عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-10-2010, 11:28 AM   #1
محى الدين
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: إبن الاسلام - مصر
المشاركات: 3,172
إفتراضي عند قبر أبى..........

كان الجو رخاء...
الأنسام تهب منعشة ندية و الشمس قد مالت الى المغيب أو أوشكت
و الشفق الرقيق الذى طالما سمع بثى ونجواى يتناثر حولها
لكى يتجمع فى هالة موكبها عند الرحيل.
لم يكن فى المقبرة أحد كانت فى وحشتها الخالدة وصدى الأنسام البعيد
يصل اليها كأنه يطرق بابا موصدا.. أتراهم هؤلاء الاعزاء يسمعون وقع قدمى؟؟ و لكن مالهم لايهشون للقائى كالعهد بهم ..كلا.. انهم لايسمعون..بل من يدرى لعلهم يسمعون و لكن هذا الحاجز الرقيق السميك بين الأحياء و الأموات يحول بينهم و بين ما يريدون..!
وقفت خاشعا أسألهم فلا يجيبون أتحدث فلا أسمع غير رجع الصدى و كأن حديثى لهم اذا تحدثت يسمع و لوكان الهمس.
و أسفأه انى لاجيل البصر فيما حولى فلا ألقى الا صمتا مقبضا و حشائش نبتت هنا وهناك و تماوج الأشجار المحيطة يملأ النفس رهبة و خشوعا
و هاهو ذا المساء ينشر ظله الرقيق و النور يزحف عليه الظلام كأنه الحياة يدركها الموت !
أأعود مع الليل أم أظل هنا الى أن يأذن الله..
هنا حيث أخذت صور الماضى تتابع على خاطرى فى شريط متناسق..
لكم آثرت أن اعيش معه. كان أحلى من كل ما حفل به الحاضر..
كانت فيه الطفولة المبتسمة و الأب الرحيم.. كانت فيه اليد الكريمة تأسو الجراح و تمسح الدموع و الصدر الذى الى نآوى اليه ... كلا ما أشد حاجتنا مهما نبلغ من المجد و الثروة و الجاه الى القلب الأول الذى اشتعل فيه الهم حينا و نبض بالفخر و الزهو حينا!.. ما أشد حاجتنا الى الراعى الذى يسهر و نحن نيام و العين التى ترصد خطواتنا و القلب الذى ينفتح لمجدنا و يستر كل شئ حتى عارنا !
الليل يتقدم و لابد ان اعود .. ان الحاجز الرقيق السميك الذى يفصل بين
الاحياء و الأموات لا يجعلنا حيث هم و لا يجعلهم حيث نحن
ذهبوا بمسراتهم و آلامهم و مضينا بمسراتنا و آلامنا..
أجتازوا العتبة الكبرى و بقى علينا أن نسير اليها مجهدين تارة راضين تارة و لكن الطريق واحد..
سلام الله عليك يا أبى و رحمك رحمة واسعة " اللهم أنى اشهدك أن أبى كان بى رحيما فكن به رحيما وكان معى كريما فكن معه كريما وكان لى ساترا
فاستره يوم الحشر يا رب العالمين"
__________________
كـُـن دائــما رجـُــلا.. إن
أَتـــوا بــَعــدهُ يقـــــــولون :مَـــــرّ ...
وهــــذا هــــوَ الأثـَــــــــــر


" اذا لم يسمع صوت الدين فى معركة الحرية فمتى يسمع ؟؟!!! و اذا لم ينطلق سهمه الى صدور الطغاة فلمن اعده اذن ؟!!

من مواضيعي :
محى الدين غير متصل   الرد مع إقتباس