عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-01-2024, 07:59 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,000
إفتراضي قراءة فى مقال في البحث عن الحقيقة

قراءة فى مقال في البحث عن الحقيقة
صاحب المقال كمال غزال وهو يدور حول بحث بعض الناس عن الحقائق فى مختلف المجالات وقد استهله بالقول أن الإنسان يظل باحثا عن اجابات عن أسئلته الكونية فقال :
"كان البحث عن الحقيقة ولا يزال الشغل الشاغل للإنسان منذ لحظة وجوده على هذه الأرض ولعل هذا ما يميزه عن سائر المخلوقات فهو نشأ ليسأل ويفهم كل ما حوله بفضل عقله الذي بلغ أرقى درجات التطور على هذه الأرض، تجسد هذا البحث في سعيه الدائم للحصول على إجابات عن ظواهر الكون ونفسه ذاتها، وإن لم ينجح في اكتشاف القوانين التي تسير وفقها ظاهرة ما فقد صاغ على الأقل نظريات وفرضيات تقدم إجابات محتملة (وإن لم تكن نهائية) قد تقترب من حقيقة الظاهرة المحيرة والمدروسة."
وتعميم غزال لبحث الإنسان عن الحقيقة خاطىء فالباحثون عن الحقائق قلة لأن بقية الناس يعيشون مريحين أنفسهم من التفكير فهمهم فى الحياة الأكل والشرب والنكاح أى التمتع بملذات الحياة كما قال تعالى :
"والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام "
والكفار هم كثرة البشر كما قال تعالى :
" فأبى أكثر الناس إلا كفورا"
وتحدث عن أن الدين والفلسفة قاموا بتقديم إجابات عن أسئلة الإنسان فقال:
"ورغم أن الدين والفلسفة حاولا تقديم إجابات عن تساؤلات الإنسان الكونية الكبرى (من صنعني؟ ولماذا؟ وكيف يتم التحكم بقدري؟ إلى أين يتجه مصيري بعد الموت؟، ... الخ) إلا أنه ما تزال هناك أمور مجهولة تبدو غيبية (كيانات، أرواح، جن، ملائكة، شياطين، أشباح، مخلوقات قادمة من الفضاء الخارجي .. الخ) يتشكك أو يعتقد أن لها القدرة على التأثير في عقله أو نفسه أو حتى مسار حياته. إضافة إلى ظواهر أخرى تتعلق بقدرات ذهنية أو حواس غير عادية تقع في نطاق الباراسيكولوجي كالرؤى التنبؤية أو التخاطر أو تحريك الأشياء بقوة العقل.
ولهذا كان للأساطير والمعتقدات قديماً وللموروث الشعبي والديني والطب النفسي والعلوم الراهنة حديثاً دور في تحليل وتقديم إجابات سعياً وراء " الحقيقة "المفقودة والتي تكون نسبية أصلاً تبعاً للتباين الثقافي والعلمي بين الجماعات والأفراد والتيارات الفكرية والدينية المختلفة. في الواقع لا تعتبر مهمة البحث عن الحقيقة أمراً سهل المنال وهذا ليس عائد فقط لقلة أو عدم دقة المعلومات التي جمعناها عن الظاهرة أو من تقارير الشهود وإنما عائد أيضاً إلى إرتكابنا لأخطاء في التفكير لا يتنبه لها الكثير من الباحثين والمحققين في الأحداث المختلفة خاصة تلك التي تتخطى نطاق التفسير الفيزيائي بحسب معارفنا الحالية."
قطعا الفلسفة ليست مذاهبها سوى أديان من ضمن الأديان وكل دين قدم إجابات مختلفة عن الدين ألأخر فى الغالب لأنهم لو اتفقوا فسيكون هناك دين واحد
بالقطع الحقيقة خاصة الظواهر الكونية الكبرى لا يمكن الحصول على إجاباتها بالتجارب ولا حتى بالبحث المزعوم لأن وسائل دراستها محالة فكل ما فى السموات محال دراسته لاستحالة الوصول له ودراسته هناك
وأما الممكن فهو التجارب على الطبقة الأولى من الأرض ولذا لا يمكن الوصول لتلك الحقيقة إلا عن طريق خالق الكون وهو أنزل الوحى لاعلام البشر بذلك
يحدثنا غزال عن أن أحد الباحثين الغربيين أجرى دراسة عن أخطاء التفكير ولا يمكن للتفكير أن يكون خاطىء لأن التفكير يقدم الصواب وإلا ما طلبه الله من الإنسان فال :
" أفلا تتفكرون"

وإنما الدراسة عن أخطاء الإنسان فى دراسة الموضوعات
قال الرجل :
"رصد توماس إي. كيدا وهو بروفسور في معهد إيزنبرغ للإدارة من جامعة ماساتشوستس الأمريكية 6 من تلك الأخطاء الأساسية التي يرتكبها الباحثون في كتابه الذي حمل عنوان " لا تصدق كل ما تظنه: الأخطاء الستة الأساسية في التفكير " Don't Believe Everything You Think: The 6 Basic Mistakes We Make in Thinking والتي سنذكر موجزاً عنها في هذا المقال. ويعد هذا الكتاب مقدمة جيدة في التفكير النقدي ويركز على بعض الأخطاء الشائعة في تفكير الناس ويشرح أيضاً كيفية حدوثها وما تبدو عليه وكيفية تجنبها كما يدعو إلى المزيد من الوضوح في التفكير والمحاكمة المنطقية والمناقشة.
لا تصدق كل ما تظنه
يقول (كيدا) في كتابه: " إن كنت تهتم للحقيقة فعلاً فعليك أن تكون مهتماً في قدرتك على التمييز بشكل موثوق بين الحقيقة والزيف رغم أنه ليس من السهل القيام بذلك دائماً حيث تبرز المشكلة الرئيسية في أن عادات التفكير التي تخدمنا على ما يبدو في شؤوننا اليومية لا تصلح لأمور تتصل بقضايا أكثر تعقيداً، وللأسف لم تبذل في ثقافتنا المعاصرة إلا جهوداَ ضئيلة لكي تحث الناس على القيام بهذه المهمة على نحو أفضل وهذا يضر بنا جميعاً "."
واستعرض غزال ما قاله كيدا عن الأخطاء الستة فقال :
"الأخطاء الست الشائعة:
على الرغم من إمكانية تطوير أفضل المهارات من خلال دورات في المنطق الصوري والفلسفة إلا أنها ببساطة غير مجدية لمعظم الناس فهي إما أن تكون غير متوفرة أو صعبة جداً. ولحسن الحظ لا يحتاج معظم الناس إلى هذا المستوى من المهارة بل يحتاجون إلى صقلها فقط لتكون أفضل مما هي عليه حالياً ويمكن تحقيق ذلك إذا كان الشخص على استعداد لاستثمار بعض الوقت والجهد في دراسة بعض النصوص الأساسية ومن ثم يكون تطبيقها "عادة " بالنسبة إليه يستفيد منها في الحياة الحقيقية. ويمكن أن يكون هذا أمر صعب على نحو خاص ولكن على الأقل هناك العديد من الكتب الجيدة التي يمكن للناس استخدامها لتنطلق جهودهم منها.
ركز كتاب (كيدا) على 6 من الأخطاء الشائعة في التفكير في مجالات متنوعة وواسعة من القضايا مع أنه لا يدعي انها الأخطاء الوحيدة لكنها اخطاء يراها في معظم الأحيان ويعتقد انها تؤدي الى معظم المشاكل.
الخطأ الأول
نحن نفضل القصص على ما تقوله الإحصاءات إلى درجة أن قصة سيئة يكون لها أفضلية كبرى على دراسة إحصائية عظيمة الأهمية وهذا لا ينبغي أن يكون مفاجئاً فنحن حيوانات إجتماعية، لذلك سيبدو لنا تأثير التواصل مع الآخريين أهم بكثير من أرقام جامدة وغير شخصية مما يؤدي بنا إلى إتخاذ قرارات تستند إلى قصة مفردة قد لا تمثل توجهات أعم وأشمل وفي نفس الوقت نتجاهل الإحصاءات التي تخبرنا أموراً عن تلك التوجهات."
وهذا الخطأ مشاهد ومسموع ومعروف حيث يعانى دعاة الحقيقة من سيطرة أصحاب الحكايات على نفوس البشر فالناس يعجبهم الحكايات الغريبة التى تضحك عليهم وتخدعهم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس