عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-12-2008, 09:44 PM   #9
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي



الشاعر هشام مصطفى


مصر

هَمْهَماتٌ على أَبْوابِ بَغداد



هَمْهَماتٌ على أَبْوابِ بغداد
كآخر ِ الفُرْسان ِ
جاءَ مِنْ زمان ِ العاشقينْ
يَحْمِلُ مِنْ سَمْتِ الليالي
وانْكِفاءِ الحُلْمِ
فُرْشاتَ السنينْ
تَرْسُمُ ...
في خَرائط ِ الوجهِ الحزينْ
ودوائر ِ النسيان ِ
والتّيهِ المُحلّى
مِنْ دُموع ِ العابرينْ
على تُرابِ الكُوفَةِ العَطْشى
إلى الحَرْفِ السّجينْ
ملامحَ الحقيقةِ المُزْجاةِ
في جَوْفِ الأنينْ
كانتْ هنا ...
تلك الأماني
والأغاني
والنَّشيدُ المُرُِّ في حَلْقِ الرّجالِ
وانْكِسارِ الحالمينْ
كانتْ هنا ...
كالغجريةِ المُوشّاةِ مِنَ التّرحالِ
والرّقْصِِ على أنْغامِ
دقّاتِ الحنينْ
كانتْ هنا ...
زنْبَقةٌ
تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ رحى التاريخ ِ حَرْفا
كلّما غارتْ حَنايَاهُ وَعى
يَحْكي لنا
كيْفَ يصيرُ الحُلمُ مِشْكاةً
إذا نادى صهيلُ الخَيْل ِ فرسانَ الرشيدِ
أوْ دَعَتْ عِشْتارُ مِنْ سيّابها
نَحْرَ الحروفِ والسُطورِ
في كؤوسِ الصّامتينْ
++++++
كآخرِ الفُرْسانِ جاءْ
يطْوي ارْتجافَ الصُبْح ِ
مِنْ ذاكَ المساءْ
كالسّنْدِباد ... شاهرا
سَيْفَ الحِكاياتِ على أبْوابِ بغْدادِ
وفي وَجْهِ الجُنودِ العابسةْ
وخَلْفَهُ
تَمْشي الخُرافاتُ إلى نارِ المِدْفأةْ
حَيْثُ الأيادي والوجوهِ المُتْعَبَةْ
و أَلْفِ عامٍ
مِنْ مَواويل الليالي الغابِرَةْ
و حِيْنَ لمْ يَجِدْ سوى
أيدي الطُفولةِ المُدلاةِ
على أَسْوارِ بابلَ الحُبْلى
بألْوانِ الدِماءْ
سوى رِماحِ الجُنْد ِ
في صَدْرِ الرّجال ِ تصْطلي
تَبْحَثُ عَنْ نُبوءة ٍ
و عَنْ وَليد ٍ لمْ يَزَلْ ...
يَقْبِضُ في كَفّيْه ِ أَسْرارَ البَقاءْ
سوى ذراع ِ الموتِ ... آتٍ
يَحْصُدُ البَسْمَةَ مِنْ عَيْن ِ المُنى
يَشْرَبُ مِنْ دَمْع ِ الثَكالى
والصّبايا كأسَهُ
يَصْنَعُ مِنْ جَماجِم ِ الغُلْمانِ
إكْليلا على رأس ِ الفناءْ
سوى نَهار ٍ أعْرج ٍ
أعْمى الخُطى
مَسْمولة ٍ عَيْناهُ مسْحوق ِ السناءْ
لمْ يَبْقَ مِنْها غَيْرُ حُلْمٍ حالكٍ
يأوي إلى كَهْف ِ الرّجاءْ
أخْرَجَ سيفا ومضى
إلى جِدارِ الصّمْتِ و الموْتِ المُسجّى
في تراتيل ِ الشّتاءْ
كالأنبياءْ
ترى طريقَ الحقِّ مزروعا
بألوان ِ الشقاءْ
ترى زمانَ القَهْر ِ لنْ
يَرْحلَ إلا بالفِداءْ
ترى وليدَ الفَجْر ِ لا يأتي به
سوى ذراع ٍ مِنْ ضياءْ
سارَ كعاشق ٍ إلى
ذاك اللقاءْ
++++++
بَغْدادُ
يا أيّتُها القِدّيسةُ المُلْقاةُ
في ليلِ زوايانا
وفي حِجْرِ الزّمانْ
أيّتُها المَصْلوبةُ الصُغْرى
على أعْتابِ حُلْم
باتَ في خاصرةِ الفُرْسان ِ
نَصْلَ خِنْجَر ٍ
وفي زَمان ِ العُهْر ِ
نِبْراسَ الجِنان ْ
أيّتُها البَتولُ
في عَصْر ِ تخاذل ِ الكُماة ِ
والرّمُاة ِ
وانْتِفاء ِ الحُبِّ مِنْ معنى الأمانْ
جِئْناكِ
نَرْجو أنْ يَعودَ الغائبُ المَوءودُ
مِنْ حُضْنِ خَطايانا
إلى طُهْر ِ المكانْ
نَمْحو بكِ الخِزْي الذي
ينْخُرُ في عِظامنا
كيْ نَنْزَعَ الآثامَ عَنْ
عَجْزِ الأيادي وانْتِكاساتِ الرِّهانْ
كيْ لا يَعودَ الفارسُ المَنْشودُ
مَكْسورَ السِّنانْ
كيْ تُصْبحي تَكْبيرةَ الإحْرام ِ
في جَوْف ِ الدُجى
إنْ جاءَ يحبو مِنْ غَد ٍ
صَوْتُ الأذانْ
كيْ نَشْتَهي طُهْرَ المكانْ
شعر/هشام مصطفى






هشام مصطفى
عمان / الوافي والكامل





السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس