[صفاء العشري]

في 2 تشرين الأول \ أوكتوبر من عام 1941، بدأ الألمان الهجوم على موسكو، بقيادة فريق الجيش الأول والجنرال فيدور فون بوك. استخدم الفلاحون الروس سياسة "الأرض المحروقة" في مواجهة جيش هتلر.

وكانت قوات هتلر قد بدأت بغزو الاتحاد السوفييتي في يونيو\حزيران، ومنذ ذلك الحين وهي تتقدم دون هوادة داخل الأراضي الروسية. جاءت أول انتكاسة في أغسطس، عندما ردت دبابات الجيش الأحمر الألمان عن ييلنيا. يومها أسرَ هتلر للجنرال بوك: "لو كنت عرفت أن لديهم هذا العدد من الدبابات ، كنت فكرت مرتين قبل أن أغزو". ولكن لم يكن هناك من عودة الى الوراء بالنسبة لهتلر ، وكان يؤمن أنه سينجح حيث فشل الآخرون ويستولي على موسكو.

على الرغم من أن بعض الجنرالات الألمان قد حذروا هتلر ضد إطلاق عملية تايفون (إعصار)و فصل الشتاء الروسي القارس يبدأ ، متذكرين المصير الذي لاقاه نابليون، الذي واجه ظروفا مروعة، وفقد أعدادا هائلة من الرجال والخيول، إلا أن بوك شجعه على البدء. قاد هذا التشجيع، إلى جانب حقيقة أن الجيش ألمانيا كان قد استولى على مدينة كييف في أواخر سبتمبر، هتلر أن يعلن، "بأن العدو مكسور ولن يكون في وضع يمكنه من القيام مرة أخرى." وهكذا لمدة 10 أيام، وابتداء من الثاني من أكتوبر ، زحف فريق الجيش الأول شرقا مقتربا من العاصمة السوفيتية يوما بعد يوم. لكن الروس تذكروا نابليون أيضا وبدأوا بتدمير كل شيء أثناء فرارهم من القرى والحقول والمزارع. أحرقت المحاصيل المحصودة، وأبعدت الماشية بعيدا، وتم تفجير المباني ، حتى لم يبق أي شيء ذي قيمة لدعم القوات المنهكة. ولم يتبق لجيش هتلر شيء سوى الأنقاض.