[المشرقي الإسلامي]

أخي العزيز الفرق بين المفاهيم يتعلق بجانب أساسي وهو مفهوم الذات عند الفرد ومفهوم القيمة ،
فالقيمة حينما تكون هي المسيطرة والمبدأ فإن العمل على الحفاظ عليه يكون ضروريًا للغاية حتى ولو اقتضى الأمر إرجاءه بعض الحين ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحب الخوض في الحرب إلا بعد أن استتبت له القوة المادية والمعنوية بل وإنه قد رضي بشروط صلح الحديبية والتي كانت في ظاهرها ظالمة . أما إذا كان مفهوم الذات هو الطاغي على الفرد ففي هذه الحالة يصبح التصرف عاطفيًا بحتًا ، لأنه يحكم على ذاته من منظورها هي وليس من منظور العقل .
بالمناسبة : هذا الشاعر لم يكن في نيته القتال وكان في نيته الهرب وهذا سلوك منطقي لكن غلامه أو صبيّه أو ابنه قال له : ألست القائل ......؟ فحارب من أجل ذلك فقُتِل .

القيم المطلقة لا يمكن الخوض فيها بهذه الطريقة ، لكن انظر إلى الواقع المحيط وما يمكن التصرف من خلاله . قلنا سنلقي بإسرائيل في البحر . ثم لماخابت أفعالنا قلنا السلام العادل ، فكان قرار الحرب رعونة وقرار السلم ليونة ، والفضيلة تتوسط بين رذيلتين .
إن الفروق تكمن في الغرض والهدف في النهاية وحينئذ نصدر الحكم على هذا الفرد .