عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-11-2009, 02:57 PM   #467
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

غير بيتٍ
لم يكن لنا
... حجرتان

قلبي
وقلبكْ
وزجاجيٌ شفيفٌ جميلٌ
سياج الهوى

كانت البداية بالتعبير(غير بيت) مشوقة للقارئ ومعطية للشيء المفقود قيمة
كبيرة من خلال البدء به .البدء بالمغايرة كان الغرض منه لفت الانتباه إلى أن
ثمة شيئًا يختلف عن المألوف حدث مما استدعى البدء بالحديث به.

وكنا نزرع الاطفالَ ليلا ً
في عيون النجومْ
وصبحاً

في المناقير الصغيرةِ
للطيور


كان التعبير شاعريًا للغاية وزراعة الأطفال هي كناية عن أحلام المستقبل والرغبة
في الاستمتاع بمن هم قرة الأعين (الأطفال) كما أن فيها تعريضًا بالجانب الحسي
من الحياة الزوجية ،التعبير عن عملية استلهام الأمل والحلم من خلال الوجوه الجميلة
خاصة المناقير المعبرة عن التقبيل وبراءة الحب

وكنا.. وكنا وكنا
ولكنا اختلفنا
فعدنا

كانت لفظة اختلفنا مباشرة للغاية ، ومؤثرة بشكل سلبي على سلاسة العبارات المستخدمة
وأدت إلى تشويش الجو النفسي الجميل المحيط بالقصة وأدت إلى صدمة مردها إلى الاستخدام
المفاجئ وغير المنتظر لهذه الكلمة
من بواقي الليل ِ
نزرع غابات الضبابْ

ربما كان لفة نحصد هو الأصح لكن يأتي هذا الفعل ليعبر عن التغير الحادث بعد أن كان الواقع "نزرع الأطفال"
صار المزروع غابات الضباب ، الضباب أتى في مكان مناسب إذ عبر عن انتفاء حالة الصفاء وعرقلة رؤية
الحياة بالشكل الجميل التي كانت عليه وكانت مناسبة لكلمة غابات إذ الغابات ترتبط بالوحوش والحيوانات
المفترسة لهذا كان الانتقال من خلال جملة غابات الضباب أحسن بكثير من اللفظ (اختلفنا) وكان من الممكن أن يستخدم بلاً منه لفظ آخر .
/وفي الصبح .....
غيماته البكائيه

للغيمة شكل جميل بهيج يسر الناظرين ، غير أن استعارتها لحالة الدمع هنا كانت مناسبة للغاية مع الموقف،وكانت تفلسف الغيمة على أنها بكاء مستمر مطّرد.
وحين انكسر السورُ
/ بأحجار الألسن ِ

السور تعبير في الغالب عن الحاجز أو الحائل المانع بين شيئين ، ووجود سور يعني وجود
حواجز لهذا كان استخدام السور في غير موضعه والأصح لو أن الكلمة المستخدمة أو الجملة
هي :" وانكسر الزجاج الشفاف الذي كان يطل منه كل منا على قلب الآخر "
وتشبيه عنف ما تأتي به الألسن بالحجارة كان تشبيهًا جيدًا للغاية وفيه تشابه بين المشبه والمشبه به.
تداعت حجرتا بيتنا
كل واحدة باتجاه
.
جميل في هذه النهاية أن كل واحدة تداعت باتجاه ، لأن هذا يدل على انمحاء أي أثر في إعادة الترميم،ويحمل
هذا التعبير رؤية مفادها أنهما قد اختلفا في كل شيء حتى الوقعة التي وقعاها ، وقع كل عكس الآخر ، مما يدل
على الاختلاف الجذري الذي لا يمكن إصلاحه ومدى تأصله في النفس بعد أن كانا متوحدين ببعضهما البعض .
الخاطرة أتت على جانب من جوانب الحياة الزوجية وهو الخلافات التي تنتهي بالطلاق وكان من الممكن أن تأتي الخاطرة على بعض التفاصيل لكنها ظلت في الإطار الخارجي حتى تكون فكرة الاختلاف من حيث هو واقع وليس سبب الاختلاف . الاتكاء على عنصر الصورة كان جيدًا وأتى بالكثير من التداعيات الصورية والذهنية وإن
كانت بعض الأخطاء البسيطة بحاجة إلى إعادة الصياغة مرة أخرى .عمل رائع أهنئك عليه دمت مبدعًا.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس