عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-04-2010, 08:11 AM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
Question

هل أزين عنقي بطوق الياسمين وأعلق لك عبارات الوداع على القمر وألوح لك من بين السحاب مودعة كأميرات الحكايا فى الأساطير القديمة ؟؟



جمال هذا التعبير في الوضع الذي يتناقض فيه الشكل مع الجوهر كتناقضه مع حالة التي تتحدث على لسانها،فالوضع من حيث الصورة القمر ،ياسمين ،السحاب،أميرات ..إلخ معبر عن بهجة لا متناهية وإنما حينما يكون التلويح للوداع فإن هذا الواقع يكون حزينًا حزنًا بحجم السحاب وطوق الياسمين .وهذا التعبير يمثل فكرة جديدة كالتي كانت عن ديار ليلى من حيث أنها لم تمزج بين نقيضين

هل أضع الحب و الحلم فى محرقة متأججة وأدعوك للجلوس حول المحرقة كي لا تغادر رائحة الحلم المحروق أنف قلبك وكي لا تفارق نكهة الحب الناضج لسان ذاكرتك ؟؟؟

هنا –في رأيي – أن التعبيرين أنف قلبك ولسان ذاكرتك رغم مجيئهما بدلالة واضحة إلا أنهما كانا متكلفين بعض الشيء لإحداث حالة من التكامل في بيئة التشبيه.



هل أخدعك بالحكاية القديمة وأطهو لك الحجارة على النار وأطلب منك بخبث أن لا تغادر سياج الحكاية إلا بعد نضجها؟؟؟

شيء ما لا أفهمه في هذا التعبير ، فهذا المزج بين الحجارة والنار والسياج أوقعني في حيرة حول دلالتهما





هل أسافر بين حروفك ...الملم بقاياي منها...وأجرد قصائدك مني ..

وأمسح كل أثر بك لجنونى....وأحمل جثة الحلم بيدي ..وأواريه تراب الواقع,,,, وأضع زهوري البيضاء على قبره..وأتلو بعض الآيات عليه..وأرحل مطمئنة !!

نفس الفكرة التي في الأسطر السابقة متحققة بهذا المقطع وكانت التصويرات جثة الحلم ،تراب الواقع في صالح النص معبرة عن تفاعل المبدع مع هذه الأشياء وكيفية تصويره لها من حالة الحزن



هل أستعرض حبيباتك أمامك...هذه صاحبة القصيدة الأولى ...وهذه صاحبة الجرح الأول....وهذه قطعت لأجلها البحور...وتلك شيدت لعينيها الجسور....وهذه أهديتها عمري...وتلك سفكت لها سرى....ثم أشعل قلبى أمامهن...وأدعوهن للطواف حولي قلبى المشتعل غيرة عليك ؟؟؟


جميل في هذا التعبير تقسيم وتعديد الحبيبات بحسب وظائفهن وكان التعبيران أهديتها عمري وسفكت لها سري معبرَين عن حالة تضحية المحِب بمحبوبته ولكن تبلغ الصورة أروع تشيكلاتها عند دعوتهن لطواف حول القلب المشتعل غيرة ، إذ أن الأمر لا يقتصر على مجرد خيانة الحب ،بل يمتد إلى الشماتة ،وتعبير الطواف حول قلبي المشتعل غيرة كان رائعًافي أنه جعل القلب كالنار بل أعطى لهذه الحالة حالة الشماتة تقديسًا كالذي يفعله المجوس للنار.وذلك تعبير عن مدى توغل قيمة الخيانة من قِبل المحب لمحبوبته.




هل نكتب ذكرياتنا على طائرة ورقية ونقف معا ..وللمرة الأخيرة معا..ونطلق الطائرة فى الهواء إيذانا بالنهاية ؟؟


هذا التعبير أعجبني فيه للغاية بساطته وسهولته ورغم أنه يصف حالة من الوداعة إلا أنه حينما يقترن بالنهاية والوداع تكون له دلالته العكسية ويكون للمفارقة هذا الدور في إبراز الألم المختمر في ذات المُحِبة.




هل أضع لك المقص فوق وسادة مخملية حمراء اللون وأقف بجانبك أدعوك لقص الأشرطة الحريرية لافتتاح النهاية بشكل رسمي ؟؟


تعبير افتتاح النهاية والتي تأتي فيه الكلمات بتقنية إلغاء الروابط أي استخدام كلمتين عكس بعضهما البعض كان مميزًا من ناحية أنه جعل الافتتاح له دلالته الملغاة في (النهاية) وهذا التعبير ميزه كذلك الاستخدام للبيئة الوردية الجميلة وإقحام العنصر المادي المناقض لها بشدة وهو المقص ليصبح التعبير عن ألم الفراق وتمزيق القلب أكثر رونقًا وتجسيدًا للقارئ.




هل أحكم إغلاق أبواب الحكاية خلفنا وأختم قفلها برحيق المستحيل كي لا تقرأ تفاصيلي بك امرأة أخرى قد تأتي بعدي ولكي لا يقرأ تفاصيلك بي رجل آخر قد يأتي بعدك ..؟؟؟

جملة رحيق المستحيل كانت في مكانها السليم ، فالمستحيل كناية عن الحب ولكن المُحِبة من ألمها لا تريد ذكرها وتذكر بدلاً منها كلمة المستحيل وكان تعبير إغلاق أبواب الحكاية ،تفاصيلي ،تفاصيلك من أجمل التعبيرات التي عبرت عن كتمان السر وأعطت من خلال المزج بين المحسوس والملموس صورًا توصل الفكرة بشكل أفضل



صدقا أي وداع يليق بك أنت ... أي وداع يليق بعمر بأكمله ؟؟؟


رائع للغاية تشبيه المحبوب بالعمر ،ومجيءالضمير (أنت) جعل للمحبوب سمة التوكيد ، وحينما يغدو المحبوب عمرًا يكون المحِب قد عاش في ظلال الموت لأنه ودع(عمره)




لقلبك هذه ... إذا مررت من هنا يوما.... وكالغرباء ........... رحلت !![/quote]
جميل في النهاية هذه الحركة البارعة ، وهي الحذف في تعبيرك لقلبك هذه ...كأنها تقول له "لقلبك هذه الوردة" أو ما يعادلها من تعبيرات وفقًا للسياق "لقلبك هذه الدمعة" ، "لقلبك هذه الشمعة"..وهذا يعبر عن مفارقة أخرى مفادها تمسك المُحِبّة بالمحبوب حتى آخر لحظة ، وهو ما يزيد الحزن اشتعالاً.
العمل –أخي العزيز- رائع للغاية من حيث :
*التصويرات واللغة المجازية
*استخدام عنصر المفارقة
*استخدام كيفيات الكتابة(الحذف وغيره من الأساليب)
*استخدام الاستفهامات
فقط كان يعيب العمل بعض التطويل والتكرار في أسلوب الاستفهام واستخدام نفس الطريقة في توصيل الفكرة ،فالمبدع هو ذلك الإنسان الذي يرسل خيوله لتصل إلى المدينة من مختلف الطرق.
شكرًا على هذه الإضافة الرائعة وأرجو أن يستمر تواصلك معنا ودمت مبدعًا على المدى
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس