عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-01-2024, 07:59 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,001
إفتراضي

وقال فى الخطأ الثانى :
"الخطأ الثاني
يكون سعينا على الدوام باتجاه التأكيد على أفكارنا عوضاً أن تكون تلك الأفكار موضع تساؤلنا أو شكنا فالجميع لديهم رغبة في أن يكونوا على صواب ولا أحد يريد أن يكون على خطأ وهذا من شأنه أن يولد قوة أساسية تدفعنا خلف حقيقة مفادها أنه: " حينما ينظر الناس إلى الأدلة المحايدة التي أمامهم يركزون غالباً على ما يبدو أنه جاء مؤكداً لما اعتقدوا به مسبقاً متجاهلين كل ما قد يعارض معتقداتهم " .."
هذا الخطأ منتشر بين الكتاب والباحثين فالكل يريد أن يثبت رأيه ويعتبر نفسه هو العاقل وبقية الناس جهلاء والباحث عن الحقيقة يرد الأمر إلى الوحى الإلهى كما قال تعالى :
" وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله"
فكل باحث حقا يجب أن يستغنى عن رأيه ويلجأ إلى حكم الله
وتحدث عن الخطأ الثالث وهو الاعتماد على الصدف فقال :
"الخطأ الثالث
نادراً ما نولي الحظ والمصادفة أهمية في صياغة الأحداث، تستند فرصة الحدوث في قانون الاحتمالات على اختيار عشوائي لا يملك الشخص فيه فكرة عن كيفية تأثير تلك الفرص أو الصدف أو الأمور العشوائية على حياته، فيظن الناس أن الأحداث الغير متوقعة مرجحة الوقوع جداً بينما تكون الأحداث الأكثر توقعاً غير مرجحة الوقوع للغاية.
على سبيل المثال فالحادثة التي تملك فرصة حدوث مساوية إلى 1 من مليون فرصة مقابلها ستقع مرة من أصل مليون مرة مما قد يعني إمكانية وقوع عدد من الحوادث من هذا القبيل في مدينة نيويورك مثلاً بشكل يومي."
وما قاله كيدا خطأ فادح فالباحث الحقيقى يعتمد على تكرار الأمور كثيرا لاثبات الحقيقة وليس على الصدفة كما قال تعالى :
الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير"
وتناول الخطأ الرابع هو عدم الدقة فى النظر للأمور المختلفة بنفس المستوى من التركيز فى المعتقد فقال :
"الخطأ الرابع
نرتكب خطأ في بعض الأحيان في تصورنا إلى العالم المحيط بنا فبكل بساطة لا ننظر إلى الأشياء التي بجوارنا بنفس الدرجة من الدقة التي نعتقد بها وبدلاً من ذلك نرى أموراً ليس لها وجود هناك فنفشل في رؤية الأشياء كما هي فعلاً. بل يحدث أسوأ من ذلك عندما لا يؤشر مستوى ثقتنا في الامور التي نتصورها إلى ما نرجح أنه جادة الصواب."
وتناول الخطأ الخامس وهو فى اعتقاده تبسيط الأمور فقال :
"الخطأ الخامس
نميل إلى تبسيط تفكيرنا مع أن الحقيقة بكل عناصرها أكثر تعقيداً مما نتصوره، في الواقع إنها اكثر تعقيداً مما يمكن تناوله مع كل تحليل نقوم به حول ما يجري والذي ينبغي فيه استبعاد العديد من العوامل المؤثرة، وإذا لم نتمكن من التبسيط فإننا لن نصل إلى أي نتيجة في تفكيرنا، ولسوء الحظ غالباً ما نقوم بتبسيط الأمور بشكل مفرط نفقد معه الكثير من الأمور الأخرى التي ينبغي أن تأخذ في الحسبان."
والدعوة إلى عدم التبسيط خطأ فادح فالعلم واضح مفهوم وليس كعقد كما يذكر كيدا فلو كان معقد ما جعل الله آياته للبشر جميعا كأدلة فقال :
" سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"

وتناول الخطأ السادس وهو الذاكرة ألإنسانية وعدم دقتها فقال :
"الخطأ السادس
غالباً ما تكون ذاكرتنا غير دقيقة ولكي نكون منصفين لا يعتبر هذا خطأ لأنه ليس بوسعنا أن نناقض حقيقة مفادها أنه لا يمكن أن نعول على ذاكرتنا. لكن الخطأ الحقيقي يكمن في عدم إدراك هذه الحقيقة أو في عدم فهم الطرق التي تضلل فيها ذكرياتنا ومن ثم فشلها في القيام بما وسعها للتعويض عن هذه الحقيقة. "
والاعتماد على الذاكرة فى اثبات حقيقة ما خطأ فلابد من اجراء التجارب أو المشاهدات وسؤال الغير وغير ذلك لأن الذاكرة الإنسانية قد لا تذكر الأمر كما هو بالضبط
وتحدث غزال عن أن الأخطاء الستة ليست هى الأخطاء الوحيدة لأن هناك أخطاء أخرى فى البحث فقال :
"مرة أخرى نكرر أن الأخطاء المذكورة ليست الأخطاء الوحيدة التي يرتكبها الأشخاص لكن إذا كان بوسعك أن يصبح لديك عادة في ملاحظتها وتجنبها ستكون في مقدمة معظم الأشخاص الباحثين عن الحقيقة وستنجز مهمة البحث على نحو أفضل بكثير مما كنت عليه من قبل. لا يمكنك التركيز فقط على هذه الجملة من الاخطاء وإنما أيضاً عليك أن تضع في الاعتبار أن تكون أكثر تشككاً ونقداً في تفكيرك وبالتالي تحافظ باستمرار على الفصل بين الأمور المرجحة أكثر لتكون صواباً وتلك الأمور التي لا تستحق وقتنا."
وتمنى غزال أن يبتعد الباحثون فى منطقتنا عن الوقوع فى تلك الأخطاء فقال :
"وأخيراً .. أتمنى أن يسير الباحثون عن الحقيقة في العالم العربي على منوال التفكير النقدي فيتجنبون الوقوع في الأخطاء قدر الإمكان لتكون تحليلاتهم أكثر عمقاً وأكثر دقة سواء أكانوا محققين في الظواهر الغامضة أو غيرها من الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية.
كما أرجو أن يتجنبوا أخطاء الحوار فيما بينهم والتي رصدتها في مقال نقد العقل العربي لتكون الحقيقة هدفهم الاول وليس تبديلاً للحقائق لمصلحة أو غاية ما كما يسير عليه نهج الكثير من كتاب نظريات المؤامرة الذين يبدأون باعتقاد أو فكرة مسبقة ثم يتخذون أسلوب الإقناع بإن يذكروا كل ما يوحي للقارئ أنه يتماشى مع تلك الفكرة في الأحداث أو في الإشارات والتلميحات والتخمينات التي قد تبدو ظاهرياً تسلسل منطقي أو علوم زائف تفتقر إلى أدلة ومن ثم القفز إلى استنتاج "الفكرة الأولية (الهدف) " مع إغفالهم المتعمد لكل ما لا يسير وفقها أو يناقضها، هؤلاء فضلوا أن يروا ظواهر الحياة كما يحبوا أن يروها لأهدافهم الخاصة (المال والشهرة والدعوة إلى انتماء فكري أو ديني) وليس كما هي حقاً."
وحكاية الحيادية أن البعد عن المعتقد هو كلام فارغ فلا يمكن لأحد كائنا من كان أن يغفل معتقد وهو دينه فى بحثه وكل البحوث الغربية مشبعة بعدم الحيادية فالدين موجود فيها سواء كان دينا معروفا كالنصرانية أو اليهودية أو الإلحادية أو الرأسمالية .... إلخ
المطلوب كما بين الله هو العدل حيث قال :
" وإذا قلتم فاعدلوا"
فالعدالة لا تتحيز إلى أى شىء سوى الحكم الحق
وليس الحيادية المزعومة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس