عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-03-2008, 02:40 PM   #8
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي محاضرة مهمة عن بحر الكامل .

[FRAME="13 70"] محاضرة هامة عن بحر الكامل عادل نمير

--------------------------------------------------------------------------------





بحر الكامل بحر مهم جدا ، ومن أهم البحور التي تسمع منها وتؤلف فيها ، ويتقنه كل شعراء الفصحى
ولقد سبق ودرسنا أبياتا من وزن بحر الكامل مثل البيت من معلقة عنترة:
وإذا صحوتُ فما أقصر عن ندىً وكما علمتِ شمائلي وتكرّمي
والذي كان وزنه : متفاعلن متفاعلن متفاعلن متـفاعلن متفاعلن متفاعلن
ولما وصلنا بالبيت إلى تفعيلاته فإننا نكون وصلنا إلى تقطيعه أي أن تقطيع البيت السابق هو متفاعلن 6 مرات

ووزن بحر الكامل يقوم على التفعيلة متفاعلن ونذكرك بها حيث تكون تفعيلة سباعية ثقيلة تتكون من سبب ثقيل فسبب خفيف ثم وتد مجموع لها كلمات عروضية مثل:
متعلمٌ ، ولقد أرى ، ستحبني ، وهي التي
لكن هل يظل الشاعر سائرا طوال القصيدة على الوزن متفاعلن ... متفاعلن.... متفاعلن... ؟
ألا يكون هناك بعض من الحرية في التصرف في الوزن بحيث يسهل على الشاعر المهمة؟
بالطبع هناك بعض من الحرية بحيث تستطيع أن تتحرك قليلا عن الوزن وفي نفس الوقت لا تكسره،ألا ترى أنك لو كنت تقوم بتثــبيت لوحة خشبية ذات حمالتين مستخدما مسمارين تدقــّهما في الحائط فلن يؤثر في نجاح ما تقوم به أن يتحرك أحد المسمارين ملليمترا ، أو حتى .. ملليمترين عن مكانه المتوقع؟ .............. وهكذا من الممكن للشاعر - في حدود القواعد وفي حدود المعقول – أن يتحرك بشيء من الحرية في وزن البيت ولا يكسر الوزن ولنضرب على هذا مثالا: انطق البيت الآتي وهو من بحر الكامل:

وأرى حياتك لا تكون بغيرهِ فهو الحبيب وما سواه ستعشقُ

عروضيا:
وأرا حيا تكلا تكو نـُبغـَي رهي فهول حبي بُوَما سوا هـستع شقـُو

تقطيعه:
مـتـَـفا عـلن مـتـَـفـا عـلـن مـتـَـفـا عـلـن مـتـَـفـا علن مـتـَـفـا عـلـن مـتـَـفـا علن

ثم يعـود الشاعر ليقول في بيت آخر من نفس القصيدة:
أتراك تبعد عنه بعد حنانه فتعيش في ألم شديدٍ يحرقُ

عروضيا:
أترا. كتبْ .عدُعنْ.هـبعْ . دحنا . نهي فتعي .شفي .ألمنْ .شدي .دِنْ. يحْ . رقـُو

والذي نجد فيه التفاعيل الآتية

(1) أترا. كتبْ / / / o / / o مـتـَـفـا علن
(2) عدُعنْ.هـبعْ / / / o / / o مـتـَـفـا علن
(3) دحنا . نهي / / / o / / o مـتـَـفـا علن
(4) فتعي .شفي / / / o / / o مـتـَـفـا علن
(5) ألمنْ .شدي / / / o / / o مـتـَـفـا علن
(6) دِنْ. يحْ . رقـُو / o / o / / o ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟

والذي نجد فيه التفعيلات من الأولى للخامسة والتي هي على وزن متفاعلن ( تفعيلة سباعية ثقيلة والثاني فيها متحرك ) ولكن ظهرت تفعيلة أخرى غايرت وزن: متفاعلن هي ( دِنْ. يحْ . رقـُو) وفيها يكون الثاني ( النون ) ساكنا وهي بالضبط وزن تفعيلة: / o /o / /o مسـْـتفـْعلن ( تفعيلة سباعية خفيفة ) وقد ذكرنا في فصل التفعيلة ومكوناتها أن هناك تشابها كبيرا ( وليس تطابقا ) بين تفعيلة : متفاعلن / / / o / / o ( والتي يكون الثاني فيها متحركا ) وبين تفعيلة : مستفعلن / o / o / / o ( والتي تختلف عن متفاعلن فقط في أن يكون الثاني فيها ساكنا )

وهذا الذي حدث بالتحديد ، تحرك الشاعر ملليمترا واحدا عن الوزن ، وأتى في البيت الثاني بوزن يختلف اختلافا لا يكاد يذكر عن وزن البيت الأول ، والتغـيـير الذي قام به الشاعر تحققت فيه الخصائص الآتية:
1) تغـيير لم يحدث كسرا في الوزن ويتحقق هذا من نطق البيتين متتابعين بالإنشاد :

وأرى حياتك لا تكون بغيرهِ فهو الحبيب وما سواه ستعشقُ
أتراك تبعــد عنه بعد حــنانه فتعيش فــي ألم شــديدٍ يحــرقُ

وحيث إنه لم يـُحدثْ كسرا في الوزن فهو بالتالي

2) تغيير يسمح به – بالطبع – علمنا علم العروض وهو أيضا

3) تغيير يسهّـل على الشاعر مهمته فبدلا من أن يلتزم طوال القصيدة باستخدام فقط وزن : متفاعلن يكون لديه الحرية في أن يستبدل بها تفعيلة أخرى: مستفعلن أي يكون له رخصة تبيح له مساحة من التحرك ملليمترا عن وزن البيت أي التبديل بين الوزنين بأن يأتي بتفعيلات فيها الثاني متحرك تارة وبتفعيلات فيها الثاني ساكن تارة أخرى

4) هذا التغيير لن يلتزم به الشاعر لا في موقع معـين من الأبيات المتتالية، ولا في عـدد مرات إلحاقه ،فمثلا في البيت: ( وأرى حياتك.....) لم يأت بالتغيير ذاك أبدا فجاءت كل التفاعيل من وزن متفاعلن بينما في البيت ( أتراك تبعــد عنه...... ) أتى بهذا التغيير مرة واحدة في التفعيلة رقم 6

بينما، وفي بيت آخر من قصيدة أخرى يقول شاعر العربية الكبير "ابن الرومي" :
لا تسجنـَنّ الهمّّ عندك إنه ما زال مسجونا يعذّب ساجنا
لا تس جـِنـَنْ . نـَلْ همْ مـَعِـنْ . دكـَـَإنْ نـَهـُـو. مـا زا لمـَسْ . جـُو نـَنْ يـُعـَذ ْ . ذِبـُـسـا جـِـنا

مـســتـفـ علن مـســتفـ علن مـتـَـفـا علـن مـســتـفـ علن مـســتــفـ علن مـتـَـفـا علن
أي دخل التغيير أربع مرات في التفعيلات رقم 1 و 2 و 4 و 5 لكن في بيت آخر من القصيدة يقول "ابن الرومي"
فتأمل الدنيا ولا تعجب لها واعجب لمن أضحى إليها راكنا

عروضيا: ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟ ( ......... أكمل )

ودخل فيه هذا التغيير خمس مرات في التفعيلة رقم ؟؟ و ؟؟ و ..... ( ......... أكمل )
من هنا يتبين لنا أن هناك تغييرا لا يلتزم به الشاعر وإنما هو تسهيل لا يـُحدث كسرا في الوزن ، مسموح به في علم العروض لا يـُعنى بـ موقع ولا عدد مرات دخوله على أجزء البيت هذا التغيير اسمه الزِحـَاف




ودخول المزاحف في بحر الكامل يحوّل أي جزء على الوزن متفاعلن إلى مستفعلن بأي عدد وفي أي موقع فمثلا سيقول عنترة في معلقته:
ولقد ذكرتــك والرمــاح نواهلٌ منـّي وبيض الهند تقطر من دمي
و تقطيعه : متفاعلن متفاعلن متفاعلن مستفعلن مستفعلن متفاعلن
معنى ذلك أن التفعيلة متفاعلن تحولت بزحاف إلى مستفعلن فكيف تم هذا؟
/ / /o / /o / o /o / /o بتسكين الثاني والثاني في متــفاعلن / / + /o + / /o هو الثاني من السبب الثقيل / / وقد تحولت متفاعلن إلى مستفعلن / o + /o + / /o أي تحول السبب الثقيل / / إلى السبب الخفيف /o أي أن ذلك الزحاف يلحق بثاني حرف من السبب الثقيل فيسكـّـنه
وفي الأبيات السابقة من بحر الكامل تتكرر التفعيلة متفاعلن 6 مرات أي يكون وزن تفعيلة العروض ( آخر تفعيلة في الشطر الأول) ووزن تفعيلة الضرب ( آخر تفعيلة في الشطر الثاني ) من الوزن متفاعلن / / /o / /o
** ولكن هل هذه هي الصورة الوحيدة لبحر الكامل؟ ألا توجد أبيات من وزن آخر نسميها أيضا من بحر الكامل؟
بلى إن هناك صورة أخرى لنفس البحر لكن يكون وزن الضرب فيها مختلفا :
متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعل ْ
فيها يكون وزن تفعيلة الضرب من الوزن متفاعلْ (انطقها كما تنطق متساهلْ بسكون اللام) ورموزه / / /o /o أي سبب ثقيل / / ثم سبب خفيف / o ثم سبب خفيف /o أي يكون الضرب مغايرا لكل التفعيلات الأخرى في البيت ومثالها لخليل مطران يقول :

متفرد بصبابتي متفردٌ بكآبتي متفردٌ بعنائي

متفــرْ . ردن بصـبا بتي . متفــرْ. ردن بكئا . بتي . متفر . ردن . بعنا . ئي
/ / / o / / o / / / o / / o / / / o / /o / / /o / / o / / /o / / o / / / o / o
وتفعيلاته:
مـتـَـفـا علن مـتـَـفـا علن مـتـَـفا علن مـتـَـفا علن مـتـَـفـا علن مـتـَـفـا علْ

نلاحظ - بالتأكيد - في هذا البيت ظهور التفعيلة الجديدة في ضرب البيت التي وزنها متفاعلْ
وتفعيلة متفاعلْ تفعيلة فرعية مشتقة من التفعيلة الأصلية متفاعلن وظهورها في هذا البيت هو الاختلاف الوحيد بينه وبين أبيات الصورة السابقة ( أبيات ابن الرومي وعنترة ) أي تجعل البيـتـين صورتين متشابهتين لبحر واحد هو بحر الكامل ليختار "ابن الرومي " و"عنترة " أن يؤلفا قصيدتيهما من الصورة الأولى ويلتزما بوزنها بينما اختار "مطران" أن يؤلف قصيدته من الصورة الثانية ويلتزم بوزنها ، والتغيير الذي سيلتزم به الشاعر في تفعيلة الضرب نسميه العـِلـّة ، ومن هنا نعرف أنه قد تختلف صورة من صور البحر عن صورة أخرى باختلاف وزن تفعيلة الضرب بـعلة
ولا بد من أن يجوز في الصورة التي بين يدينا نفس الزحاف الذي تحدثنا عنه في الصورة السابقة من باب التسهيل على الشاعر بتحويل متفاعلن إلى مستفعلن فسيقول البارودي من قصيدة أخرى:
واسـأله مـغفـرة لمن حلّ الثرى بالأمس فهـْـو (1) مجــيـب كـلّ مـــنادِ

عروضيا: وس أل همـغ فـرتـَن لمن حـلْ لثْ ثرا بـِلْ أمْ سفهْ ومُجــي بُكـلْ لِمـُـنا دِي

تقطيعه: مسـ تفـ علن مـتـفا علن مسـ تفـ علن مسـ تفـ علن مــتفا علن متفــا علْ

والتزمَ كما ترى بالعِلة،،،**،،، ولكن ماذا عن التفعيلة متفاعل ألا يجوز فيها زحاف؟

[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس