عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-06-2007, 12:35 AM   #100
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

مستقبل الاسكندرونة في ضوء الاتفاقيات والوثائق الدولية

أ ـ مراسلات حسين ـ مكماهون

اندلعت ثورة العرب على الأتراك في 10/6/1916 وكان من ضمن الخطوات التي تم الاتفاق عليها بين الشريف حسين و الجمعيات العربية الاتصال بالسلطات البريطانية للحصول على دعمها، وهكذا بدأت سلسلة من الاتصالات والمراسلات التي عرفت باسم (مراسلات حسين ـ مكماهون) ومكماهون هذا هو السير هنري مكماهون المندوب السامي البريطاني في القاهرة ..

وقد تضمنت المراسلات إشارة واضحة الى تبعية المناطق الواقعة جنوب جبال طوروس ومن ضمنها منطقة (الاسكندرونة). فقد جاء بمذكرة الشريف حسين الأولى الى مكماهون والمؤرخة في 14/7/1915 تعيينا للحدود الشمالية للوطن العربي بخط يقع شمال مرسين ـ أدنة الموازي لخط 37 شمالا الذي تقع عليه المدن والقرى ( بيره جك، أورفة، ماردين، فديان، جزيرة ابن عمر، عمادية، حتى حدود فارس). وعندما رد مكماهون بأن بحث مسألة الحدود ليس هذا وقته لأن الحرب العالمية الأولى لم تنته بعد، وتلك المناطق لا تزال تحت حكم الأتراك،
عاد الشريف حسين في رسالته الثالثة المؤرخة في 9/9/1915 ليؤكد( أن تلك الحدود (مرسين، أدنة، الاسكندرونة) والتخوم المطلوبة ليست لشخص متعلق إرضاءه والبحث معه فيها عندما تضع الحرب أوزارها، بل أقوامنا رأوا أن حياة تشكلاتهم الجديدة الضرورية القائمين في أمرها، مربوطة على تلك الحدود والتخوم، وعقدوا الكلمة عليها...) ويضيف ( وفوق هذا فإن العرب لم يطلبوا في تلك الحدود مناطق يقطنها شعب أجنبي وكان ما يصرون عليه توحيد البلاد التي تسكنها فروعهم المنحدرة من أصل واحد...) ثم يوضح ( بأني لست شخصيا الذي يطلب تلك الحدود التي يقطنها عرب مثلنا، بل هي مقترحات شعب بأسره يعتقد أنها ضرورية لتأمين حياته الاقتصادية).

ولكن حكومة بريطانيا لم تقبل ضمها للحكومة العربية المقبلة، بل كانت التوجيهات العليا للسير هنري مكماهون تستثني بوضوح مرسين ، الاسكندرونة، بل واستثنت أجزاء ساحلية غرب حماة ودمشق وحمص وحلب .. وافق الشريف حسين على استثناء أدنة .. لكنه لم يوافق على استثناء الاسكندرونة والأجزاء الأخرى .. وقد وافق الشريف على التريث لحين انتهاء الحرب، بناء على طلب هنري مكماهون ذلك ..

وتوضح المراسلات السابقة والتي أثارت جدلا واسعا بين المؤرخين العرب، بأن العرب بكل مواقفهم وأصنافهم ومنذ البدء، لم يتخلوا عن الاسكندرونة ..

ب ـ اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916

في الوقت الذي كانت فيه مراسلات حسين ـ مكماهون قائمة، كانت بريطانيا تعقد صفقة مهمة مع حلفائها في الحرب وبالذات (فرنسا و روسيا) لتحديد مناطق نفوذهم في التركة العثمانية، تفاديا لوقوع خلاف فيما بين هؤلاء الحلفاء في المستقبل، ففي 18/3/1915 عقدت معاهدة (القسطنطينية) بين الأطراف الثلاثة، وقد نصت المادة الثالثة من الاتفاقية على جعل منطقة ميناء الاسكندرونة بأكملها والواقعة أصلا تحت الإدارة السورية التابعة للعثمانيين .. ميناءا دوليا وتعلن حريته.. ولكن جرى تعديل على ذلك باتفاقية سايكس ـ بيكو الموقعة في 16/5/1916، حيث حددت منطقة النفوذ الفرنسي باللون الأزرق، وكان لواء الاسكندرونة من ضمنها.. مع جعل حرية الملاحة للبريطانيين محفوظة في الميناء و مياهه الإقليمية .. وأن تتمتع البضائع البريطانية بحق المرور (الترانسيت) في الاسكندرونة.

ج ـ مؤتمر الصلح في باريس

حضر الأمير فيصل ابن الحسين، ممثلا عن العرب، مؤتمر الصلح المنعقد في باريس بشهر كانون الثاني يناير/1919 وتقدم بمذكرتين، الأولى في 1/1/1919 والثانية في 29/1/1919، ثم ألقى خطابا في 6/2/1919، وكل كلامه كان تأكيدا لما ورد في المراسلات آنفة الذكر، إذ جاء في المذكرة الثانية: ( جئت ممثلا والدي الذي قاد الثورة العربية ضد الأتراك.... لأطالب بأن تكون [الأقطار] الناطقة باللغة العربية في آسيا من خط الاسكندرونة ـ ديار بكر حتى المحيط الهندي جنوبا، معترفا باستقلالها و سيادتها بضمان من عصبة الأمم)

د ـ معاهدتا (سان ريمو) و (سيفر)


في 10/8/1920 عقد الحلفاء المنتصرون معاهدة صلح مع الدولة العثمانية، عرفت بمعاهدة سيفر، اعترفت فيها الحكومة العثمانية بارتباط كل من منطقتي (الاسكندرونة وكليكية ) معا، جزءا متمما للأقطار العربية، وذلك ما تضمنته المادة 27 من المعاهدة.

وفي المعاهدة نفسها (سيفر) أقرت الحكومة العثمانية في المادة 94 ما ورد في اتفاقية سايكس ـ بيكو، باستثناء ما ورد فيها بخصوص (الموصل) إذ اتبعتها اتفاقية سايكس ـ بيكو بفرنسا، في حين ألحقتها معاهدة سيفر ببريطانيا.

على ضوء المادة 94 من معاهدة سيفر، تم فرض الانتداب على العراق وسوريا وفلسطين بقرار صدر في 25/4/1920

بعد التعقيد الذي أحدثه تدخل اليونان في تركيا، وما نجم عنه من رجحان كفة كمال أتاتورك، استطاع الأتراك أن يستثمروا التناقضات فيما بين الدول المنتصرة عليهم في الحرب العالمية الأولى، حيث وقع الكماليون اتفاقية مع الاتحاد السوفييتي في 16/3/1921، جعلت تلك الاتفاقية الحلفاء يعدلوا من بنود معاهدة سيفر القاسية بما يؤمن لهم رضا الحكومة التركية.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس