عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-07-2009, 11:30 PM   #9
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(الى روح الشهيد الفلسطيني .. ابو جهاد..)


كانَ يريقُ عمرَهُ على مساحةِ الخَطرْ
فتكتسي الحجارةُ الصماءُ سحنةَ البشرْ
وتنبري الحياةُ في سنبلةٍ على الهشيمِ تحتضرْ
كان يريق عمره.
كي لا تخَّيِبَ السماءُ وعدَها مع المَطَرْ
فالكرمةُ التي جَفَّتْ ضروعُها تَئِنّ
والغورُ السحيقُ يابسٌ
والبحرُ ميت ولا سفينْ
حتى الضفائر الصغيرة المجدولة الخيوط
تلتف من حول الرقاب حبلَ مشنقة
تشدها ذراع أخطبوط
يدوس عاتيَ القدم
فترحل الدموع في سحابة الوجه الحنونْ
كان يخوض في الردى مسابقاً دقات قلبه
توقا لحلم منتظر
محلقا كالنسرِ ،
منقضَّا على مشارِفِ القمم
عيناه تسبحان في توهج السنين
الكرمل البعيد قبلته
والقدس في قرار قلبه الحزين
والحرف فنه ولعبته
وعشقه الوحيد أن يجاوز التخوم، والمدى ويقتحم
وكلما ترفقت به الخطا
أَبَى ،
وهز رأسه العنيد ، وابتسم
كان يريق عمره لا يعرف الحذر
لكنه يدري مسار خطوه لأين
ولا يبوح بالذي يخبئ القدر

* * *

يا كم ترى جازفت حينما اِمْنت
حتى أتى اليوم الذي لا تنفع المجازفة
انطرح الوجهُ الوضيء في فجاءة الألم
مضرجا في لحظة الصدام، والمكاشفة
منسكبا على جذوع التين والزيتون
وموغلا في شجر الخليل والجليل
وراسما بدمك الذي يسيل
وجهدك الذي استحال غيمة ونجمة
خارطة للوطن المضمخ البعيد
والتمعت في جلوة الشهاب والظلم
عينان طفلتان غاصتا معك
أطل فيهما ،
عينا صغيرة تحلم أن تراك يوم عرسها
أبا ، مؤانسا ، ومتَّكًا
وسنديانة ، وليلكا
وفارسا يضيء برقة سنابكا
وساحة حفية ،
وراية ، وسارية
تحملها ، مبهورة الفؤاد ، تعبر الممالكا
تجوب فوق صدرك الحنون ، عالم الرؤى الوثير
مزهوة بحلمها الأثير
- كل فتاة بأبيها معجبة -
كانت هناك ، في انتظار يوم قادم تراك
يا لوجهها المطل في السنين
حين انجلت صحيفةُ المكاشفة
توقف العمر بها في لحظة مدببة
إلى قلوبنا مصوبة
إلى المخادع التي يأوي إليها الحالمون
الواهمون بالأمان والسلام
حتى يفيقوا ذات يوم
على دوي العاصفة

* * *
نلعن – كلما أضاء طيفك النبيل –
عصراً لأبناء الأفاعي الوالغين في لحومنا
المارقين من ثيابنا
ومن جلودنا
الآكلين ملحنا وخبزنا
الشاربين من مياه نيلنا
نلعنه ، ونلمح البشارة
فأنت عصر "قادم"
للغضب الذي انفجر
وهذه بداية الشرارة
الهيكل الذي أقيم من جماجم البشر
يهتز تحت قبضة الصغار، حين يبدعون
ويبتنون من دماء ذكرياتهم
إرادة القدر ..
***[/center]
الإرادة أمر لله وليس للقدر وهذا الشطر الأخير فيه مخالفة للإسلام لكن لم يكن إيرادها إلا من باب الأمانة العلمية في النقل .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس