عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-10-2007, 01:03 AM   #1
يتيم الشعر
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 6,363
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Question جامعة سعودية تبحث عن قاتل الحريري !

صالح إبراهيم الطريقي

كنت وإلى فترة قريبة أجد تفسير أحد المسئولين في القطاع الصحي بالسعودية عن تدني نسبة الأطباء السعوديين مقابل غير السعوديين والتي وصلت إلى 15% سعوديين مقابل 85% لغير السعوديين مقبولا إلى حد ما.

وكان المسئول يحيل الأمر إلى عدة أسباب ، أهمها أن غالبية الشباب لدينا لا يمكن لهم تحمل مشاق دراسة الطب ، لهذا يهربون من تحمل المسئولية .
لكن قصة طالب جامعة الملك فهد في الشرقية "مؤيد عبدالله الحمزة" الذي دخل كلية "إدارة مالية" والحاصل على مكافأة المتفوقين التي تصرفها جامعة الملك فهد ، جعلتني أكتشف أن الأمر ليس كما حاول المسئول تبريره ، فما هي قصة طالب كان يمكن له أن يكون طبيبا ناجحا لأنه يعشق العلم ، هذا ما أكدته أفضل الجامعات لدينا ، حين صرفت له مكافأة لتفوقه الدائم ؟
هو شاب إنطوائي صامت كعادة المبدعين ، أقل معدل حصل عليه في مراحل الدراسة السنية كان 96.6% ، قدم أوراقه لجامعة الملك سعود بالرياض ، كان يريد دراسة الطب .
ولأن جامعاتنا لا تثق في مدارسنا ومعدلاتها ، أوجدت اختبارات ومقابلة شخصية لقبول الطالب في الجامعة .
نجح مؤيد في اختبار القدرات واختبار المعلومات ، ونشر اسمه من المقبولين في كلية الطب بجريدة الرياض عام 2005م ، ولم يبق عليه سوى المقابلة الشخصية .
ولأنه لا يعرف ماهية الأسئلة التي ستطرحها عليه اللجنة ، حاول أن يكثف معلوماته في المجال الذي سيلتحق به ، لكن اللجنة لم تسأله عن الطب ولا عن الأطباء ، ولا عن أسباب دخوله هذا المجال ؟

بل اللجنة لم تطرح عليه إلا سؤالا واحدا "يستحق أعضاء هذه اللجنة الطرد بسبب هذا السؤال" ، كان السؤال : من قتل الحريري ؟

قال لهم مؤيد : "أبي يرى أن المتهم الأول سوريا ، فيما أنا أرى إسرائيل هي المتهم الأول" .

حين طلبوا منه تفسير رأيه بشكل أوضح ، كان من الطبيعي وبحكم سنه أن يحيل الأمر للمنطق ، وأن المنطق يقول : "ابحث عن المستفيد من الجريمة" ، دون أن ينتبه لأمر مهم وهو أن العالم العربي لا يحكمه منطق بقدر ما يحكمه ردات فعل انفعالية .
لم تعلق اللجنة على إجابته ، وأخبروه أن النتيجة بعد يومين .

بعد يومين افتت لجنة المقابلة الشخصية ، أنه لا يصلح لكلية الطب دون توضيح الأسباب المؤدية لعدم صلاحيته ، فذهب إلى جامعة الملك فهد في الشرقية ، سيتخرج "مؤيد" مبكرا لأنه يعشق المعرفة ويقضي كل وقته في الدراسة ، حتى الإجازات الصيفية يستغلها في أخذ "ترم صيفي" ، وهكذا انتهت قصة طبيب قبل أن تبدأ .

قصة طبيب كان يمكن له أن يكون مبدعا في مجال قدم عليه ويحبه ويريد أن ينتج فيه ، فكل مواصفات الإبداع يمتلكها بما فيها تلك المواصفات التي وضعها المسئول في القطاع الطبي وأن الطالب السعودي لا يملك الصبر .

ما يثير الحنق أن هذه القصة ليست نادرة وإن بدا لها خصوصيتها في آلية تدمير المواهب في العالم العربي ، من خلال سؤال وضع ليتم إبعاده عن الكلية ووضع شخص آخر لديه واسطة أو نفوذ لكنه لا يملك المواصفات المؤهلة لنجاحه .

المشكلة أن هذه القصص التي نسمعها في تدمير المواهب كل فترة ، لم يتصد لها أحد للحد منها على أقل تقدير ، وكل مرة نرى أو نسمع مثل هذه القصة يتم التعامل معها بطريقتين ساذجتين .

الأولى وهي من يتبناها القومجية المنطلقة من فكرة أن هناك من يتآمر علينا من الخارج وأننا مخترقون من عملاء الغرب الذين يريدون تدميرنا كل يوم .

الطريقة الأخرى والتي هي أكثر سذاجة ، مطالبة أصحاب الضمائر النائمة "أعضاء هذه اللجنة وغيرهم ممن يدمرون المواهب أو يسرقون الأموال العامة" بأن يتقوا الله ويخافوه ، مع أننا لم نسأل أنفسنا ولا مرة ما الذي علينا فعله إن لم يتقوا الله ؟

وما هي الطريقة المثلى لردع مثل هذه اللجان التي تدمر المواهب ، دون أن ننتظر دخولهم النار يوم القيامة ؟

فهم يدمرون المواهب ويرسلونها إلى جحيم هذه الحياة ، ويعطلون تطور الأوطان من أجل مصالح شخصية ، فيما نحن نردد : الغرب يتآمر علينا ، أو اتقوا الله
__________________
يتيم الشعر غير متصل   الرد مع إقتباس