عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-08-2007, 09:13 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]--------------------------------------------------------------------------------

ضفتان ولا جسر



يحيى السَّماوي



في آخر تكبيرةِ فجرٍ من شعبانْ

من عامِ الفيلِ القوميِّ

طويتُ بساطي ....

قلتُ لأمي : بضعة أيامٍ

وتعود حمامةُ قلبي لروابيكِ

تعودُ الخضرةُ للأفنانْ

رشَّتْ حولي ماءً عَفِناً

(كنا نشربُ من ترعةِ بستانْ)

وأنا كنتُ رَشَشْتُ يديها بالقبلاتِ

وحين هَمَمْتُ بلثم صغيري

صرخت زوجي :

دخل الجندُ الحيَّ !

فلملمتُ بقايايَ

وكالنسناس

قفزتُ إلى سطح الجيرانْ

لم يمهلني الرعبُ طويلاً

فتعكَّزْتُ ضلوعي قبل طلوعِ الشمسِ

طريداً

أبحث عن واحات أمانْ

مرَّ الليل الأول في قرية "سيِّد جبار"

الثاني؟

في الصحراء ...
الثالثُ؟

في "سفوانْ"

ثم توارى النخلُ ... المدنُ الثكلى

والخِلانْ

|||

أقف الانْ

في منعطف العمرِ غريباً

بين صديقٍ لا أعرفُهُ

وعدوّ يعرفني ...
حينا تحرقني الأمطارُ

وحيناً تُثْلجني النيرانْ ..

أقف الانْ

بين صديق لا يعرفني

وعدوٍّ أعرفُهُ

بين عبيرِ زهورِ الروحِ

وأشواكِ الجسد الشيطانْ

مَنْ ينقذني مني؟

فَيُوَحِّدُ ما بين يقينِ جذوري

وظنونِ الأغصانْ؟

فأنا الانْ

ضفتانِ ولا جسرٌ

نصفي وحشٌ ....

والآخرُ إنسانْ

|||

في آخر تكبيرة فجرٍ من شعبانْ

من عام الفيلِ القوميِّ

ابتدأ الرحلةَ رجلٌ في مقتبلِ العشقِ

وزوجٌ . . . وصغيرانْ

الإختيار



جيلان ِ مرّا مذ غفا أبتي وغادر بيتَنا...

كيف استفاق ْ ؟

فأطَلَّ من ْ خَلف ِ الرّواق ْ

عيناه ممطرتان ِ...

بدْلته’ العتيقة نفسها...

والخوف نفس’ الخوف ِ...

مَنْ ؟ أبتي ؟

استرحْ ...

فبكى

رمى الكأس التي قدّمْتها...

خبزي المعفر َ بالرمال ِ

عقاله الكوفي ّ ...

أخْرَجَ مصحفا ً وكتابَ أدعية ٍ

وكوزا ً فيه من دمه المراق ْ

نفض التراب َ وقال :

يا ولدي الذي خَبَرَ الخنادق َ والحدائق َ

والزنازينَ ... الفنادق َ

والفضيلة َ والنفاق ْ

أقْسمْ بأنّك لنْ تخونَ الله

أو لَبَنَ الأمومة ِ ...

لنْ تساوم َ إذ تجوعُ

ولنْ تبيعَ وشاحَ أمسك

في مزادات السياسة ِ أو حوانيت الرفاق ْ

فاخْتَرْ :

فأمّا أنْ تكون َ معَ العراق ْ

أو

أنْ تكون َ مع العراقْ[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس