عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-07-2008, 02:38 PM   #4
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

إنتفاضـةُ الجــرَّافات

حامد بن عبدالله العلي

من عجائب زمانــنا هذا الصمت العربي والعالمي المتواطـىء مـع الجرافات الصهيونيـة وما اقترفته ، وما تقترفـه كلَّ يوم ، طيلة عقـود من الزمـن ، من حفر تحت أساسات المسجد الأقصى ، وماحوله من الآثار الإسلامية ، ومن هدم بيوت الفلسطينيين على رؤوسهـم ، والعبث بمقابرهـم ، إلى جرف أراض زراعية شاسعة لبناء المستوطنات ، أو لإقامة جدار الفصل العنصري ، أو لتشييد مشاريع الإستيطان الأخـرى ، حتـى بقيت الجرافـة الصهيونية عقودا من الزمن هـي أبغض الآلات في الوجـود إلى الشعب الفلسطيني ، يشبُّ الأطفال ، ويشيب الكهول وهم يرونها تعيث في أرضهم فساداً ، وإفساداً ، وتهـلك الحرث و النسل .

ولكن لمـا قرر حسام دويـات أن يوجـه الجرافـة وجهتها الصحيحة ، ويذيق حفـنة من الصهاينة بعض ما يذوقه شعبٌ بأكمله يرزح تحت جرافات الظلم والعنصرية ، لما قرر ذلك في وسط القـدس ، استيقظ الصامتون ، مطلقيـن صيحات الإستنكار !!

أجمـل مافي الشعب الفلسطيني أنَّه لايزال في جعبته الإبداع إذا نفد من الآخـرين ، فهذه أول مرة ـ فيما أعلم ـ يتم تحويل الجرافـة إلى سلاح حربي مدمّـر يكبد العدو خسائر فادحة ، مستفيـداً من عنصر المفاجأة بطريقة لم يسـبق إليها

وأما رسالة جرافـة حسـام دويـات فهـي جـدّ مهمّـة ، إنّه يقول للصهاينة : إنّكـم هنا في الأرض التي اغتصبتموهـا ، ستبقون في كابوس دائم ، ففي أيـّة لحظـة قد يتحول ما حولكـم إلى سلاح نقاتـلكم به لنطهَّـر أرضنا من رجسكـم ، ونحن الذين صبـرنا ستة عقود ولم ننهـزم ، سيأتـي اليـوم الذي نجرفكـم فيـه ، هكذا كما أجـرفكم الآن من أمامي ، فلا تجـدون مهربا ، وليس لكـم إلى المفـر من سبيل .

وهذه الرسالة التي أطلقها حسام بأسلوب متميـز ، يجب أن تعمـم على أمتـنا من أقصى الشرق إلى أقصى الغـرب ، فهذا العدوِّ البغيض الذي احتـل فلسطين ، وهو وراء إحتلال كلّ بلاد الإسلام ، والمحرض على كل الهجوم على أمتنا ، يجب أن يجُـرف إلى حيث أتى ، هذا هو الحـلّ ، وليس ثمـة حـل سواه .

كمـا تجُـرف قبل ذلك جميع مشاريعه التي وزعها على العالم العربي بواسطـة أولياءه من الزعامات الفاسدة ، أو الإحتلال الأمريكي .

مشاريع التطبيع ، والتمييع ، والتسليع.

التطبيع مع أعداء الأمـة الباغين عليها ، الساعين فيها فسادا ، تحت شعارات كاذبـة تُدعـى حوار الأديان تارة ، والإنفتاح الثقافي تارة ، والتواصل الحضاري تارة ، وهـي كلَّها إمـَّـا من الحقِّ الذي يُبتغـى من وراءه الباطـل ، أو التلاعب في الألفاظ ، وخداع المصطلحات التي يريـدون به مكـر السوء .

والتمييع لعقيـدة الإسلام التي ترفض تبعيـِّة المسلم لغيـره ، وتفرض عليه أن لايجعل للكافرين على المؤمنـين سبيـلا ، لا في الهوية ، ولا في الثقافة ، ولا في القرار السياسي ، ولا غيره .

والتسليع لكل شيء في الحـياة تحت شعـار العولمة ، واستبدال القيم ، والشيم ، بما يسمونه زوراً وخداعـاً مشاريع التنمية الإقتصـادية ، لتحويـل كلِّ قيمـنا ، حتى هويَّتـنا ، إلى سـلع تُباع وتشتـرى في سـوق تجمـعنا مع الصهاينـة ، وها نحن نرى بداية وعودهـم هذا التضخم ، وذلك الفقـر ، وانتشار البطالة ، وخراب الديـار !

فالواجـب أن نتعـلم من جرافة حسـام دويـات ، تأسيس مشاريع جرافات كُبـرى تزيـل كلَّ هذا الخبـث المركـوم في أمـتنا ، خبث الإنهـزام النفسي ، والانقياد الأعمـى وراء شعارات صنعها العدوُّ لنـا ، وما هـي إلاَّ أوهـام يلهينا بهـا عن جهاده ، وخبث الخـوف من مقاومـة طغيانه ،وخـبث الإستسلام لمخططاته .

فلنمتـط صهـوة اليقيـن ، ولنلبسْ لامـة الأمـل ، ولنُشهـرْ سـلاح الصبـر ، حتى تنجـلي عن أمتنا هذه الحملـة الصهيونية الخبيثة ، المتحالفة مع الصليبية الحاقـدة ، وهي بـلاريـب منقشـعة ، مجروفـة بجـرَّافة الجهـاد في سبيل الله تعالى ، الذي وعدنا الله تعالى أن لايتوقـف حتى تقاتل آخر مواكبه الدجال مع جيشه اليهـودي .

والله غالـب على أمره ولكن أكثـر الناس لايعلـمون
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس