عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-07-2011, 05:44 PM   #45
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

ومنذ تأسيس جمعية الثقافة الاجتماعية في أوائل الستينات كانت تحاول التغطية على نشاطها غير المرئي بمطالبات تجعلها تكسب مزيداً من الأتباع الشيعة ، فاقتصرنشاطهاعلى المطالبة بإنشاء مزيد من المساجد الشيعية والحسينيات، ولم يشارك أعضاءالجمعية بأي نشاط سياسي محلي، كما لم يشاركوا في الإمضاء على أي بيان سياسي يتعلقبالأوضاع المحلية والقومية، وكان موقفهم موقف المتفرج ولكن بعد الثورة الإسلامية في إيران تمكنت مجموعة من المؤيدين لخط الإمام الخميني والمتمركزين في مسجد النقي منالسيطرة على مجلس إداراته. وتحقق أول ظهور سياسي للجمعية أثناء تجمعات 'مسجد شعبان' التي حدثت بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عندما دعا السيد أحمد عباس المهري،ابن السيد عباس المهري، إلى اجتماعات حاشدة في 'مسجد شعبان' الذي يقع داخل مدينةالكويت في حي الشرق والذي كان شيعة الكويت يتجمعون به كسكن لهم حتى يكسبوا قوة سكانية في تلك المنطقة كما يتجمع شيعة لبنان في الضاحية الجنوبية وشيعة العراق في جنوبه . ولعبت الجمعيةدورا رئيسيا في حشد أبناء الشيعة لهذه التجمعات. وقد اتصفت تجمعات مسجد شعبان بطابع طائفي سواء بالنسبة الى الحضور الذي اقتصر على بعض الجماعاتالشيعية في الكويت أو بالنسبة الى المواضيع التي طرحت في هذه الاجتماعات مثلالمطالبة بفتح مزيد من المساجد والحسينيات والمطالبة المتكررة بإعطاء حريات أكثر للشيعة ،وهو الشعار الذي ترفعه جميع الأحزاب الشيعية الكويتية وغير الكويتية لتحقيق مطالب لاتنتهي عند حد بزعمهم أن الشيعة يشعرون بهضم حقوقهم في تقلدالمناصب القيادية في الدولة.
أما التيار الشيعي الثوري المتأثر بخط الخمينيفكان هدفه أبعد من ذلك وهو التمهيد لزعزعة نظام الحكم في الكويت تماشياً مع مخطط الخميني الذي أسس لمبدأ تصدير الثورة الإيرانية للدول السنية ،ولما كان من الصعب على أتباع هذا التيار الشيعي القيام بذلك لوحدهم نظراً لقلة عددهم ،فقد قاموا بطرح شعارات عامة حتى يشاركهم السنة ،وخاصة اليساريون منهم ، في زعزعة نظام الحكم هؤلاء . فأخذوا يروجون بأن القضية ليست موضوع حقوق الشيعة المتعلقة ببناء الحسينيات والمساجد وإنماالموضوع الأساسي هو موضوع الوضع غير الديموقراطي الذي تعيشه الكويت واتفقوا على أن تكونالمطالب والشعارات التي ترفع في هذه المرحلة شعارات ومطالب وطنية تشمل كل القوىالسياسية والاجتماعية في الكويت. ويعد هذا تطورا جديدا بالنسبة لشيعة الكويت. حيثتحول مسجد شعبان مركزا لتجمع الشيعة والقوى غير الشيعية ،وهنا شعرتالسلطة السياسية بخطورة الموقف وان هذه الاجتماعات ليست مجرد اجتماعات مقتصرة علىالطائفة الشيعية، ومحصورة في مطالب طائفية، لكن الهدف منها هو التحول الى تحرك جماهيرييرفع شعارات وطنية للسنة والشيعة خاصة بعد مشاركة المعارضة المتمثلة في التياراليساري والليبرالي وبعض اعضاء جمعية الخريجين وجمعية المحامين ورموز العمل السياسي الذين يحلوا لهم أن يكون لهم في كل عرس قرص. ومن هؤلاء الدكتور احمد الخطيب الذي القى خطابا في الجموع المحتشدة في مسجد شعبان.
وبعد فشل الحكومة في ايقاف هذه الاجتماعات بالطرق السلمية قامت في التاسع من سبتمبر على اعتقال عدد من منظمي هذه الاجتماعات بتهمة تنظيم تجمعاتسياسية واثارة الشيعة في الكويت، وكان من بينهم قيادات من جمعية الثقافة، وسارعتالى سحب الجنسية من السيد عباس المهري وجميع افراد عائلته فاختاروا الرجوع إلى موطنهم الأصلي في ايران ( وهم لايمتون بصلة لسيء الذكر محمد باقر المهري المعروف بنشاطه الصفوي في هذه الايام ). كما تم سحبجوازات ثلاثة من منظمي هذه الاجتماعات بتهمة تنظيم تجمعات سياسية واثارة الشيعة فيالكويت.ونتيجة لأعمال العنف التي حدثت في الكويت في الثمانينات منالقرن الماضي، ووضع متفجرات في أماكن مختلفة من البلاد وثبوت التهمة على بعض أعضاء الجمعيةبتورطهم في هذه الأحداث . فقد قام بعض المتهمين بأعمال العنف بعقد اجتماعاتهم التنظيمية داخلالجمعية لإثارة الشيعة ضد الحكومة ، فقامت السلطات الحكومية على اعتقال عدد من الكويتيين الشيعة ووجهت لهماتهامات بأنهم وراء أعمال العنف التي حدثت في الكويت واتهمتهم بانتمائهم إلى 'حزبالله - الكويت' و'حزب الدعوة الإسلامية' وتعاونهم مع'المجلس الأعلى للثورةالإسلامية في العراق' الذي يتخذ من إيران مركزا له، وأودع عدد منهم ممن صدرت عليهمأحكام في السجن المركزي. على ضوء هذهالتطورات أقدمت السلطات الأمنية في الكويت على اعتقال عدد من الشيعة الكويتيين، وحلمجلس إدارة الجمعية المنتخب وتعيين مجلس من قبل وزارة الشؤون الاجتماعيةوالعمل لتولي إدارة الجمعية. وقد تم إغلاق الجمعية عام 1989 ، أي قبل غزو صدام للكويت بسنة واحدة ،ولكن الشيعة أقنعوا الحكومة فيما بعد بإعادة فتح الجمعية ، بعد تظاهرهم بالموالاة لها.
وجدير بالذكر أن من كان منهم بالسجن تمكنوا من الهرب أثناء فترة الاحتلال العراقي، وشاركبعضهم في قتال العراقيين بأوامر إيرانية للإنتقام من الجنود العراقيين الذين حاربوا إيران لمدة 8 سنوات تقريباً ، بينما فر البعض الآخر منهم إلى إيران واستقر بها حتى إذا مانتهى الإحتلال العراقي للكويت عادوا بأفكار أشد تطرفاً وارتباطاً بالحرس الثوري الإيراني .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس