عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-05-2010, 07:51 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
عند تصفحي في مواقع الإنترنت بحثًا عن قدر أكبر من المعلومات عن الشاعر المصري عبد المنعم عواد يوسف وجدت العديد من المقالات والدراسات تتعلق بأعماله الأدبية ورؤيته الفنية ، وسيرته الذاتية وغير ذلك ، وكان من عجيب المفارقات أن أجد تعليقًا على قصيدته (وكما يموت الناس مات) لكن لناقد آخر وهو الأستاذ الدكتور حسين على محمد ، فلم أجد إلا أن أضعها بين يدي القراء للإفادة حتى يشاهد القارئ كيف تتعدد الرؤى والزوايا في النظرة إلى القصيدة الواحدة، وكل ذلك من شأنه تفتيح أذهان وقرائح القراء على العديد من الصور الفنية والإبداعية الراقية ..
***
(1)
تعدُّ المفارقة التصويرية إحدى السمات الفنية في الشعر العربي المعاصر، وكان أول من تنبّه لها الدكتور علي عشري زايد في رسالته للدكتوراه التي ناقشها في مطلع السبعينيات، في كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة، والتي طُبعت عام 1978 في ليبيا بعنوان "استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر" حينما تحدّث عن قصيدة أحمد عنتر مصطفى المنشورة في مجلة "الآداب" ـ نوفمبر 1972م بعنوان "أوراق مطوية من مذكرات سيف الله المغمد" حيث قال: يستغل الشاعر شخصية القائد المسلم خالد بن الوليد … لإبراز روح المفارقة بين روح الجهاد المتوقدة التي كانت تضطرم بين أضلاع المجاهد القديم وروح الضعف والانكسار التي تسري في أوصال خَلَفه، والشاعر هنا يُبرز المفارقة منذ عنوان القصيدة، فخالد بن الوليد الذي يتحدث عنه ليس "سيف الله المسلول" وإنما هو "سيف الله المغمد"، إنه ليس ذلك البطل المنتصر الذي لم يُهزم في حرب قط، وإنما هو خالد معاصر، بلغت الهزيمةُ نخاعَه، حتى أنه ليشرب نخب انتصار عدوِّه:
أوّاهُ يا مخزومْ
الشَّوْكُ في الحُلقومْ
والقائدُ المهزومْ
يشربُ نخْبَ الرُّومْ

ثم أصدر الدكتور علي عشري زايد كتابه "عن بناء القصيدة العربية الحديثة"، وخصص فيه فصْلة لدراسة المفارقة التصويرية درس فيها نماذج لبدر شاكر السياب، وممدوح عدوان، وحامد طاهر، ونزار قباني، وأحمد عنتر مصطفى، وصلاح عبد الصبور، وأمل دنقل، وعز الدين المناصرة.
وقد اشتركت مؤخراً في مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من بدرية السحيباني التي أعدتها بإشراف الدكتور مسعد بن عيد العطوي بعنوان "المفارقة في الشعر العربي المعاصر"، في 314 صفحة من القطع الكبير، ورغم أنها تعرّضت لشعراء كثيرين من السعودية، ومصر، واليمن، والعراق، وسورية، والسعودية، والسودان ومن أقطار أخرى .. إلا أنها لم تذكر ـ ولو لمرة ـ نموذجاً واحداً لعبد المنعم عواد يوسف، رغم وجود المفارقة التصويرة في كثير من قصائده.
وكم كنت أتمنّى أن تُشير إلى "المفارقة التصويرية" عند عبد المنعم عوّاد يوسف لسببين:
الأول: أنه يُعدُّ رائداً من روّاد الشعر العربي الحديث، فهو "أحد الذين أسهموا في حركة الشعر الحديث في الخمسينيات يوم أن نشر قصائده الأولى في مجلة "الرسالة" ومجلة "الآداب" البيروتية".وقدّم قصائد عذبة في شكل شعر التفعيلة، لم تبتعد عن الإيقاع، والتقفية التي تتكرّر في قصائده تُكسب قصائده حسًّا موسيقيا عذباً آسراً.
الثاني: أنه أحد الشعراء الذين تبرز في شعرهم المفارقة في صورة جلية، ويمكن من خلال المفارقة عنده أن نتعرّف على إحدى التقنيات الجديدة في القصيدة المعاصرة.
وسوف نتوقف أمام بعض قصائده التي تتجلّى فيها "مفارقة السياق" في ديوان "وكما يموت الناس مات".
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس