وعقب صوت السادن مباشرة يأتي صوت "العبيد" -خانعًا مسحوقًا ذليلاً- مرددًا في بلاهة مسكينة أصداء صوت السادن ، حيث لا دور لهم على السمرح سوى ترديد عبارة "المجد لك" مرتين ، ثم في موضع آخر من الحوارية يردد عبارة أخرى ليست أقل خنوعًا ، وهي عبارة "ما شئت لك " وهكذا يصور الشاعر على هذا النحو البارع شحوب هذا الصوت وضياعه وسط خضم الأصوات المتصارعة .
وعقب صوت "العبيد" يأتي صوت "أوزيريس" هدائًا ولكن في صلابة ، معبرًا عن تطلعات الجماهير إلى الحرية وأملهم الباقي فيها ، مهما كانت التضحيات والآلام :
عبر القرون الدامسات ، وعبر طوفان الدماء
عبر المذلة ، والخيانة ، والشقاء
عبر الكوارث والمخاطر
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
عدنا ،وملء قلوبنا وهج النبوءة والفداء
عدنا ، وملء شفاهنا تسبحة الأفق المكبل للضياء
وبعد صوت أوزيريس-الذي يعبر عن بعد التضحية والفداء في المقاومة-يأتي صوت "الشاعر " الذي يعبر عن بعد الصمود والإصرار -هادرًا ، وحاسمًا، وعالي النبرة ، يؤكد عدم الخضوع إلى لداعي الحرية وندائها ، ويصوغ الشاعر هذا الصوت في شكل موسيقي كلاسيكي بارز الإيقاع صارمه :
غير اللواء الحر لا نترسم
وبغير صك جراحنا لا نقسم
ولغير قدس الشعب لسنا ننحني
وبغير وحي الشعب لا نتكلم
فلتشرب الرايات نخب جراحنا
كأسًا يفيض على جوانبها الدم