وودت أن الغاب أصبـح مسكنـى ** فى دوحـةٍ مـن دوحـهِ عنوانـى
أصغى إلى همس الرياح وأحتسـى ** كـأس الجمـال الرائـع الفتـانِ
وأذوب فى حرم الطبيعة يـالهـا ** مـن لوحـة قدسـيـة الإتـقـانِ
يختال سحر الكون فـى محرابهـا ** وتحـار فيهـا ريشـة الفـنـانِ
وأنـام تحـت السنديانـة آمـنـا ** فجميع ما فى الغاب هـم خلانـى
تتساقط الأوراق عـن أغصانهـا ** لتنام فـى خـدى لبعـض ثوانـى
وإذا صحوت ففى الفضاء مشاعـر ** ورفيف أطيـار وفيـض أغانـى
وتظـل أسـراب الطيـور مرفـة ** فى الغاب تنشد أعـذب الألحـانِ
كعرائس الأمـل السعيـد ترنمـت ** بمشاعر سكرى وصـوتٍ حانـى
فى الغاب سحر لا أمـل كؤوسـه ** ومفاتـنٌ تبقـى علـى الأزمـانِ
رتلت فى حرم الجمـال قصائـدى ** للفجـر للشفـق الحزيـن القانـى
ونثرت فى أفق الضباب مخاوفـى ** فتسربـت فـى عالـم النسـيـانِ
أترى جمال الغاب يمسـح أدمعـى ** ويزيل ما عانيـت مـن حرمـانِ
هى تلك أحـلام الطفولـة دمعـةٌ ** تجتاحنـى وتهـز كـل كيـانـى
وأود أن أحيـا بقلـب حبيبـتـى ** فـى عالـم الأسـرار والوجـدانِ
فأكـون فيهـا فكـرة مسـحـورة ** لكنهـا حُجبـت عـن الإعــلانِ
لم أدرى عنك سوى بأنك موطنـا ** أحيا بـه مـن غابـر الأزمـانِ
وأتيـتِ يومـا تسأليـن بريـبـةٍ ** يا أيها الـروح الغريـب الفانـى
من أنت حتى قد غـزوت مدينتـى ** وحللت فى قلبـى وفـى شريانـى
فوقفت يعجزنـى الجـواب لأننـى ** ما كنت أحسبنـى وجـود ثانـى
أنا ها هنا منـذ الوجـود حبيبتـى ** أنا بضعـة مـن روحـك الفتـانِ
أنـا نسمـة بشريـة تحيـا هنـا ** فـى عالـم الأنـوار والألــوانِ
فتبسمـت وشعـرت أنـى بسمـة ** وأتـت تحررنـى مـن القضبـانِ
ورفعت وجهـى كـى أراك وإنـه ** حلـمٌ أراه اليـوم فـى إمكـانـى
هو أنتِ ! وجهٌ كان فى أسطورتى ** عنقـاءُ أحـلامٍ ومحـضُ أمانـى
أيكون فى عينـيك سـر سعادتـى ** أيكـون فـى أجوائهـا سلوانـى
هـو ذاك حلـم ضائـع متـمـرد ** يجتاحنـى ويهـز كـل كيـانـى