الحلقة الأخيرة :
- هل تبحثون عن شيء معين ؟ ولم تتهامسون في مثل هذا المكان المظلم وفي هذه الساعة المتأخرة؟
تتجه نظرات الفتية نحو سعيد ثم يقول أحدهم :
- ما دخلك أنت اهتم بشؤونك.
ثم يقول آخر :
- أنت غريب هنا يا صاحبي أليس كذلك ؟ ثم اقترب إلى سعيد متسائلا عن سبب وجوده وحيدا في مثل هذه الساعة من الليل.
فكر سعيد مليا ثم قال في نفسه لن اخبرهم عن حكايتي مع الورقة فقد يساعدني أحدهم في إيجاد مكان أنام فيه واضطر الى الكذب قائلا :
- لقد جئت إلى العاصمة بحثا عن العمل بعد وفاة والدي ولابد لي أن أتكفل بعائلتي فأنا أكبر الأولاد
تقدم احد الفتية نحو سعيد وقال له :
- البلد لا عمل فيها من الشرق الى الغرب ومن الجنوب الى الشمال ، تعال معنا وسوف تربح الملايين .
أغرى هذا العرض سعيد فقال له مباشرة:
- أنا معك يا صاحبي فليس لي ما أ ندم عليه في حياتي البائسة
- غدا سنسافر إلى اسبانيا سرا في أحد البواخر هل تذهب معنا؟
لم يتردد سعيد خاصة وأن هذه الهجرة قد تنسيه مشكل الورقة وقد يصبح حقا غنيا :
- حسنا أنا معك ياصاحبي.
في يوم الغد تهيئ الفتية الى الهجرة ودبروا خطة محكمة للهروب سرا إلى اسبانيا
وبعد ساعات من الإبحار اكتشف طاقم السفينة أمر الفتية فقرروا أن يحبسوهم في الباخرة حتى يصلوا الى شواطئ اسبانيا، وقبل حبسهم خاطب سعيد ربان السفينة قائلا:
- عندي طلب اخير قبل أن احبس.
نظر الربان فيه وقال:
- ما الذي تريده تكلم
أعطى سعيد الربان الورقة لكي يقرأها له متظاهرا أنه جاهل لا يعرف القراءة
وبعد أن قرأها لم تكن ردة فعله أقل من الردود التي سبقت ثم قا له صارخا
- هل أنت هكذا ؟ والله لا استطيع حتى حمل جثتك فوق باخرتي وسوف أجد لك حلا...
كان للسفينة قارب نجاة صغير فطرد الربان سعيد من سفينته وتركه فوق ذلك القارب في عرض المحيط ..
يأس سعيد من حياته ومن هذه الورقة اللعينة التي دمرت حياته .. ولكنه كان يمتلك بصيصا من الأمل قد يستطيع الوصول الى اسبانيا وينجو إلى الأبد
وبعد ساعات نام قليلا ثم استيقظ ليرى أنه في خطر كبير حيث كان سمك القرش يقترب منه وكان ميتا لا محال
....
هل أكمل أم لا ؟
سأكمل...
في هذا الموقف الحرج قال سعيد في نفسه
- تبا لهذه الورقة اللعينة انا ميت لا محال ولاخطر قد يلحق بالشخص اكبر من خطر الموت إذن سوف أقرأها ولن أموت وأنا أجهل فحواها
حمل سعيد الورقة وقد اقترب سمك القرش منه وبدأ يقرأها:
واذ بريح قوية تهز القارب ففلتت الورقة من بين أصابع سعيد وطارت في الهواء ...
ولم يكن سعيد سعيدا منذ عرف تلك الورقة
