عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-11-2023, 11:26 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,012
إفتراضي

وتحدث عن كيفية حدوث الهستيريا وأسبابها فقال :
"طريقة حدوثها وأسبابها:
تبدأ الهستيريا الجماعية عندما يكون فرد ما مريضاً أو مصاباً بـ هستريا خلال فترة من الإجهاد، وبعد أن تظهر الأعراض الأولية عليه تبدأ أعراض مشابهة بالظهور على الآخرين مثل الغثيان ووهن بالعضلات أو النوبات أو الصداع.
لم يوجد لملامح الهستيريا الجماعية أي سبب معقول حتى الآن فأعراضها غامضة وتتصاعد على نحو سريع في الحالات، وتنتشر غالباً على مد النظر في الأماكن بين الناس وعدد الحالات يكون أعلى في الإناث وأولئك الذين يحظون بالكثير من الخدمات الطبية، وغالباً ما تعزى مشاهدات الـ "معجزات دينية" إلى الهستيريا الجماعية بحسب رأي النفسانيين."
بالطبع تلك الهستيريا وهى رد الفعل المرضى إما أن تكون تقليدا بمعنى أن أول واحد يظهر رد الفعل يقلده من فى المكان كالصراخ والصوات من الفتيات أو حالات الاغماء الجماعى التى تلى الاغماء لأول واحد وإما أن يكون خداعا ممن يقومون برد الفعل الأول حتى يؤثر فى البقية وهذه الطريقة يتبعها أصحاب الطرق والمذاهب فى الغالب
وأما فى بعض الحالات فقد لا يكون هستيريا وإنما سبب حقيقى كوجود غاز أو مادة ما تؤثر على الجسم
وذكر الرجل أمثلة لما اعتقد أنها حالات هستيريا جماعية فقال :
"أمثلة من العالم
كلما انتشرت أفكار غير عادية بين السكان اشتعلت الهستيريا الجماعية حيث يمكن أن تندلع في أي مكان وفي أي وقت بدءاً من المجتمعات التي يقال عنها أنها "مجتمعات معقدة " إلى أقصى الأماكن الريفية النائية، فالهستيريا الجماعية جنون يغذيه حاجة الإنسان الفطرية لتجاوز واقعه الدنيوي ونذكر فيما يلي أمثلة:
1 - طاعون الرقص (1518 - فرنسا)
في يوليو 1518 حدثت حالة من هوس الرقص في ستراسبورغ - فرنسا، حيث ذهب الكثير من الناس إلى الشوارع وبدأوا يرقصون دون راحة. وفي غضون شهر انضم ما لا يقل عن 400 شخص في الرقص وعوضاً من تقديم سبل العلاج لهم شجعت السلطات على المزيد من الرقص حيث تم فتح مقرين من النقابات وسوقاً كان للحبوب بهدف توفير مساحة لمزيد من الراقصين، حتى أنهم أقاموا خشبة مسرح لهذا الغرض. والسبب الذي دعى السلطات إلى فعل ذلك ناجم عن ظنهم بأن الراقصين سيتعافون فقط إن استمروا برقصهم ليلاً ونهاراً لكن في نهاية الأمر مات معظم هؤلاء الناس نتيجة لنوبات قلبية أو سكتات دماغية، أو من الإرهاق.
ويعتقد في السنوات الأخيرة أن مرض الجمهور ذو المنشأ النفسي Mass Public Psychogenic والتسممم بفطر أرغوت (مرض يصيب الحنطة) والاضطرابات العصبية تفسر "طاعون الرقص" هذا"
والحكاية التى حكاها غزال إن كانت صادقة لا تعدو أن تكون أحدهم ألقى فى نفوس الناس أن السعادة هى فى الرقص المستمر وأنهم سيدخلون الجنة أو أحد أخر خبيث أعلن عن جائزة كبرى لمن يستمر فى الرقص لأطول مدة وهكذا ماتوا حتى يمتلك ذلك الخبيث ما يريد من دورهم وأملاكهم
ثم قال :
2 - جزار هاليفاكس (1938 - إنجلترا)
في نوفمبر 1938 وردت سلسلة من الإبلاغات عن حدوث هجمات على السكان المحليين وكان معظمهم من النساء في هاليفاكس - إنكلترا، حيث زعم الضحايا أنهم تعرضوا للهجوم من قبل رجل غامض يحمل مطرقة وإبزيماً ساطعاً على حذائه.
وبعد أن جاء العديد من الضحايا مدعين تعرضهم للهجوم من قبل هذا الجزار اعترفت إحداهن أنها افتعلت إصابتها، وفي وقت لاحق اعترف ضحايا أخريات بنفس الأمر، فرفضت الشرطة مناقشة القضية بعد أن رأت أنها عبارة عن "هستيريا جماعية ".
3 - حرب العوالم (1938 - الولايات المتحدة الأمريكية)
كانت "حرب العوالم" The War of the Worlds دراما إذاعية أمريكية بثت عبر الراديو في 30 أكتوبر 1938 وهي دراما تستند إلى قصة ألفها هـ. ج. ويلز تدور حول غزو المريخيين لكوكب الأرض.
كان ثلثا مدة العرض الذي استغرق 60 دقيقة بشكل سلسلة من النشرات التي تشبه في طريقة عرضها نشرات الأخبار الاعتيادية مما جعل العديد من المستمعين يعتقد أن هناك غزواً فعلياً من قبل مخلوقات قادمة من كوكب المريخ وفي طريقها الآن نحو الأرض، ولما سمع بعض المستمعين جزءاً من البث فقط وفي جو كانت تسوده موجات من التوتر والقلق بين الدول قبل بدء الحرب العالمية الثانية بقليل اعتبروها بث لنشرة أخبار فعلية.
فذكرت الصحف أن موجة من الذعر تلت ذلك البث، وكان الناس يفرون من المنطقة، وقال البعض أن بإمكانهم شم رائحة الغاز السام، أو يمكنهم رؤية ومضات من البرق من مسافة ودعا بعض الناس شبكة سي بي اس والصحف أو الشرطة لبيان الغموض في نشرات الأخبار فكانت هناك حالات من الذعر في جميع أنحاء الولايات المتحدة نتيجة للبث خصوصاً في نيويورك ونيو جيرسي. كانت هناك تكهناً بأن هذه الحلقة بأكملها والتي جرى بثها بمثابة تجربة للحرب النفسية قامت بها حكومة الولايات المتحدة، على أية حال أصبحت حرب العوالم وموجات الذعر أمثلة من الهستيريا الجماعية والأوهام التي تنتشر بين الحشود.
4 - وباء الضحك (1962 - تنزانيا)
في تنغانيكا - تنزانيا من عام 1962 اندلعت هستيريا جماعية أو مرض الجمهور ذو المنشأ النفسي MPI حيث قيل أنها حصلت في قرية تطل على الساحل الغربي لبحيرة فيكتوريا.
في البدء كانت نكتة قيلت في مدرسة داخلية وهذه النكتة أثارت مجموعة صغيرة من الطلاب فبدأوا بالضحك فانتشر الضحك وانتشرت كثيراً حتى لم يعد بإمكان طلاب المدرسة بأكملها التوقف عن الضحك وفي نهاية الامر تم إغلاق المدرسة.
لكن القصة لم تنتهي هنا، إذ أن الضحك انتشر إلى القرى المجاورة والمدارس وتأثر به الآلاف من الناس وبعد مرور 6 الى 18 شهراً على بدء تلك الظاهرة العجيبة انتهت.
5 - وباء يونيو الحشري (1962 - الولايات المتحدة الأمريكية)
في شهر يونيو من عام 1962 انتشر مرض غامض في قسم صناعة الملابس من مصنع للنسيج في الولايات المتحدة وشملت أعراضه: الخدر والغثيان والدوار والتقيؤ وقيل أن حشرة بإمكانها لسع ضحاياها ومن ثم ينتج عنها تلك الأعراض المذكورة سريعاً.
جرى تشخيص 62 موظفاً بهذا المرض الغامض فيما نقل بعضهم الى المستشفيات وذكرت وسائل الاعلام هذه القضية وبعد التقصي الذي قام به عدد من الأخصائيين والخبراء من مركز خدمات الصحة العامة الامريكية للأمراض المعدية خلصوا إلى استنتاج مفاده بأنها حالة "هستيريا الجماعية ".
بينما اعتقد باحثون أن بعض العمال تعرضوا للسعات من الحشرة التي من المرجح أنها سببت هذه الأعراض مع أنه لا يوجد دليل على الإطلاق أن حشرة يمكن لها أن تتسبب بحدوث أعراض تشبه أعراض البرد (المذكورة أعلاه) كما لم تشاهد أبداً أية أدلة على آثار لسعات على العمال. تفوح من جسمها وكان في دمها بقع ملونة وينبعث منها رائحة تشبه رائحة الأمونيا.
وبعد فترة قصيرة أصيبت الممرضة بالإغماء وحذا حذوها عدة موظفين من الطاقم الطبي واعلنت حالة الطوارئ وتم اجلاء المرضى من كافة غرفة الطوارئ الأخرى وبقي طاقم صغير من الموظفين مع راميريز للمحافظة على استقرار حالتها ومع ذلك ورغم 45 دقيقة من التنفس الإصطناعي عبر الفم CPR والصدمات الكهربائية أعتبرت غلوريا راميريز ميتة من الفشل الكلوي المتعلق بمرض السرطان المصابة به.
وقد شملت التفسيرات ما يلي:
" الخليط من المواد الكيميائية والأدوية التي أخذتها راميريز تحول إلى سم، والعاملين في المستشفى خلطوا عن خطأ في استخدام الادوية ولذلك حاولوا التستر على هذه الحادثة أو ما نتج من ردود فعل عن الكيماويات عن طريق استخدام بول ممزوج مع مادة مبيضة في بالوعة قريبة مما أطلق غازاً ساماً ".
ومع ذلك سيكون من الأسهل أن تفسر تلك الحادثة على أنها حالة من "الهستيريا الجماعية"، حيث أصيبت أول ممرضة بطريقة ما ثم أثر على بقية الطاقم فأصبح الكل معتلاً.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس