عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-03-2024, 07:38 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,991
إفتراضي

"لنفرض أنك في العمل ووقعت مشكلة كبيرة نتيجة خطأ جماعي مشترك مع زملائك هنا يقوم زملاؤك بلومك ويقولون أن خطأك هو السبب الأساسي في وقوع المشكلة ويحملوك هذا الذنب رغم ان الخطأ موزع بالتساوي على الجميع هنا ربما تشعر أنك السبب فعلا فلولا ما قمت به لما حصل الخطأ وبذلك أنت تدمر نفسك ولعلاج هذه العقدة يجب ان تدرك أن الذنب بالفعل متساوي بين الجميع وانك مجرم كبير بحق نفسك إن وضعت الذنب كله عليها وظالم لها ولا يوجد إنسان أسوأ ولا أضعف ممن يجرم بحق نفسه عندها يتملكك الغضب و تقف بقوة وعناد بوجه زملائك لائما إياهم و معتبرهم اناسا ضعفاء عديمي المسؤولية غير مستعدين لتحمل أخطائهم و بهذا ترد اعتبارك و تشفى من هذه العقدة.
أظن ان الفكرة وصلت و قد بينا كيفية التعامل مع عقدة الذنب بإيجابياتها و سلبياتها."
ومثاله الثالث هو في عقدة الدونية والتى قال عن علاجها:
"المثال الثالث: عقدة الدونية
لنفرض أنك في جلسة اجتماعية وان الناس الذين يجلسون معك أعلى منك جاها ومالا ونجاحا في الحياة وعندما تشعر انك أقل منهم تحجم عن مشاركتهم الحديث والجهر برأيك الخاص الذي يختل عن آرائهم لأنك تشعر انك أقل منهم شأنا وانهم سيحتقرونك ويصغرونك ويقولون من أنت وتصمت وتتابع دون أن تدلي بكلمة سوى موافقتهم على آرائهم والتأكيد لهم.
لعلاج هذه المشكلة عليك ان تعترف بالتأكيد انهم ناجحون أكثر منك أو أغنى منك أو كليهما معا والاعتراف بالحق فضيلة لكن عليك ان تعي تماما أن النجاح في الحياة والمكانة الاجتماعية شيء وله ظروفه واسبابه و مقوماته وان صحة الرأي و سلامة القول شيء مختلف تماما له مقوماته التي لا علاقة لها بالنجاح في الحياة والمكانة الاجتماعية.
وعليك ان تكون على وعي تام وثقة أن معيار صواب الكلام هو موافقته للأدلة والمنطق والعلم و هذه قواعده الوحيدة و من يملكها يحق له أن يتكلم و يتصدر حتى لو كان فاشلا عاطلا في هذه الحياة و لا توجد قوة تمنعه من ذلك.
عندما تعترف بتفوق الآخرين عليك و تؤمن أن هذا من طبيعة الحياة وانك لست إنسانا كاملا وان من حقك مخالفة آراء الآخرين والجهر بهذا الرأي مهما كنت وضيعا تختفي لديك عقدة الدونية و تصبح أكثر انطلاقا في الحياة.
و قس على ذلك أي شيء أنت الأفضل فيه رغم أنك ليس بالضرورة الأكثر نجاحا أو ثروة أو مكانة فأنت الأحق به سواء كان جهرا برأي أو تولي منصب فطالوت عليه السلام لم يكن أعلى بني إسرائيل في المكانة الاجتماعية و لا في الثروة لكن الله اختاره ملكا عليهم لأنه أفضل من يملك الصفات القيادية اللازمة للملك و هي قوة الجسم والعلم."
قطعا ما قاله محيش ليس علاجا فالعلاج هو في تعليم الناس أنهم اخوة كما قال تعالى :
"إنما المؤمنون اخوة"
وأن الغنى الفاحش والنفوذ والجاه هو خروج على الشرع لأن الله بين أن ساوى بين الكل في ثمار ألأرض فقال :
" وقدر فيها أقواتها في أربعة ايام سواء للسائلين"

وأن الرسل كان معظمهم من الفقراء الذين رسخت في نفوسهم ضرورة تحقيق العدل الإلهى فقد قال تعالى في فقر خاتم النبيين(ص) :
" ووجدك عائلا فأغنى "

وقدم محيش علاج عقدة الاعتماد على الآخرين فقال :
"المثال الرابع: عقدة الاعتماد على آراء الآخرين
هذه العقدة لا بأس بها شرط أن تحكم عقلك فإن كان رأي الآخرين صحيحا و هو ما يجلب لك الخير مؤديا بذلك للتخلي عن آرائك فهنا تعمل العقدة لصالحك
أما الكارثة الكبرى والحماقة البلوى ان تعلم أن رأيك هو الصحيح المتوافق مع شخصيتك لكنك تقدم آراء الآخرين عليه لتحس بالأمان فلا تلم إلا نفسك لأنك عطلت عقلك.
وحل هذه العقدة تكمن في الاعتقاد بأن الآخرين ليس لهم شأن لك وانك وحدك الذي تحدد مصيرك والآخرين ليسوا سوى مستشارين تستفيد من آرائهم و ليسوا صناع قرار فالحياة هي حياتك أنت."
بالطبع العلاج الإلهى هو ان لا رأى لبشر في أى قضية وإنما الرأى هو حكم الله كما قال تعالى :
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
وأما كراهية النفس وهى أمر ليس متصورا في الحقيقة فلا يوجد أحد يكره نفسه وإلا وجب عليه أن ينتحر على الفور متخلصا من نفسه
كراهية النفس في الإسلام المقصود بها اختيار الكفر الذى يؤدة بالنفس لدخول النار حيث العذاب المستمر وأما ما يتحدثون عنه فهو كراهية البيئة المحيطة بالإنسان والظروف التى نشأ فيها
وعن علاجها قال محيش:
"المثال الخامس: عقدة كراهية الذات لو أن الله خلقك بوجه ذو منظر منفر مما يجعل الناس يصدمون عند رؤيتك أو يبدون استقباحهم تقوم انت و تقول عن نفسك أنك قبيح وترى أنك لا تستحق محبة الناس فكيف تريد أن يحبوك وانت تكره نفسك , لعلاج هذه العقدة عليك ان تؤمن أنه لا ذنب لك في الأساس وان شكل وجهك وملامحك اختصاص الله تعالى وهو الذي خلقك قبيحا بإرادته اختبارا لك وهو حكيم فيما يفعل وانت لا ذنب لك و تعوض عن ذلك بالشخصية وخفة الروح فهي المحك الحقيقي لمحبة الناس لك."
قطعا كراهية المنظر أو الاعاقة ليست كراهية للنفس وهذا المخلوق حياته تعتمد بصورة كبيرة على حب من حوله وعملهم على إراحته وهو أمر واجل لقوله تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "

وأقر أخيرا محيش بأن التحكم بالنفس وهو الإرادة هو مفتاح النجاح فقال :
"وفي الختام تذكر أن التحكم بنفسك و تكييفها حسب الموقف الذي تتعرض له هو المفتاح الحقيقي في تخطي ما تمر به من مواقف بأعلى احتماليات النجاح "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس