عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-08-2008, 08:56 PM   #9
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة DR.ali
أهلا سيدي حرازم يطرونس

وينك !

أشتقنا لردودك المتألقة منها والرامية ولا تسألني عن المعنى .

أهلا حبيب ألبي والشكر لك على ردك المعطر بنكهة بسيبيسة وقعقلة.... ولا تسألني ما المعنى فأنا أيضا لا أعرف.

أنا في الجبال.. أصول وأجول وأصطاد الأرنب والحلوف.. وفي وقت فراغي أنزل البحر. وسأستمر لأني في عطلة لمدة شهر.
وبصدق ما جعلني أنزل لأيام قليلة، هو موت درويش رحمه الله، فقد قيل لي أن قناة فلسطين الفضائية تقدم أمسيات شعرية في كل يوم، حدادا واحتفاءا بالشاعر الكبير الذي، والحق أقول لك، كان له الفضل في تحبيب وتقريب اللغة العربية إلى قلبي.
محمود درويش الذي ظل يجسد المنفى في حياته كما في مماته، شاعر فلسطين والبندقية والثورة والقهوة والزيتون، درويش الذي وصف أمريكا بالطاعون والطاعون أمريكا، ويغادرنا بغتة وقد ترك حصان الشعر وحيدا.
كان أستاذي يعتقد أن أحسن طريقة لنحب العربية ليس في استظهار القواعد الجافة أو إعراب الجمل أو تصريف الأفعال بين ماض ومضارع وأمر، وصيغ للمعلوم وأخرى مبنية للمجهول.. بل كانت طريقته هي الشعر، جاء ذات صباح متأبطا جهاز تسجيل قديم مغبر ومكسور الباب، يطل منه شريط أبيض متسخ، وبعد ضغطة على زر play انطلق صوت يصدح : سجل أنا عربي.
بعد برهة صرنا نردد القصيدة وقد حفظناها عن ظهر قلب..
ورقم بطاقتي خمسون ألف.
كل الذين ولدوا في السبعينات والثمانينات وأصيبوا بلوثة الشعر والكتابة مدينون لمحمود درويش، ولعلي أعترف أنه لولا قصائده الذي غناها مارسيل خليفة أو غيره، لما انفتحت عيناي على معجم اللغة ومنجم العربية المليء بالجواهر واللآلئ والمعادن النفيسة.
ومنذ ذلك اليوم صرت ألتهم كل ما يكتبه درويش، أحببت عكا وحيفا وريتا قبل أن أعرف مواقعها على الخريطة، أحببت فلسطين، أدمنت مجلة الكرمل، فدرويش لم يكن سيد الشعر بل إنه فارس النثر.. وأحببت كل الأصدقاء من معين بسيسو إلى سميح القاسم.
الخلاصة...
أحببت العربية.
وأحببتكم.
تحياتي.
كزهر اللوز أو أبعد.
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس