عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-03-2008, 02:08 AM   #8
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

عبد الله الحارث- السعودية :
الشاعر الثائر أحمد مطر.. تدهشني كثيراً لافتاتك التي تنطلق على الخصوم كالشهب المحرقة.. سؤالي هو: لماذا لا يكتب الشاعر لافتات تعرّي الضعف العربي من خلال المواطن والخلل الذي يعيشه، بعيداً عن الحاكم الذي نال النصيب الأكبر من اللافتات ؟ بمعنى آخر: أتمنى أن نقرأ لافتات جديدة تعالج سلبيات المواطن العربي حضارياً وفكرياً، والأهم انسلاخه من تراثه المجيد الذي كان العربي بدونه لا يحلم أن يغادر أصنامه وأزلامه !
- أنا معك في أن هذه الحكومات لم تنزل من السماء بالمظلات، إنما هي نتيجة وضع شعبي مختل .
وإذا كنت قد ركّزت الجهد في تعرية أنظمة لا تملك أية شرعية، فهذا لا يعني أنني تجاهلت الأساس الذي بنت عليه هذه الأنظمة صروح تسلطها وجورها. إذ طالما نبّهتُ إلى أنّ فرعون لن يقول ( أنا ربّكم الأعلى ) إلاّ إذا رأى حوله عبيداً يطيعونه حين يُضلّهم .
وأصارحك بأن حالنا كشعب يجرّعني المرارة تكراراً، بأشدّ وأقسى مما تجرّعني إيّاها تلك الأنظمة الجائرة.. ذلك لأنني بالنسبة للثانية أواجه عدواً صريحاً واضحاً، لا ثقة لي به على الإطلاق، أمّا بالنسبة للأوّل فإنني أبني جبالاً من الآمال، ولذلك فإنّ الألم يكسرني عندما يتبدّى لي في بعض الأوقات، أنّ هذه الجبال قائمة على الماء .
المشكلة يا أخي عبد الله، هي أننا لسنا شعباً واحداً في مواجهة العالم، بل مجموعة كبيرة من الشعوب، بل قد تجد في البيت الواحد أربعة شعوب متناحرة لمجرد اختلافها في الأفكار !
انظر إلى الوباء المسمّى (أميركا).. إنّه خليط عجيب من الألوان والأجناس والأوطان والأديان والأفكار، لكنّه في قضاياه الكبرى متماسك ومربوط بحزام المواطنة .
انظر إلى هذا الكيان المسخ المسمّى (إسرائيل) ..إنه برج بابل مزدحم بأغرب تشكيلة من موزاييك الثقافات والجنسيات والمذاهب، لكنه - كما ترى - جسد واحد في مواجهة العالم، وفم واحد مفتوح على اتّساعه لابتلاع كلّ ما عداه .
ثم انظر إلينا نحن الذين نملك كل شروط الكتلة، لترى أن امتيازنا الوحيد هو أننا شعب بإمكان أي مواطن فيه أن يكفّر جميع المواطنين، ويحجز الجنة التي عرضها السماوات والأرض..له وحده ، بل بلغ الإعجاز لدينا أنّ الواحد منّا يستطيع أن يُكوّن من نفسه " فرقة ناجية " ، ثمّ لا يلبث نصفه الأيمن أن يعلن انشقاقه على نصفه الأيسر !
ولا ريب أن الأنظمة لا تدّخر جهداً في تبديد أموالنا على اصطناع كلّ ما من شأنه إدامة وتطوير هذا "الحُمق" باعتباره الدرع الواقي والضامن لاستبدادها.. ولِمَ لا تفعل ذلك ؟ إنّها قطعان ذئاب، والذئب مفطور على الافتراس. المشكلة إنّما تكمن في النعجة، تلك التي لا تدعوه إلى نفسها فقط، بل تغريه أيضاً بأنها "مُتـبّلة" !
وعلى هذا فإنني، منذ البداية، كنت أُلقي نظرة على الحاكم ونظرة علينا، ولو اطّلعت على جميع قصائدي لوجدت ما تطلبه متحققاً بالفعل.. وإليك مثلاً هذه اللافتات: طبيعة صامتة، يقظة، رقّاص الساعة، الذنب، سواسية، إضراب، المنتحرون، آمنت بالأقوى، السيدة والكلب، خيبة، أوصاف ناقصة، الناس للناس، قانون الأسماك، وردة على مزبلة، تمرّد، شروط الاستيقاظ، بحث في معنى الأيدي، السفينة، نحن بالخدمة، دود الخل، الواحد في الكل، مصائر، الحائط يحتج، شيطان الأثير، أولويات، الحافز، بيت الدّاء.. وغيرها كثير .

الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس