عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-10-2023, 08:03 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,000
إفتراضي

وما أن فرغ الشيخ من زائريه ومريديه اتجه لبيته منفرداً حتى اغتنمها فرصة فهرع للحاق به قائلاً:"شيخي إني أقصدك بطلب وما خاب قاصدك .. إني أريدك أن تدفعني دفعة، فأجابه الشيخ مستغرباً:"دفعة!، ما هي؟ "، قال:"دفشة من يدك، نكشة، ضربة مباركة .. "، عندها تبسم التاجر وأكمل حديثه وأشار بيده نحو الكعبة قائلاً:"هو أمر لا يخفى عليك، فأنت تاج الأولياء ومعدن الأصفياء وسلطانهم .. أنت القطب الرباني بدفعة من يدك المباركة أخطو إلى الحج ثم بدفعة ثانية أعود بخطوة واحدة كما هو معلوم .. "، فأجابه الشيخ بحزم وجد بالغ:"دعك من هذا الهراء "وتابع الشيخ طريقه بعد حسم الموضوع وعلم أن ما تتلوه الشياطين من خرافات وسخف قد غررت بهذا الغني البخيل وأوقعته بالأوهام والخيالات، لكن التاجر ظن أن الشيخ يمتحنه لأن هذا الأمر سر لا يجوز أن يبوح به، ولم تمض فترة طويلة حتى عاد ليترقب الفرصة التي تسنح له بالإنفراد بالشيخ للطلب بصدق وحزم وعزم، وفعلاً تحققت الفرصة، فهرع إلى الشيخ متوسلاً:"أرجوك سيدي .. يا قطب الزمان والأولياء الكرام .. (وكان الشيخ الحارون علماً بين المشايخ) أرجوك يا ركن الشريعة وموضح أسرار الطريقة . أرجوك دفشة .. أرجوك أن تدفعني دفعة، فأنا صادق بطلبي .. ولا أبوح بالسر لأحد " فابتسم الشيخ الحارون وأخذ التاجر الغني جانباً وعلى إنفراد خاطبه بقوله:"هل أنت صادق وجاد بطلب الخطوة إلى المسجد الحرام فأجابه:"إي وربي"، وأتمم الشيخ:"كم لك من أولاد؟ "، فأجاب "عشرة"، فسأله:"هل تحلف بالطلاق ثلاثاً دون رجعة ألا تبوح بالسر ولا تخبر أحداً؟ "، فأقسم بتلهف بالطلاق ثلاثاً دون رجعة إن باح بالسر أو أخبر أحداً وطار قلبه فرحاً إذ سيتحقق مطلوبه وينال مقصوده دون إنفاق درهم من المال، قال له الشيخ:"عليك أن تأتيني غداً قبل أذان الفجر بربع ساعة إلى جامع التكية السليمانية اتجاه المتحف بالقرب من نهر بردى .. ستجدني إن شاء الله بانتظارك عند باب المسجد "، وهكذا لم يطرق النوم له جفناً فجاء إلى الموعد متدسراً بالفرو والملابس الصوفية لشدة برد الشتاء والبسمة لا تفارقه حيث ألفى الشيخ بانتظاره، طلب منه الشيخ أن يقف على حافة بحرة ماء كبيرة بوسط باحة الجامع الخارجية ويغمض عينيه، فهرع من غير تردد إلى حافة بحرة الجامع وذكره الشيخ بأيمانه المعقدة وكل ذلك وهو في غمامة من الغبطة والفرح ومن ثم وضع الشيخ رجله خلف الرجل ودفعه دفعة أوصلته إلى قاع بحرة الماء عمقها نصف متر بعد أن حطم الجليد المتشكل على وجهها وأدبر مولياً من الجامع هارباً وهو يقهقه ضاحكاً إذ علمه درساً لن ينساه. وظل الأمر مكتوماً لا يستطيع التاجر النطق به لما عقد عليه من الأيمان كيلا تطلق زوجته أو يتيم أطفاله وأولاده ولكن الشيخ أحمد الحارون لم يستطع كتمان هذه الفكاهة فقصها ضاحكاً ساخراً من أولئك الذين يعتقدون بأمثال تلك الخرافات."
ونقل غزال من كتاب شيخو انتقاده أسطورة أهل الخطوة فقال :
" ينظر العلامة محمد أمين شيخو "أهل الخطوة" على أنها تصورات وهمية لا يقبل بها أي عاقل وإنما هي إختلاق السحرة وأعوانهم ويعقب على القصة التي أوردها بقوله:"من المستحيل أن يكون الإنسان في مكانين في وقت واحد فأين عقول من يقبل بخرافة الخطوة؟ وأهل الخطوة دجالين؟! فعلى زعمهم أن الحجاج يقومون معه بمناسك الحج، وأهله وأصحابه يرونه معهم في بلدهم لم يغادرها، هذا ولو كانت الخطوة وأهل الخطوة في شيء من الدين الإسلامي لكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحق بها وأهلها ولما تكبد السير الطويل والأهوال في الهجرة عشرات الأيام والليالي مشياً على الأقدام مع صاحبه للوصول إلى المدينة المنورة "."
وانتقل غزال بنا إلى هوليود التى صنعت فيلما عن أهل الخطوة باعتباره نوع من الخيال وهو خيال كاذب لأنه لا يمكن أن يكون علميا فقال :
"فيلم Jumper
تناولت هوليوود فكرة مشابهة لـ "أهل الخطوة" من خلال فيلم Jumper الذي أطلق بتاريخ فبراير عام 2008، يتناول الفيلم فكرة شاب لديه طفرة جينيه (وراثية) تمكنه من نقل نفسه ذاتياً Teleport حيثما يريد وبلمح البصر، ولكنه يكتشف أن تلك الموهبة كانت متواجدة لقرون عدة وما يلبث أن يجد نفسه في حرب مستعرة منذ آلاف السنين بين "أهل الخطوة" Jumpers وأولئك الذين أقسموا على التخلص منهم. يستند الفيلم إلى رواية من الخيال العلمي تحمل نفس اسم الفيلم كتبها ستيفن غولد"
بالطبع حكاية الانتقال ذكرت أيضا فى حكاية نقل كرسى ملكة سبأ فالعفريت الجنى قدر لحظات احضار الكرسى بقيام سليمان(ص) من مقامه وهو مجلسه وأما عالم الكتاب فقدره وقت احضاره بفتح وقفل العين وفى هذا قال تعالى :
"قال يا أيها الملأ أيكم يأتينى بعرشها قبل أن يأتونى مسلمين قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنى عليه لقوى أمين قال الذى عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس