عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-10-2009, 09:55 PM   #409
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

اكره الحدود والقواعد ..
كما اكره نفسى المتمرده ...
التى تؤرقنى وتحيل حياتى الى جحيم لا يطاق!
من الممكن أن أجعل كراهية الحدود والقواعد مدخلاً لمناقشة العمل الأدبي ، إذ أن الحدود والقواعد هنا تأتي لتعبر عن ما يمكن نسميه(أتيكيت) في الحب.
وهذه القواعد تعد مصدر أرق وضيق لما تقيد به الحب ، لهذا تأتي رؤية تعبر عن حب غير تقليدي ، سواء على صعيد الطبيعة الإنسانية للمحبوب أو المواقف وردات الأفعال تجاه
المشاعر الإنسانية المختلفة.إن عصرنا يموج بالكثير من ضروب التمرد ، تمرد على التقاليد المعتادة تمرد على الثقافة تمرد على الهوية تمرد على الحب وكيفية التواصل من خلاله . ومن خلال هذا التمرد يصل الانفعال ليتمرد على النفس ، وإزاء هذه الحالة المتوترة ابتداء يكون الحدث سريعًا متماشيًا مع إيقاع العصر وأحداثه وهذا الحدث الذي تدور حوله الخاطرة وإن كان تقليديًا إلا أنه ينبغي أن يحمل فكرة غير تقليدية لتحقيق معنى التمرد المنشود .

.....
سؤال يتجول فى روحى دون توقف
لماذا اتيت؟؟
الخطاب إلى المحبوب والذي يعد الشغل الشاغل لمن تتحدث الكاتبة على لسانها ، ومع بدء الحديث تتضح خبايا هذا الانفعال وكلمة لماذا أتيت تعطي انطباعًا بأننا أمام حالة معاودة مجيء أو طرد أو خصام تبِعه قدوم الشخص الذي تحول إلى (مغضوب عليه) مرة أخرى، وعلى هذا فلابد أن تكون سيرورة الخاطرة في اتجاه يفسر هذا السبب وربما يجد كل كاتب له تأويلاً مختلفًا في ضوء طريقة فهمه النص الأدبي والتعبير عنه.
........

حين بدات بترويض احلامى
واقنعتها ان المستحيل يظل مستحيل
اقتحمت المعركه
واشعلتها ضدى
كان جميلاً تعبير ترويض الأحلام ، والترويض لا يأتي إلا إذا كان هناك تمرد ما ، والذي يحسب للكاتبة أنها جعلت للأحلام سمة حيوان متوحش ، وهذا التناقض لصورة الحلم الوردية يحدث مفاجاة للمتلقي ويجعل فلسفة الحياة ومعانيها مختلفة لديه في تعبير ابتكاري يظهر ماهية النفس وهي ترويض الأحلام .وترويض الأحلام يقصد به النظرة الواقعية لذلك كانت الجملة أقنعتها أن المستحيل يظل مستحيلاً كانت زائدة لأن هنالك ما يفسرها .والخطاب يبدو أنه للمحبوب القريب أكثر مما يبدو أنه للبعيد وذلك لعدم وجود أدوات نداء كما أن عبارة لماذا أتيت تعطي الانطباع بالحضور والتواجد الآني .!
.......

فارس انت
لكنك لم تات رافعا السيف لتحمينى
بجنون لا ارض له
اقتحمت قلبى
والقيت السلام!!
البدء بنعت المخاطَب بالفروسية جاء يعبر عن حالة من التدليل أو المدح وأتت المفاجأة في الأداة لكن وفي رأيي أن هذه الأداة كان من الممكن الاستعاضة عنها بحيث يبدو النص مفاجأة في دلالته بدلاً من كلمة لكن التي تعطي التهيؤ لدى القارئ بحالة كان يتوقعها وهذا أفسد عنصر المفاجأة .ويحسب للكاتبة أنها ما زالت محافظة على خط التمرد والذي هو نقطة انطلاق النص ، فالجنون هو المطلب وهذا يتماشى مع التمرد على الذات .إنه تعبير عن عصر انقلبت فيه الأفكار والموازين حتى صار الجنون الخلاص النهائي من متاعب العقل والقواعد .وكانت جملة جنون لا أرض لها تعبيرًا مجازيًا عن شدة الاتساع ، وهذا يحسب للنص ، فلم تقل الكاتبة بجنون كالسماء ، وإنما تبدو الغاية في التحليق إلى أعلى حيث لا جاذبية تحد غمرة هذا الحب والنشوة المعلقة في الفضاء.
تبدو الحِرَفية في كلمة ألقيت السلام ، والتي تدل على سلوك عادي وعلى مكانة المحبوبة وهي أنه حب عابر ، والجميل أن تتمازج اللغة الفصحى في دلالتها الحرفية مع العامية في دلالتها الماورائية لتأتي كلمة ألقيت السلام كلمة عربية فصيحة لكنها في الإطار العامي تأتي للتعبير عن الأشياء العابرة ، ويبدو التركيب اقتحمت قلبي وألقيت السلام معبرًا عن شيء منتظر بعد الاقتحام فإذ به أمر بسيط للغاية مما يجعل التضحية الممثلة في قبول الاقتحام تضحية مهدرة.إنه لسان الأنثى الغضوب على هذا المحبوب الذي يمارس لعبة الأنثى ويبادلها الموقع بطريقته الخاصة ، فيجذبها إليه ولكنه لا يروي غليلها ، فلا هو كان غائبًا ولا هو كان حاضرًا معها على الشكل الذي كانت تتمناه .
......


ان اخبرتك انى احبك
فانتظر
حتى تسمع
ولكن؟؟؟
.......

ان اخبرتك انى ارفضك
فااغضب
وحدثنى عن كرامتك
وكبريائك
وانسحابك من المعركه
وحين تهدأ

كان هذا الجزء زائدًا معبرًا عنه بألفاظ أخرى أكثر إيجازًا
انظر الى البحر بعينى
وحيرتى تسبح بلا مرفأ..
اتسم هذا الجزء من النص بمراعاة النظير الحيرة السابحة التي يقابلها المرفأ والمرفأ هو الاستقرار النفسي الذي تنشده
.....

دعنا نتحدث عنهم
ونغرق فى حروف فارغه
انا وانت
لا يحق لنا التوحد
ختام جيد للعمل ، إذ أن استدعاء المخاطب للحديث عن الآخرين كان يعبر عن سخرية به ، فكأنه هو سيد من يتحدثون عن غيرهم ، طالما تحدث عن غيره فالمؤكد أنه يختلف عنهم لكن العجيب والمفاجئ أنه كان مثلهم لذلك كلمة عنهم تأتي مقصودًا بها عنك أنت واستخدامها بهذا النسق يدل على غيابه من القلب ، حتى إنها في حضرته لا تتحدث عنه ولكن تتحدث عن آخرين وتسقط سماتهم عليه .وميز النص الختام القوي وكان البدء بالضمير أنا لتأكيد أسبقيتها عنه ، فهو مرة يصنف كجماعة غائبة ومرة أخرى يأتي اسمه متأخرًا عن المحبوبة .
وجاء التعبير التوحد الذي لا يتحقق أو لا يحق قويًا معبرًا عن محصلة العلاقة غير الناجحة. وكانت هذه العبارة في نهاية الجملة لتؤكد التلاشي الذي يحيط علاقتهما معًا ، ففي كل الحالات هو غائب
النص اتسم بالهدوء والتركيز وإن كان يعيبه بعض التداعي في التعبيرات الزائدة ، كما أن معنى التمرد كان فاعلاً فيه حتى النهاية والتي تحمل تمردًا على إمكانية التعانق الوجداني وعنوان كراكيب وجع كان متسقًا مع الموضوع ، إذ أن الكلمات هي الكراكيب وتفقد -لدى الكاتبة- قيمتها بينما يتحدث الوجع بلسانه الفصيح فالكراكيب هي الجسم والوجع هو الجوهر وهو الذي أدى بالكاتبة إلى إدراج هذه الخاطرة .
عمل جيد بحاجة إلى بعض الأدوات المساعدة لاكتمال قوته . دمت موفقة باركك الله . .
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس