عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-03-2008, 09:32 PM   #15
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

نزار رستناوي- سوريا- حماة :
متى يمكن أن نقرأ روح الأمل وبشرى النصر في قصيدة سطرها أحمد مطر ؟
- تقرأ روح الأمل وبشرى النصر في قصيدتي عندما تلوح لي إرهاصاتهما الحقيقية. وحيث أنني لم أرَ ذلك إلاّ في حالات نادرة، فقد راهنت على تلك الحالات منذ البدء، ولا أزال .
إنك لا بد أن ترى لي وردة زكيّة مندلعة من ثرى انتفاضة الفلسطيني، ووردة جميلة نامية في ثرى تحرّر الجنوب اللبناني، ونثار ورد في كل ثرى من بلادنا تورق فيه هبّة شعبية غير مبالية بقسوة العملاء ولا بكيد أسيادهم.
بل إنني كثيراً ما أستفز موج الظلمات المتلاطم، فأرسم فوق وجهه، بعناد، وردة لهب، أذكّره بأنها هي المصير، مهما أسرف بالطغيان، ومهما انتفش بالزبَد .
ولست أفعل ذلك اصطناعاً أو خداعاً للنفس، ولكن لأنني مؤمن حقّاً بأن لا بد للأرض، في النهاية، أن تبلع ماءها، ولا بد للسماء أن تقلع، ولا بد للماء أن يغيض، وعندئذ لا بد لسفينة الحياة أن تستوي على الجوديّ .


· جمال الغزاوي- فلسطيني مغترب :
هناك موقع يحمل عنوان (لافتات مطرية) في أميركا
ويوجد أسفل الموقع عنوان للمراسلة باسم أحمد مطر فهل هو عنوان إلكتروني للشاعر؟ وللعلم فقط فإنني أعرف كثيراً من الإخوة الذين راسلوا صاحب العنوان باعتباره الشاعر أحمد مطر .
- ليس لي أي موقع خاص بي على الإنترنت. وعلى ذلك فليست لي أيّة علاقة بالموقع المذكور .
وأيّاً كان صاحب الموقع، وأيّاً كانت نيّاته، فإن وضعه بريداً إلكترونياً باسمي هو انتحال لشخصيتي وعبث بقرائي. وذلك كافٍ لاعتباره شخصاً مجرّداً من الأمانة .


· سلطان- السعودية :
من أين يبدأ الحل ؟ ألم ينته زمن الكلام ؟
- يبدأ الحل منك ومني، حين ندرب أنفسنا على سماع الآخر، ونتعلم أن نختلف مع كلمته بالكلمة، الأمر الذي سيقتضينا أن نمحو ملفّات الصفع من ذاكرة أيدينا، وأن نحمّل رؤوسنا ما لا حصر له من الكلمات. ومن شأن هذا أن يطلق سراح أعيننا الملتصقة بالصمغ في شاشة التلفزيون، ويُذكّرها بأنّ "الكتاب" قد أصبح في وحشة من فراقها، وأنها قد آن لها أن تعود إليه .
عليك وعليّ أن نتعلم هذا وأن نعلّمه لأولادنا، وأن نضرب لهم بأنفسنا مثلاً في التراحم والتلاحم، وأن نتشارك معهم في إضاءة حجرات وعينا، لكي نعرف جيداً أهمية مقامنا عند رب العالمين، وندرك تماماً ضخامة حجم الحرية التي بثّها في خلايانا. وعندئذ.. سنغادر أبواب بيوتنا ونحن نحمل تحت ثيابنا قدسية الإنسان، لا مجرد ظلال الأرقام السابحة في ضباب لوائح التعداد ، وسيغدو مستحيلاً على من سجد الملائكة لهم، أن يسجدوا للبهائم مهما أثقلت قرونها التيجان المرصّعة بالأحجار اللئيمة.
كلاّ .. لم ينته زمن الكلام. إنه مازال في بدايته المتكاسلة، وعليه، الآن بالذات، أن يبدأ التكفير عن تقصيره، فينتظم فوق السكّة طائراً كالقطار الكهربائي .
لقد تخلّفنا طويلاً عن رش رذاذ الكلام النقي على دخان هذه الحرائق التي يشعلها الطغاة بأموالنا المسروقة، حتى أوشكنا على التنفس بالاختناق والإبصار بالعمى !
الكلام النظيف هو وحده الذي يهزم الكلام القذر، وإذا فاته أن يفعل ذلك عاجلاً، فحسبه أن يَحدّ من ضراوة البغاء الصاعد من الأرض بأجنحة الورق، والبغاء النازل من الفضاء بالصناديق المُشعّة .
كلامنا هو ما يخشاه الطغاة، لأنه عدتنا ودليلنا في البحث عن الإمام العادل، ولهذا فإننا لن نسعدهم بتركه، ولن نخون أنفسنا بإنهائه، لأننا، في غيابه، سنقرأ طريقنا بالمقلوب، وبدلاً من أن نعثر في نهايته على إمام عادل، سيكون غاية ما نحظى به هو (عادل إمام) !

· lara bad- u.s.a
لماذا يبدو في بعض قصائدك إيمان قوي وفي بعضها الآخر تهكّم على الشرع ؟
- كلاّ، هذا لا يبدو أبداً. لكنه قد يبدو لك إذا وضعت الرجال في موضع الشرع نفسه، وأنا – لإيماني القوي – لا أضعهم هذا الموضع .
إنني بدافع غيرتي على الشرع المبتلى، أتهكّم على من يمتطون الآخرة للوصول إلى الدنيا، أولئك الذين يفتحون ألف عين على قصر الجلابيب، لكنهم لا يلقون حتى نظرة خاطفة على طول " الأوزار"!
أتهكّم على من يشوّهون جمال دين العدل والرحمة، إذ يقطعون يد سارق الدرهم، ثمّ لا يجدون حرجاً من أن يقبضوا رواتبهم من يد سارق البلاد والعباد !
أتهكّم على من يطالبونني بالسمع والطاعة لأيّ أفّاق لم أبايعه على حكمي، ولأيّ لص لم أبايعه على سلبي، ولأيّ مجرم لم أبايعه على قتلي، ثمّ يحاولون تجميل القباحة بقبح أكبر، حين يباركون لي بعظيم المكسب لأنه لم يمنعني من الصلاة !
وأيّ صلاة بعد هذا ؟!
أيتفق عقلاً أو شرعاً أن أدين للمنكر بالسمع والطاعة، ثم أقوم لأقرأ في صلاتي :
" إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ؟!
لكلّ فرعون هامانه وقارونه، وفي زماننا هذا، استأثر فرعون بخزائن قارون، وأوقف (الهامانات) بوّابين على أعتاب ظلمه وجوره وفساده، ليعتصروا "الشرع" سوائل قابلة لأخذ أيّ شكل من أشكال أوانيه المستطرقة !
هؤلاء، يا لارا، ليسوا الشرع. هؤلاء هم أعداء الشرع. وأنا ، في الواقع، لا أكتفي بالتهكم عليهم، بل أجلد وجوههم بسوط الإدانة، بأقسى مما أجلد الطغاة أنفسهم ، ذلك لأن الطغاة إنّما يرتكبون جرائمهم عاريةً، أمّا هؤلاء فإنهم يأتون بما يُعجز إبليس من فنون التفصيل والخياطة، من أجل إلباس تلك الجرائم ثوب الدين !

الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس