـ الوقوف مع أبناء المهنة في هزاتهم ، وتسليفهم بعض المواد الخام أو الأموال اللازمة لتأمين تجاوزهم للأزمة.

كيفية التعامل إذا حدثت الهزة ؟

يمكن لأصحاب المشاريع الصغرى أو المتوسطة أن يتخذوا إجراءات سريعة، إزاء تلك الهزات ويمكن تلخيص بعض الخطوات كالآتي :

1ـ التعامل بهدوء وعدم التصرف بذعر وهلع أثناء بداية الهزة ..
2ـ عدم إشاعة أجواء المعلومات المتوفرة عن الهزة بين العاملين في المنشأة، وحصرها بين عدد ضيق من المستخدمين الثقة و المسئولين ..
3ـ السرعة في بيع بعض المنتجات بسعر أقل، ولكن نقدا للاحتياط على قدر من المال ..
4ـ التخلص من الدائنين الصغار بتسديد ديونهم، فمن له مائة دولار يطالب بها، كمن له عشرة آلاف، وإبقاء المديونية محصورة بقلة قليلة ممن لهم ديون كبرى.
5ـ الاتصال بأصحاب الديون الكبرى ومحاولة تسوية ديونهم أو الطلب منهم الصبر بعض الوقت ..
6ـ طلب قروض من زملاء بالمهنة أو البنوك لتجاوز الأزمة ..
7ـ الاتصال بمن هم على شاكلة المأزوم وتنسيق الخطوات المقبلة، من اتصال بدوائر الدولة، أو الدائنين بشكل موقف متناغم و موحد ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس