عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-11-2009, 09:47 PM   #464
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

ليلة


ارتحلت تلك الأوراق

عن أشجارها




الأوراق أخذت ها هنا وصف الطيور والتي قد ترحل عن أعشاشها


وقتًا ثم تعود تارة أخرى ، لكن الأوراق ها هنا لا تنوي العودة مرة أخرى


وهذا توضيح لمدى الضيق الذي يعتري هذه الأوراق أوراق الشجر،وإذا كانت أوراق الشجر تعبر عن البهجة والنضارة دائمًا فإن وصف حزنها بهذا الشكل يعطي للحدث شكلاً أكثر مأساة وألمًا .

تركت خلفها
بعض رسائل
عن ليالي انقضت
في عواصف الأحلام




المفارقة في الاستعمال أو الاستخدام اللغوي تكسب النصوص قيمة كبيرة وهذا ما هو متحقق في هذه الجزئية إذ تكون الأحلام عاصفة ،وهذا يعبر عن فلسفة هذه الأشياء بالنسبة للحياة ، فإذا كانت الأحلام –وليس الكوابيس- هي عبارة عن عواصف فكيف إذًا تكون الحقائق ؟ يعكس هذا الشطر رؤية حزينة للأحلام من خلال المعنى المعاكس أو المخالِف لعرف استخدامها اللغوي،خاصة أن الأوراق هي الأخرى رحلت ، مما يجعل حالة الأسى شاملة جميع الكائنات وجميع الجوانب من الحياة المادي فيها (أوراق الشجر)والمعنوي فيها (الأحلام)



وجذورٍ امتصت

دموع تربه الاشواق
لتنام الاغصان
بعد رحلة عناء




جميل في هذه الأسطر تكامل بيئة التشبيه أو ما يعرف بمراعاة النظير وهذا يجعل للنص مصداقية أكثر ويتعامل المتلقي مع الحدث كأنه حقيقة لا شك فيها ولا مجال لإنكارها ،فالجذور هي النفس التي تمتص الأشواق وتشبيه الأشواق من شدتها ونضجها وبراءتها بالتربة الخصبة ساعد على تحقيق هذا التصور .ومجيء نوم الأغصان يأتي بشكل سينيمائي معبرًا عن التناغم مع الحالة والتأثر بها مما يجعله ينام ولعل المقصود من النوم الموت لكن الضعف الذي يعتري من تتحدث المبدعة على لسانها قد أنهكها حتى جعلها تستحيي من ذكر كلمة الموت ولتبقى مساحة باقية من الأمل في اليقظة .

وعويل غربة يخجل
لبكاء طفوله...
توسدت جذع ماض يالذكريات



أشعر أن التعبير عويل غربة يخجل ...غير واضح المعنى ،لكن التعبير توسدت جذع ماضي الذكريات يؤكد الارتباط بين الطبيعة والمبدعة أو من تتحدث المبدعة على لسانها ويعطي الحياة ذلك النعت والشبه بالشجرة وهو وإن كان تعبير مجازي جميل لكنه مكرر .ورغم ذلك التكرار إلا أنه في هذا النص جاء داخل سياقات تجعل من وجوده عنصر قوة للنص.





أيتها الاماني الهاربة

الى وحل الزوايا المهجورة
أرجعي الى...
سقف بيتنا العتيق





تمكّن هائل من استخدام اللغة المجازية وتشبيه الأماني بالإنسان الهارب والذكرات بالزوايا المهجورة بل والموحلة جاء ليعطي التعبيرات كثافة وقوة تجعلان النص أكثر حيوية والأجمل من ذلك أن تكون هي في الأساس سقف البيت العتيق أي المنزل العتيق.إنها حالة متفردة من التمسك بالأمل حينما تكون الأماني سقفًا لبيت هذا البيت هو النفس ،وكلمة عتيق أعطت لهذه الأماني دلالة تعبر عن أصالتها مما يجعل ألم الفراق أشد وأفظع .


ويكون النداء بأيتها الذي يحوي القريب والبعيد معبرًا عن قربها النفسي وبعدها الزمني.


أيتها الازهار الذابلة
على حافة الطرق
تسامي قليلاً
لتهدينا نسائم العبير




ليس في هذا التعبير من جديد ولكن إدانة الأزهار ودخولها إلى قائمة المتغيرين للأسوأ ووجودها ضمن قائمة الذين يبخلون بما لديهم من أفضل يجعل التفاصيل الموجودة المعاكسة للواقع مؤكدة على قوة وصدق العنوان هذيان ليلة لأن الهذيان سلوك غير سوي وهذا يتناسب مع وجود تفاصيل حياتية غير سوية ولا أستبعد خطئًا في التبعير نسائم العبير لأن العبير يُشَم والنسيم هو قطرات الندى فكيف يكون للنسيم رائحة ؟ ربما الأصح تهدينا الأريج .


أيتها الزوابع القابعة
في قماقم الصمت
تحركي في...
اتجاه الأنفاس




صراحة كان تعبير قماقم الصمت عبقريًا بما يوحي إلى ذهن المتلقي


من دلالة تصورية ، فالصمت حينما يغدو هذه الخنادق غير المنتهية فإنه
يعطي تصورًا في غاية الرعب يتماشى مع حالة الخوف والقلق محور النص.




__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس