عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-02-2007, 02:14 PM   #72
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أهم مدن الأحواز :


يشير الدكتور مصطفى عبد القادر النجار في كتابه الموسوم (التاريخ السياسي لإمارة عربستان العربية 1897ـ1925) أن السكنى الحقيقية في الأحواز تتركز بشدة على جوانب الأنهار والتي تكوَن حولها قرابة (50) مدينة أهمها:

1ـ المحمرة :

وقد شيدها (يوسف بن مرداو) من شيوخ (البو كاسب) سنة 1812م على أنقاض مدينة قديمة كانت قائمة قبل ستة قرون .. حيث ارتبطت بالبصرة ارتباطا اجتماعيا واقتصاديا وثيقا، وقد غير الفرس اسمها الى (خرمشهر) .. وهي ميناء تجاري مهم .. وربطوها بطهران بخط سكك حديد، وتبعد (المحمرة) عن (الأحواز) حوالي 120كم.. وسكانها حوالي نصف مليون.

2ـ الأحواز :

وتسمى أيضا، الناصرية نسبة الى الشيخ ناصر بن محمد أول رئيس لبني كعب على الإقليم. ويطلق الفُرس عليها اسم (الأهواز)، حيث لا يلفظ الفرس حرف (الحاء) .. وتقع المدينة على ضفاف نهر القارون الى الشمال الشرقي من المحمرة ، ويبلغ عدد سكانها أقل من مليون بقليل.. وكانت مركزا لإمارة الأحواز ردحا من الزمن .

3ـ عبادان :

وتقع على شط العرب جنوبي المحمرة بحوالي 18كم في جزيرة (الخضر) وهي الميناء الرئيسي لتصدير نفط (الأحواز) .. وسُميت بهذا الاسم نسبة للقائد العربي الذي أول من رابط فيها (عباد بن الحصين) .. وفيها مصفاة نفط كبيرة وعدد سكانها يساوي عدد سكان المحمرة. واعتبرها الكثير من المؤرخين الإسلاميين مدينة من مدن العراق.

3ـ الحويزة :

وهي من أكثر مدن الأحواز عراقة، وكانت عاصمة للدولة (المشعشعية) التي أُسست عام 1441، وقد تبعت مدينة البصرة لإمارة الحويزة بين عامي 1693 و1700.. وتقع الحويزة شمال غربي المحمرة تجاه محافظة (ميسان) العراقية على نهر (الكرخة) .. وحافظت على هويتها العربية حتى اليوم، رغم أن بعض التجار الإيرانيين قد استوطنوها بعد احتلال الأحواز عام 1925.

4ـ دسبول :

مدينة ذات ماضي تاريخي، فيها قامت مدرسة (جنديسابور) الطبية الشهيرة، وحول الفرس اسمها الى (ديزه فول) .. والى الجنوب الغربي منها توجد أطلال مدينة (السوس) التي يطلق عليها الفرس اسم (الشوش) .. وقد عثر عالم الآثار الفرنسي الشهير (شيل) عام 1902م فيها على (مسلة حمورابي) التي سرقها الفرس .. وتقع مدينة (دسبول) على نهر (الدز) أحد روافد نهر (قارون) .. ولقربها من الحدود العراقية (قرب محافظة ميسان) .. أنشأ بها حلف (السنتو) قاعدة مركزية قوية .. دكها الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية، بطريقة أصبحت تُدرس في مختلف الكليات الحربية في العالم كفن حربي سجل باسم الجيش العراقي ..

وهناك العديد من المدن، مثل (الفلاحية) التي سكنها أمراء بني (كعب) قبل بناء (المحمرة) .. وغير الفرس اسمها الى (شادوكان) .. وتقع على نهر (الجراحي) وتشتهر بنخيلها .. وهناك مدينة (تستر) التي يلفظها الفرس (شوشتر) وهي غوطة الأحواز، حيث ذكرها (المقدسي) في كتابه (أحسن التقاسيم) ووصفها بأنها من المناطق الممتعة لمياهها و بساتينها .. وهناك مدينة (الخفاجية) التي بدل الفرس اسمها ليصبح (سوسنكرد) .. وهناك مدن أخرى مثل : الحميدية، والخزعلية، والفيلية، و الدبيس، و قلعة الملا، و معشور، والبسيتين، وقلعة الشيخ، وكوت صالح، والتميمية، وقد غير الفرس اسمائها كلها، فالحميدية مثلا صارت (فرح آباد) و كوت صالح صارت (أنديمشك) و التميمية أصبح اسمها (الهندبان) .. وخور عبد الله أصبح (بندر شاهبور) ..


• التاريخ السياسي للأحواز :

أولا: في العصور القديمة:

شهدت الأحواز التي ارتبط تاريخها بتاريخ العراق أحداث ولادات و اندثار الكثير من الحضارات والإمبراطوريات، ففي حوالي الألف الرابعة قبل الميلاد نزلها (العيلاميون)*1 . وقد اكتشف علماء الآثار (837) لوحا طينيا مكتوبا باللغة الأكدية والحروف المسمارية، ومن بين تلك الألواح ما يبين مركز(عيلام) الإداري والاجتماعي والثقافي والعلمي والعسكري والديني.. وكان العيلاميون يطلقون عليها اسم ( Hal Tamti ) وهال باللغة (العيلامية) تعني: أرض وتامتي: الله .. وتعني بلغتهم أرض الله .. ويقول البروفيسور (Walter Hinz) أستاذ علم الآثار بجامعة (كوتنكن) الألمانية في موسوعة (كمبردج) التاريخية عن عيلام: (بينما كانت عيلام المتاخمة لسهول وادي الرافدين تشهد تطورا حضاريا وحربيا، نجد أن ما وراء عيلام غامض لا يُعرف عنه شيء ولم تردنا أية إشارة فيما يخص فارس، بل كل ما كان وراء هذه الهضبة متوار في ظلام دامس) .

وحين بدأ (سرجون) الأكدي (2371ـ 2316 ق م) يؤسس إمبراطوريته الواسعة، زحف على عيلام وضمها، وقد تمكن من الوصول الى جبال (زاكروس) ويوضح ذلك لوحان أثريان، يسردان تفاصيل حملته على عيلام، وفيهما من المعلومات الثمينة ما يحدد تاريخ عيلام في 2325 ق م عندما كان الملك العيلامي (لوخ إيشان) وهو الملك الثامن من سلالات ملوك عيلام من أسرة (بيلاي)على عرش إيوان (دسبول).

وتؤكد الألواح الطينية أن سرجون هذا كان له ملك واسع تجاوز الخليج العربي إذ تشير تلك الألواح أنه غسل سلاحه في مياه (البحر السفلي) إشارة الى الخليج العربي، حيث كانت تسميته عند شعوب وادي الرافدين، في حين كان البحر المتوسط (البحر العلوي) .

ولكن سيطرة الأكديون لم تدم طويلا على عيلام، فقد تحالفت دول جنوب غرب إيران في عهد الملك (نرام ـ سين 2291ـ2255 ق م) وهو ابن الملك (ريموش) ابن (سرجون) .. وكان الحلف يتكون من (عيلام ) و (زخارا) و (برخشة) .. وانتصر عليهم الملك الأكدي الذي أصبح يلقب ملك الجهات الأربع (شار كبرات أربعيم) باللغة الأكدية ..

وقد استطاع البابليون (دولتهم تأسست 2200ق م) أن يبقوا سيطرتهم على عيلام ، وخصوصا أيام ملكهم الشهير (حمورابي 2094ق م) .

كما قضت الدولة الآشورية التي قامت على أنقاض الدولة البابلية، على عودة انتعاش الدولة العيلامية التي استفادت من فترة ضعف الدولة البابلية، حيث استقلت دولة عيلام، إلا أن استقلالها عاد واضمحل تحت سيطرة الآشوريين.

في عام 606ق م اقتسم الكلدانيون والميديون الدولة الآشورية، وكانت الأحواز من نصيب الكلدانيين ..

ويدلنا التاريخ المكتوب على أن أول غزو فارسي لبلاد الأحواز ظهر الى الوجود، عندما استطاع كورش الفارسي دخول بابل بمساعدة اليهود الذين وعدهم بمكافئتهم بإعادتهم الى فلسطين وإعادة بناء الهيكل .. وقد اتخذ (كورش) مدينة (السوس) العيلامية عاصمة صيفية له. ولم يمكث الفرس (الأخمينيون) في الأحواز أكثر من قرنين، حيث انهزموا أمام (الإسكندر المقدوني) في معركة (أرابيلا) سنة 331 ق م .. وبعد موت الاسكندر أصبحت الأحواز تحت حكم السلوقيين ورثة الاسكندر. . ظهر (الفرثيون) الذين انتزعوا الأحواز من السلوقيين .. ثم ظهر (الساسانيون) الذين قضوا على (الفرثيون) واتخذوا من (المدائن ) عاصمة لهم على الضفة اليسرى من نهر دجلة، وحكم منهم اثنا وعشرون ملكا .. في حكم الضفة اليمنى اثنا وعشرون ملكا عربيا من المناذرة، كانوا على اتفاق معهم، وكانت عاصمتهم (الحيرة) .

من المراجع :

1ـ عربستان الجزء العربي المغتصب/ شفيق الرشيدات/ القاهرة 1967
2ـ تاريخ المشعشعين/جاسم حسن شبر/النجف 1965
3ـ قضايا عربية معاصرة/مجموعة مؤلفين/جامعة الموصل 1988
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس