عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-03-2008, 09:33 PM   #16
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

Algafeky Ali- canada
البعض يقول إنك لا تؤمن بما تقول، وإنما تقول ما يريده الناس لكسب الشهرة والمال معاً، أي بمعنى آخر أنت لست صاحب قضية بالدرجة الأولى .
- بل أنا، بكل المعاني، صاحب قضية بالدرجة الأولى والأخيرة، وإيماني بما أقوله مستقر في كلّ خلية مني، وما أقوله إنّما هو ما أريده أنا قبل كلّ شيء .
لكن لأنني واحد من هؤلاء الناس الذين ذكرهم البعض "المبهم"، ولأنني أعيش مآسيهم نفسها، فإن ما أقوله لا بد أن يكون، بالضرورة، معبراً عن معظمهم .
دع ذلك "البعض" ينتظر قليلاً، والتفت إليّ..إنني أطالعك باسمي الصريح ووجهي المعلن، فاسمع منّي .
أتعتقد أنّ شيئاً في الدنيا أغلى عندي وأحبّ إليّ من أن ألوذ بظلّ أبي، أو أن أستروح عطر أمّي، أو أن أتقاسم مع إخوتي ضحكة صافية في لحظة أمان ؟
ما الذي حملني على ترك كنوز كهذه، يحسدني قارون عليها، لأتجاذب أطراف الغربة والخوف والمرض والتهديد، وأفرغ حصّالة عمري، على جمر النكبات، من ثمانية وعشرين عاماً هي الأزهى والأجمل في حياة أيّ إنسان ؟
الشهرة ؟!
أما كان بوسعي أن أطلبها بالسلامة وقلّة الجهد ؟
هل تعوزني الكفاءة، مثلاً، لنزع خرقة أمسح بها على ظهور هذه الحكومات القذرة؟
وهل أحتاج إلى جهد لكي أؤلّف (كمننا) على شرف هذا الزمان الكمنني ؟
إذا كانت الشهرة مطلبي حقاً، فأيّ أحمق أنا إذ أسعى إلى أضيق آفاقها على حدّ الشفرة، فيما يتربع عليها من دوني – بخبطة طبلة – زميلنا المناضل " شعبان عبد الرحيم" الذي يكره المقاول .. ويحب المَعاوِل ؟!
إذا كنتُ معروفاً إلى حد ما، فليس لأنني أسعى لأن أكون معروفاً، ولكن لأنني أصرّ، بوسيلتي الخاصّة البسيطة، على إيصال الكلمة الحرة الصادقة إلى أبعد رأس مغمور بضلالات الحكام ومرتزقتهم.. وعندئذ لابد لمن تصل إليه الكلمة أن يعرف من المسؤول عنها .
وأجمل ما في هذه المعرفة أنها قائمة على التشارك الفعلي في الهموم والتطلعات، لا على الصيت الفارغ .. وإلاّ فكم من مشهور ترى اسمه مقرراً في المطبوعات، وصورته مفرودة على الشاشات، دون أن يملك القارئ من كلامه حرفاً واحداً ؟
أهكذا أنا ؟
لعلك تقول إنّ هناك قطيعة بين وسائل الإعلام وبيني؟ هذا صحيح ، وهو يعني أن ما أقوله يغلق باب الشهرة بدلاً من أن يفتحها، وهذا بحد ذاته كافٍ للرد على ذلك " البعض " .
لكنّ هناك جانباً آخر لهذه المسألة، أعتقد أن الكثيرين يجهلونه، ولذلك ينبغي لي هنا أن أجهر به ، لكي يعلم من لا يعلم.
إنّ قرار القطيعة بيني وبين وسائل الإعلام ليس بيد تلك الوسائل .. بل بيدي أنا .
فإذا كانت تقاطعني بالمواسم، فأنا أقاطعها بالدهر. إنها تسعى إليّ أحياناً، لكنّني لا أسعى إليها أبداً. وحتى إذا سارعت هي إلى فتح صفحة جديدة معي، فإنني سرعان ما أختم كتابها كلّه بالشمع الأحمر .
تأتيني، باستمرار، دعوات كثيرة وملحّة، من صحف ومجلات وفضائيات ومهرجانات ومنتديات ومؤسسات رسمية وشبه رسمية، لكنني أبادر، دائماً، إلى الاعتذار عن عدم التلبية .. وأظن أنّ بوسع العشرات ممن كتبوا إليّ أو اتّصلوا بي أن يشهدوا بذلك .
إنني ، خلال أعوام طويلة، لم ألبِّ سوى دعوتين اثنتين للحوار، أولاهما مع مجلّة معارضة بشدّة لأنظمة القمع، والثانية مع مجلّة كان يصدرها شبّان شرفاء كتجربة لصحافة مختلفة، ولم تكن لهم أيّة علاقة بسلطة تدفعهم أو تدفع لهم. وأكبر دليل على براءة هاتين المجلتين، أنهما توقفتا عن الصدور، لضيق ذات اليد، ولضيق ذات الطغيان !
مختصر القول: إنّ الشهرة –على ضيقها- هي التي تسعى إليّ، ولو أنها توقّفت عن مسعاها ، فسأكون لها شاكراً وممتناً. أمّا المال المحدود الذي أكسبه بعملي فإنني أبذل أضعافه جهداً، ثمّ لا ألبث أن أدفع ثلثه ضرائب للحكومة .
بلّغ أثباج أنني أنا من يدفع للحكومة !


· أحمد الغامدي – السعودية :
بدايةً أحمد الله الذي رفع عن هذا الموقع حجب شياطين السلاطين، ثمّ أبارك لكم هذه الخطوة في استضافة شاعر العرب الأول .
أستاذي الكبير أحمد مطر.. أهديك تحية رائقة لائقة فائقة، فالسلام عليك ورحمة الله .
كثيراً ما أسائل نفسي عنك.. لماذا يحيا هذا الشاعر حياة المشردين ؟ ما ضرّ لو عاش كغيره من شعراء العرب ؟ ما هذه البدعة التي ابتدعها في عالم الشعراء ؟ إلامَ يحشد طاقاته وقدراته ؟ إذ لا أظن أنك ساعٍ لشهرة، فلو كانت مقصدك لأتتك بأقل مما تبذل، فأنت لست شاعراً فحسب، بل أنت مؤسسة إعلامية .. بل دولة !
أنت الأعشى الذي خافت قريش إسلامه.. غير أنه لم يلهك ما ألهاه .
ولقد كنت – أنا- فيما مضى ادعيت لك منزلة قد ادعت الخنساء لنفسها لدى النابغة أقلّ منها .. زعمت –أنا- أنك أشعر العرب والعجم رجالهم ونساءهم، جنّهم وإنسهم، وأولهم وآخرهم !
أستاذي أحمد .. همس لي جدي ذات يوم بحكمة أراها كلّما أقدمت على عمل .. قال لي: (يا بني..إذا سرقت فاسرق جملاً) .. رحم الله جدي، إذ كان يعلمني كيف أكون عالي الهمة حتى لو تدنيت لمستوى اللصوص !
أقول لشاعرنا.. إن حكمة جدي الآن تلوح لي لأسألك: ما غايتك ؟
أرجو أن تكون عظيمة مستحقة لكل ما ضحيت به.. غاية تجعلك محموداً عند ربك كما أنت عند خلقه .
- أشكرك من كل قلبي، يا ولدي، على المحبة التي غمرتني بها، و إذ أعترف بأنني أفقر بكثير من غنى هذه الأوصاف التي أغدقتها عليّ، فإنّ عندي من الصدق والثقة أيضاً ما يجعلني قادراً على طمأنتك بأن ظنك بي لن يخيب بإذن الله، لأنّ غايتي عظيمة بالفعل، وهي دعوة الناس إلى الخروج من عبودية العبيد، إلى نور الحريّة في ظلّ رب العباد .
أمّا حكمة جدك رحمه الله، فقد ألفيتُها تدور في بيئتي من قبل، ويسعدني أنك أحسنت فهمها على الوجه المطلوب، وليت حاكماً واحداً من حكامنا قد فهمها مثلك، إذن لأزاح عن صدورنا واحدة من هذه الجلاميد المتراكبة.. لكن المشكلة أن كلاً منهم قد فهمها حرفياً، فسرق الجمل بما حمل، ولم يكتفِ بذلك بل سرق الأرض بمن عليها !
هناك حكمة أخرى، طالما سمعتها، منذ وعيت، تتردد على شفتَي والدتي، حتى أصبحت لكثرة ترددها جزءاً من ذهني، وهي: (أمّي..لا تعيش بذل وأرض الله واسعة) . ولقد احتجت لأن أكبر وأتعلم القراءة، لكي أدرك أنّ أمي، ببساطتها، كانت تلخّص لي قوله تعالى في سورة النساء: ( إنّ الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيرا)
والآن.. أرى ذلك الطفل الذي كنتُه، يموّه دمعته بالابتسامة، ويطلّ من وراء كهولتي، ملوّحاً بقلبه، على رغم اتّساع المسافة والزمن: ( شكراً يا أمّي) .


· عبير حجازي – فلسطينية مقيمة في الإمارات :
عزيزي المبدع أحمد مطر..
توقفت مطوّلاً لأبحث عن سؤال يختزن كل علامات الاستفهام التي تجول بخاطري، غير أنني لم أجد سوى علامة استفهام مهولة يدور في حلقتها سؤال واحد: أهو الألم أم الأمل ما يزرع بذرة الإبداع وييسر ولادة القصيدة لدى أحمد مطر ؟
- صدّقيني، أيتها العزيزة، إذا قلت لك إنني لست أقلّ حيرةً منك، أمام علامة الاستفهام المهولة تلك.
لا ريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه. لكن.. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟
كلاّ، فليس الألم والأمل سوى عاملين بسيطين ظاهرين على سطح حشد كبير من العوامل الفعّالة الخفية التي لا يمكن لأيّ شاعر أن يتبيّن أسرارها بدقّة .
إنّ للتجارب والأحداث والقراءات خمائر عديدة تعيش في النفس قبل وأثناء وبعد الكتابة، غير أنّ الإلمام بكيفية وحدود تفاعلها، أو طريقة تدفّق خلاصاتها، يبقى، على الدوام، أمراً مستحيلاً. ولعلّ ما يؤكد هذه الاستحالة أنّ العملية الإبداعية لا تتم بصورة واحدة، فهناك قصائد تندلع ثمّ تتّقد وتمتد وتصنع نارها في أقلّ من ساعة، بينما ثمّة قصائد أخرى تمشي متّئدة، وقد لا تبلغ درجة الاتقاد إلاّ خلال أشهر، أو حتى سنوات .
المهم أن يكون المرء حائزاً على القدر المناسب من الطاقة، والقدرة الجيدة على استخدام الأدوات، لكي يستطيع، إذا اندلعت شرارة التفاعلات في داخله، أن يحاصرها في الحدود التي تكفل إنضاج الرغيف ومنح الدفء ونشر النور معاً.
ومن دون هذه الطاقة وتلك الأدوات، فإنّ الشرارة قد تنطفئ قبل الأوان،أو قد تغادر مثابة الجمال والفائدة، إلى مهاوي الإحراق والتدمير .
وأنا بما لدي من طاقة وخبرة في استخدام الأدوات، أحاول، مخلصاً، أن أستمد من ذلك التفاعل الخفي جرعة النار اللازمة، وأن أحول، جاهداً، دون انكسار السدّ وتدفّق طوفان الحريق .


· أحمد سعيد- الأردن- عمّان :
غالبية قصائد الشاعر أحمد مطر تصوّر لنا كبت الحريّات في الأوطان العربية، وبالذات حرية التعبير. كيف يرى أحمد مطر تجربة الإنترنت التي أتاحت للجميع حرية التعبير ؟ وهل استطاعت حرية الكلام أن تغيّر شيئاً ؟
- لاشكّ أنّ تجربة الإنترنت قد فتحت أفقاً رائعاً لتداول المعلومات والأفكار، لكنها - وأرجو أن أكون مخطئاً –لم تفلح ، بعد، في إزالة آثار الكبت، ولا في إتاحة حرية التعبير المبتغاة. ذلك لأنّ طرفي العلاقة (المواطن والسلطة) وهما يواجهان شبكة الإنترنت، مازالا مشدودين بقوّة إلى شبكة خوفهما الأزلية ..فإذا رمى ذلك منشوراته من وراء حائط الأسماء والعناوين المستعارة، كبست هذه زراً فارتفع السقف وانطبق على الحائط .
لقد أبلغني أخي العزيز المشرف العام على هذا الموقع، بأن موقعه كان محجوباً عن بعض الدول الخليجية لمدة ستة أشهر..فيما علمت أن ابن شاعر مصري راحل، دخل السجن لنشره إحدى قصائد والده على الإنترنت .
وهذا يعني أننا، برغم تقدّم وسائل الاتّصال، مازلنا نتحرك في زمن المخبر " عبد العاطي "، وأننا ما زلنا نطبع منشوراتنا السريّة بآلة (الرونيو) البدائية، وكلّ ما جدّ هو أننا صرنا ندثّر عظامها الواهية بسترة (الكومبيوتر) !
ليس ما نتوخاه من حرية التعبير، يا عزيزي أحمد، هو أن ننفض خير وشرّ ما في أنفسنا من غضب مشروع أو عُقَد مستحكمة، لمجرد التنفيس، من وراء الحيطان.
ذلك شبيه برمي بذرة في الهواء، لا هي ضامنة لمسؤولية فلاّح ولا هي طامعة بخصوبة تربة.
إنّ ما نتوخاه من حرية التعبير ليس " التنفيس " السرّي، بل " التنفس " العلني .
وعلى هذا فلا تسأل، بهذه السرعة، عمّا إذا كان الكلام قد غيّر شيئاً. إنها مجرد خطوة.. وهي خطوة واسعة وباعثة للأمل، وعلينا أن نغتنمها بكلّ طاقتنا، للتدرب على القفز إلى ما بعدها، حتى نستكمل المسافة نحو "حرية التعبير" الحقّة، تلك التي نقف فيها على أقدامنا، ونسفر عن وجوهنا، ونعلن عن أسمائنا، لنقول ببساطة ودون خوف، لكل من ينتحل هيئة الخليفة: ( لقد رأينا فيك اعوجاجاً، فاستقم، وإلاً قومناك بالسيف ) .
عندئذ لن تكون هذه الحرية قد غيّرت شيئاً، بل ستكون قد غيّرت كلّ شيء .
شكراً للإنترنت الذي منحنا هذه الخطوة، وعلينا لكي نرد له هذا الجميل، أن نسارع بجعل خطوته قفزات عالية .
أقول قولي هذا، وعيني على الحائط، وأذني على صوت الزّر الذي سيلصق السقف بالحائط !
لا يهمّ .. سيصل الكلام. إن لم يكن اليوم، فغداً .

الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس