عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-01-2008, 02:46 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]وليد للحداثة… واقتضى منه عجلها المعبود أن يتبرأ من الهوية حجر العثرة حتى يُتقن التعبد في محرابها…إذ الانتماء ـ كما جاء في المزامير مدونة ـ يفسد طهر المريد يُراد منه أن يكون "الحر" من كل ربق التابع ـ فقط ـ للتعاليم مقدسة من سدنتها المنظرين لها…

ثم وهي المفاهيم ابتكرت… "الإنسانية" و"الأممية" و"الكونية"…وهلم جرا…ولابد للأديب أن يتأبطها حين الرغبة في الترحال فيها باحثا عن شرارة تنقدح فيه فتُتوج بوهج الإبداع… لكن وبالرغم من هذا الزخم من "القيم"و"المبادئ" التي تبدوالسامية لا أثر في الإبداعات إلا للأجساد توصف… وللأنثى ينادى عليها في سوق المتعة تباع هي والعواطف نسجت حواليها للقارئ متعطش لمزيد من جنس ومن"حب" رخيص في زمن الإباحية طغت والتفلت الأخلاقي مريع.

وطبعا لا وطن إلا في النزر اليسير… ولا هما للأمة موجود بين ثنيات الإبداع… ولا حتى هموم الفرد الإنسان سوى هم النصف الأسفل منه، وذلك المرتبط بالقلب ميت ولا يشعر إلا بالحب للأنثى ومُنكِر لكل أنواع الحب الأخرى… ولا شيء يمكن أن يحركه ولا حتى المآسي متناسلة تحيط به وتقرع الأجراس معلنة عنها… جهل… جوع… خوف…ودماء تنتثر منها القطرات في كل مساحات الوطن الراتع في حقول الخزي ووهدات الخذلان…

تيه فكري جامح…والأسئلة تتناسل استجلبت هي أيضا وما من حاجة كانت إليها… والأجوبة هنالك على الرف تنتظر من يسأل عنها ليفعلها… لكنه ذاك التيه مطلوب… بل ومأمور بامتطاء الصهوة منه حتى لا يبقى للمرافئ من جوانب تبدو…تحث حين ظهور على الرسوفيها تلك المرافئ…فيحدث فهم…وكذا الرغبة جارفة في حضن استقرار…

ولعل الحنين إلى ذاك "الألق" كان للكلمات من العرب في ذاك الماضي ـ كما قيل لهم ـ من شجع على المتح من نفس المعجم…صهباء…ونساء..و…و…وفروسية عشواء…

إذ اعتُقد أن ذاك "الألق" سينثال مرة أخرى كما كان، وسيؤوب لهم ما كانوا عليه من فخار ومن كبرياء النفس والعزة…ولا يعلمون أنه كان الوهم فقط…إذ الحال كان ـ كما صور من قبل ـ طوفان ضلال ولا من بوصلة تهدي ولا نبراس منير…

دوران في الحلقات مفرغة وتعمل على إفراغ عقول أولائك الأدباء… والحال إن استمر أواستمرئ لن يثمر للمرأة عدلا ولا حقوقا ولا رفعة تطالها… هي الضحية..لكن لا تحتاج:

ـ لمن يتنافس في الوصف المبالغ فيه للشكل الخارجي ذلك السطحي المزيف منها….

ـ ولا للذي يتكالب من أجل حشد أساليب اللغة ليصور بها أنشطة ذاك الجسد العاري نُصحت بتعريه خدمة لمصالح شتى…

ـ ولا إلى من يتغنى بالكلمات مترعة بمثالية لا تتوفر في الحقيقة فيها…

ـ ولا إلى الأنساق دموع كاذبة للقهر ينتج من جراء الهجر المقترف من قبلها…

ـ ولا إلى الأحرف آهات من الأكباد تتحرق لوعة للهيام متفاقم بها…

لكنها تحتاج لأدب متسامق يصور ذاك الجوهر كامن فيها…وكذا يحسن تسليط الضوء على الإشكاليات كائنة وحقيقية، تلك المزمنة المكبلة والمانعة من انطلاق يليق بها كالإنسان بشقيه مكرم، وذلك للقيام بواجباتها وبمسؤولياتها تجاه نفسها وتجاه كل المحيطين بها…

الأمل إذا في أن يستفيق أولائك الأدباء هم القدوة…فما من معركة تُحسم بين صهوات الحب وتحت ظلال الأجساد…والمعركة هي ضد الجهل أضحى أصيلا فينا…وهم المعول عليهم في ضرب رقاب منه ذاك الجهل تعددت واشرأبت زمن الغفلة تلك الرقاب
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس