الموضوع: يا عراقي
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-11-2007, 02:00 AM   #12
*سهيل*اليماني*
العضو المميز لعام 2007
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,786
إفتراضي





الشمس تجلت من خلال السحائب
أم البدر جلى حالكات الغياهب

أم انجابت الظلماء عن لمع بارق
تلالأ من ثغر لإحدى الكواكب

نعم أقبلت سلمى فأشرق وجهها
بصبح جمال تحت ليل الذوائب

فتاة تفوق الغانيات بحسنها
كما فاق بدر التم زهر الكواكب

فما للمعنى لا يهيم بذكرها
وقد كان ذا جسم من الوجد شاحب

تناءت فلزارت سحرة بعد هجعة
وقد نام عنها كل واش مراقب

فنم برباها الصبا حين أقبلت
تميس كغصن البان أو مثل شارب

فحيت بتسليم فأحسنت رده
وقلت لها قول المحب المعاتب

صليت بنار الهجر احشاء مولع
فلم يطفها ماء العيون السواكب

فقالت ألم تعذر فكم حال بيننا
من المهمه الزيزا وبعد الساسب

أنا في ربي نجد وأنت ببلدة
أحاطت بها الأعداء من كل جانب

يغيرون في أطرافها وسروحها
جهارا ولا يخشون سوطا لضارب

فكم قعدوا للمسلمين بمرصد
وكم أفسدوا في سبلها بالنهائب

يقولون سيروا إن ظفرتم بنهبة
على رسلكم لا تحذروا من معاقب

فياليت شعري هل سراة حماتها
نيام فهم ما بين لاه ولاعب

أم الحد منهم كل أم زندهم كبا
أم القوم غروا بالأماني الكواذب

لقد كان تخشى باسهم أسد الشرى
فصارت بهم تعدو صغار الثعالب

وأنى يحوط الملك إلا سميذع
يخوض لظى الهيجاء ليس بهائب

له غيرة تحمي الرعايا كأنها
حمية ضرغام جسور مواثب

فلا دين إلا بالجهاد قوامه
ولا أمن إلا بعد سل القواضب

ولا ملك حتى تخضب البيض بالدما
من الهام في أطرافه والجوانب

ولا مجد إلا بالشجاعة والندى
وجر العوالي فوق مجرى السلاهب

فقل لإمام المسلمين وسر له
بنفسك أو أبلغه مع كل راكب

وأنشده إن أحسست منه تثاقلا
إذا لم يسالمك الزمان فحارب

ولا تحقر الخصم الضعيف لضعفه
فكم خرب الجرذان في سد مأرب

فقم واستعن بالله وانهض إلى العلا
فكسب الثنا والأجر خير المكاسب

فكيف تنام العين منك عن العدا
وقد أوقدوا للحرب نار الحباحب

ولا ترض إلا مقعد العز مقعدا
على ظهر مهر للعنان مجاذب

ولا تستطب ظلا سوى ظل قسطل
وظل القنا الخطى بين الكتائب

وشن على الأعداء غارات محنق
وانهلهم صاب الردى بالمصائب

ومزق جماعات الضلال وحزبه
بريح سموم من لظى الحرب حاصب

وجر عليهم جحفلا بعد حجفل
وضيق عليهم أرضهم بالمقانب

جيوشا تريهم ظلمة الليل في الضحى
ولمع المواضي كالنجوم الثواقب

إلى أن يكون الدين لله كله
وينقاد للإسلام كل محارب

ومن كان معوجا فقومه بالظبا
إذا لم يفد بذل الحبا والمواهب

فبالبيض مع سمر القنا تدرك المنى
وبالجود والإقدام نيل المطالب

بذلك تعطيك المعالي زمامها
وتسمو على أعلى الذرى والمراتب

وإن كره الناس الجهاد بداية
فآثاره محمودة في العواقب

وإثماره نصر واجر ومفخر
وإن عميت عنها عيون الغياهب

فشمر بعزم للجهاد ولا تهن
فتدعو إلى سلم العدو المجانب

فإن أنت سالمت العدو مخافة
فأيسر ما تلقاه بول الثعالب

ولازم تقى الرحمن واسأله نصرة
يمدك من إسعافه بالعجائب

فإن التقى حصن حصين لأهله
ودرع يقي من حادثات النوائب

ودونك نظما ينهض الشهم للعلا
ويخعو إلى حسن الثنا والمناقب

بدا من أديب كالجمان قريضه
طبيب زمان عارف بالتجارب

إذا قال قولا أنشد الدهر نظمه
وغنى به أهل الحجى والمناصب

وصل إله العالمين مسلما
على خاتم الرسل الكرام الأطايب

محمد الهادي إلى خير شرعة
به شرفت ابنا لوى وغالب

كذا الآل والأصحاب ما هزت القنا
وما انتدب الفرسان بين الكتائب
*سهيل*اليماني* غير متصل   الرد مع إقتباس