الموضوع: المعلقات العشر
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-05-2007, 01:58 AM   #62
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

أي حافا. مصرع: الماثل الغابة: الأجمة.
أفتلك أم وحشية مـسـبـوعة خذلت وهادية الصوار قوامها
أي أفتلك تشبه ناقتي أم بقرة وحشية، هادية: متقدمة، والصوار: القطيع من البقر.
خنساء ضيعت العزيز فلـم يرم عرض الشقائق طرفها وبغامها
خنساء:يعني البقرة، العزيز ولدها، ويحتمل ضياعها له أن السباع أكلته والبغام صوتها.
لمعفر فهد تـنـازع شـلـوة غبس كواسب ما يمن طعامها
الفهد الأبيض، ويقال: هو الأبيض الذي يخالط بياضه صفرة أو حمرة، والغبس الذئاب والغبسة لون فيه شبه الغبرة.
صادفن منها غرة فأصبنـهـا إن المنايا لا تطيش سهامهـا
باتت وأسبل واكف مـن ديمة يروي الخمائل دائما تسجامها
الخمائل جمع خميلة، وهي الرملة التي قد غطاها النبت، كأنه قد أجملها وأخفاها.
تجتاف أصلا قالصا متنبـذا بعجوب أنقاء يميل هيامها
تجتاف تدخل والقالص المرتفع، والمتنبد: المتفرق، والعجوب جمع عجب وهو طرف النعجة، وهو أيضا آخر كل شيء، وإنما أراد به هنا أواخر التلال، والأنقاء جمع نقا، يميل: ينزل، والهيام: بفتح الهاء الرمل المنهال.
يعلو طريقة متنها متـواتـرا في ليلة كعز النجوم غمامها
وتضيء في وجه الظلام منيرة كجمانة البحري سل نظامها
وجه الظلام أوله، والجمانة اللؤلؤة الصغيرة، والبحري: الغواص.
حتى إذا انحسر الظلام وأسفرت بكرت تزل عن الثرى أزلامها
أي قوائمها.
علهت تبلد في نهاء صعائد سبعاً تؤاماً كاملاً أيامها
النهاء: الغدران واحدها نهي، أي طار قلبها من الجزع، وبقيت سبعة أيام تطلبه وتدور عليه، ويروى تردد أي تمر وتجيء، علهت فسد جزعها يقال عله يعله فهو عاله ومعلوه.
حتى إذا يئست وأسحق حالق لم يبله إرضاعها، وفطامها
أسحق حالق: يريد ضرعها، فإنها لما يئست من ولدها جف لبنها وأراد إبلاء ولدها فقدها له.
وتسمعت زر الأنيس فراعـهـا عن ظهر غيب والأنيس سقامها
ويروى الأنين، والرز: الصوت، أراد من مكان في خفية عنها وأصل الغيب الوادي لأن الشيء يختفي فيه.
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه مولى المخافة خلفها وأمامها
وخلف وأمام لم يجعلهما ظرفا فرفعهما.

حتى إذا يئس الرماة وأرسلـوا غضفا دواجن قافلا أعصامها
يئس بمعنى علم أي لما علم الصيادون موضع البقرة رأوها راجعة ومنه قوله تعالى (أفلم ييأس الذين آمنوا) قال أبو عبيدة أي أفلم يعلموا، وقال سحيم بن وثيل الرياحي اليربوعي:
أقول لأهل الشعب إذ يأسرونني ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم
وقيل أنهم أيسوا أن يصيبوها لعددها فتركوا رمي السهام، وأرسلوا غضفا وهي الكلاب المسترخية الآذان سميت بذلك، لانعطاف آذانها إلى قدام. الذكر أغضف، والأنثى غضفاء، والدواجن هنا المقيمات يقال دجن بالمكان إذا أقام به، والأعصام قلائد من أدم تجعل في أعناق الكلاب الواحد عصم وهو جمع على غير قياس وكأنه جمع الجمع فجمع على عصم كحمار وحمر ثم جمع عصما على أعصام كطنب وأطناب، وقيل واحد الأعصام عصمة فهذا جمع على حذف الهاء كأنه جمع عصما على أعصام فيكون مثل جمل وأجمال وقيل واحدها عصم مثل جذع وأجذاع.
فلحقن واعتكرت لها مدرية كالسمهرية حدها وتمامها
أي عطفت على الكلاب بقرن كالرمح.
لتذودهن وأيقنـت إن لـم تـذد أن قد أحم من الحتوف حمامها
فتقصدت منها كساب فضرجت بدم وغودر في المكر سحامها
ويروى فتنكب، وكساب مبني لاجتماع العلل الثلاث فيه المعرفة والتأنيث والعدل لأنه معدول من كاسبة، فضرجت: صبغت، وغودر ترك وسحام اسم كلب.
فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى واجتاب أردية السراب إكامها
أقضي اللبانة لا أقصـر خـيفة كي لا يلوم بحاجة لوامـهـا
ويروي لا أفرط.
أو لم تكن تدري نوار بأنني وصال عقد حبائل جذامها
يقال للظبية تنور نوارا بفتح النون جذامها: قطاعها.
تراك أمكـنة إذا لـم أرضـهـا أو يرتبط بعض النفوس حمامها
الحمام: الموت، وجزم يرتبط عطفا على لم أرضها.
بل أنت لا تدرين كم من ليلة طليق لذيذ لهوها وندامها
يقال يوم طلق، وليلة طلقة، إذا لم يكن فيها حر ولا قر.
قد بت سامرها وغاية تـاجـر وافيت إذا رفعت وعز مدامها
خفض غاية على موضع الهاء من سامرها، والتاجر هنا الخمار والغاية العلامة ينصبها ليعلم مكانه، وافيته أتيته ليلا فابتعت منه خمرا.
أغلي السباء بكل أدكن عاتـق أو جونة قدحت وفض ختامها
السباء بالمد: الخمر ولا يستعمل في غيرها، سبأت الخمر أسبأها سباء وسبأ قال امرؤ القيس.
كأني لم أركب جوادا لـلـذة ولم أتبطن كاعبا ذا خلخال
ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل لخيلي كري كرة بعد إجفال
الأدكن: الزق الأغبر، العاتق: الخالص، وقيل هي التي قد عتقت. وقيل التي لم تفتح من قبل، العاتق من صفة الزق، وقيل من صفة الخمر لأنه يقال اشترى زق الخمر، والجونة الخابية للخمرة، وقدحت: وفض ختامها، معناه فتحت.
بصبوح صافية وجذب كرينه بموتر تأتاله إبهـامـهـا
الصبوح: شرب الغداة، والكرينة صاحبة الكران وهو العود ومعنى تأتاله: تصلحه، والموتر: عود له أوتار.
باكرت حاجتها الدجاج بسحرة لأعل منها حين هب نيامها
أي وقت صياح الديكة، لأعل: من العلل وهو الشرب بعد الشرب، والنهل الشرب الأول، وبعده يأتي العلل.
وغداة ريح قد وزعـت وقـرة إذ أصبحت بيد الشمال زمامها
القرة: الباردة.
ولقد حميت الخيل تحمل شكتـي فرط وشاحي إذ غدوت لجامها
فرط: اسم فرسه، وهو مأخوذ من التفريط والشكة: السلاح.
فعلوت مرتقبا على مرهوبة خرج إلى أعلامهن قتامها
المرهوبة: الأرض المخوفة، الحرج: الدقيق، الأعلام: هي الروابي القتام: الغبار.
حتى إذا ألقت يدا في كـافـر وأجن عورات الثغور ظلامها
الكافر: الليل لأنه يستر كل شيء، والثغور مواضع المخافة وأجن: ستر.
أسهلت، وانتصبت كجذع منيفة جرداء يحصر دونها جرامها
أي نزلت إلى السهل وانتصب الفرس أسرع في مشيه، بحصر تضيق صدورهم من هولها، والجرام الذين يقطعون الشجر والجرام والصرام القطع.
رفعتها طرد النعـام وفـوقـه حتى إذا سخنت وخف عظامها
ويروى لجامها، سخنت أي حميت، خف عظامها أي عرقت فخفت للعدو.
قلقت رحالتها وأسبل نحرهـا وابتل من زبد الحميم حزامها
الرحالة: السرج، وقلقت أي اضطربت، وأسبل أي سال عرقها، والحميم: العرق.
ترقى وتطعن في العنان وتنتحي ورد الحمامة إذا أجد حمامها
ترقى أي تعلو، يقال رقيت أرقى رقيا، إذا صعدت، ورقيت أرقى رقيا من الرقية، ورقا الدم رقوا إذا انقطع، وتطعن أي تغدو وتنتحي، تقصد كالحمامة التي وردت وقد تباعد حمامها فهي تطلبه، والحمامة هنا بمعنى القطاة وطعن يطعن طعنا عليه أي أغار.
وكثيرة غرباؤها مجـهـولة ترجى نوافلها ويخشى ذامها
أراد خيمة الملك إذا اجتمع عليها الناس يرجون المنافع، ويخشون العيون، مجهولة فيها أناس من كل مكان، نوافلها معروفها، ذامها عيبها: يريد الحرب.
غلب تشذر بالذحول كأنها جن البذي رواسبا أقدامها
تشذر: تنتصب وتتفرق، ويتوعد بعضها بعضا. الذحول: الأحقاد، البذي: اسم واد يعرف الجن، الرواسي: الثوابت، ويروى رواسبا بالباء الموحدة وهي التي قد رسبت في الأرض أي غاصت وهي في محل نصب على الحال.
أنكرت باطلها، وبؤت بحقها يوما ولم يفخر علي كرامها
بؤت رجعت بما وجب لي منها ويقال بؤت اعترفت، وأقررت.
وجزور أيسار دعوت لحتفها بمغالق متشابه أعلامهـا
أي لنحرها، والأيسار: القوم المياسير، والجزور الناقة للذبح وجمعها جزائر وجزر ويقال جزر بإسكان الزاي قال الأبيرد اليربوعي يرثي أخاه:
كثير رماد المال يغشـى خـبـاؤه إذا نودي الأيسار واحتضر الجزر
الأيسار جمع يسر، وهو الذي يضرب بالقداح، ويقال له أيضا والمغالق القداح وهي سهام الميسر.
أدعو بهن لعاقر أو مطـفـل بذلت لجيران الجميع لحامها
فالضيف والجار الجنيب كأنما هبطا تبالة مخصبا أهضامها
ويروى: الجار الحميم، وتبالة اسم قرية، ومخصبا، ومخصبة: نصب على الحال أراد به المخصب.
تأوي إلى الأطناب كل ذرية مثل البليئة قالص أهدامها
الرذية: الطويلة، والبلية: الناقة تشد إلى قبر الرجل حتى تموت، والأهدام الثياب الخلقات، فاستعاره هنا والمعنى أنهم يذبحون السمان ويبقون المهازيل.
ويكللون إذا الرياح تناوحت خلجا تمد شوارعا أيتامها
كانوا يكللون في الشتاء جفانا كالخلج، ترد كالأيتام لتأكل ما فيها، والشوارع جمع شارع؛ وهو الإنسان إذا شرع في الشيء.
إنا إذا التقت المجامع لم يزل منا لزاز عظيمة جشامها
ويروى حسامها: قطاعها، اللزاز الذي يلزم الشيء، يعتمد عليه فيه، ومنه سميت الخشبة التي تشد بها الثياب لزازا والجشام: المكلف للأمور القائم بها يقال: جشمت الأمر أجشمه إذا تكلفته على مشقة، فأنا جاسم، وجشام على التكثير، ومنه سمي الرجل جشما وجشامها: راكبها على م.
ومقسم يعطي العشيرة حقها ومغذمر لحقوقها هشامها
المغذمر الذي يضرب بعض حقوق الناس ببعض، فيأخذ من هذا، ويعطي هذا. قال أبو عبيدة هو الذي لا يعصى ولا يرد قوله.
فضلا وذو كرم يعين على العلا سمح كسوب رغائب غنامهـا
ويروى كتامها، وقتامها، ويروى على التقى، السمح، السهل الأخلاق الرغائب: الأموال الكثيرة وصرف رغائب للضرورة.
من معشر سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سنة وإمامهـا
السنة: الطريق، والأمر الواضح البين، والسنة تكون في الخير وفي الشر، لكل قوم سنة أي طريق ومنه قوله تعالى: (من حمأ مسنون) أي مصبوب ومنه يقال: سننت الدرع وشننتها، والسنة أمر الله الواضح المبين.
لا يطبعون ولا يبور فعالـهـم إذ لا تميل مع الهوى أحلامها
أي: لا يدنسون لأن الطبع الدنس، لا تبور فعالهم أي تهلك لقوله تعالى (وكنتم قوما بورا) وبارت تجارته كسدت.
فبنوا لنا بيتا رفيعا سمكـه فسما إليه كهلها وغلامها
بنوا يعني الآباء من إسماعيل، وإنما يعني به الشرف، ويجوز رفيع على معنى سمكه رفيع والأول أجود، لأن رفيعا جاء على الفعل فهو نعت لقوله بيتا وسمكه رفع به ويروى فبنى يعني الإمام.
فاقنع بما قسم المليك فإنمـا قسم المعايش بيننا علامهـا
وإذا الأمانة قسمت في معشر أوفى بأعظم حقنا قسامهـا
ويروى بأفضل حظنا.
وهم السعاة إذا العشيرة أفظعت وهم فوارسها وهم حكامهـا
السعاة: الذين يصلحون بين القبائل، ويحملون الديات، أفظعت: نزل أمر فظيع، وهم حكامها: الذين يمنعون ذوي الجهل، ويرجع إلى آرائهم ويقبل قولهم إذا كان أمر عظيم، فيحكمون للناس ومثلهم لا يرد لهم قول.
وهم ربيع للمجـاور فـيهـم والمزملات إذا تطاول عامها
المرملات هنا اللواتي مات أزواجهن، أي هم بمنزلة الربيع في الخصب لمن جاورهم. عامها سنتها وعامها شهوة اللبن.
وهم العشيرة أن يبطئ حاسد أو أن يلوم مع العدى لؤامها
ويروى تبطأ فيه معنى المدح كما تقول هو الرجل الكامل.
إن يفزعوا تلق المغافر عندهم والسن يلمع كالكواكب لامها
عمرو بن كلثوم والمعلقة
قال أبو الأسود: عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمر بن عثمان بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هند بن
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس