عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-10-2009, 12:35 PM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

زراعة القمح

بعد فشل الحرب الأمريكية في فيتنام صرح وكيل وزارة الزراعة الأمريكي أثناء مقابلة مع صوت أمريكا مساء يوم 25/1/1975 بأن أمريكا لو استعملت سلاح الحبوب والمواد الزراعية والغذائية خاصة في فرض سياستها على دول العالم حماية لمصالحها لكان تأثيرها أفضل من تأثير الرصاص والسلاح الذي استعملته في فيتنام وأضاف (بأنه في عالم يعاني من المجاعة وأزمة نقص المواد الغذائية تكون المواد الغذائية أشد مفعولا من القوة والسلاح والرصاص).

أصبح معلوما أن تفتيت الملكية وهجرة العاملين بالزراعة الى الأعمال الأخرى والتي تدر ربحا أكثر من الزراعة، قد أثر على كميات الإنتاج المحلي من الحبوب كما أثر على انجراف وتعرية التربة وهو بالتالي يؤثر وطنيا على أكثر من صعيد.

وعليه فإن المالكين الجدد للأراضي والتي انتقلت إليهم بالإرث مطالبون بزراعتها من باب الانتماء الوطني حتى لو كانت عوائد ربحها قليلة للأسباب التالية:

1ـ وقف تعرية التربة الآتية من الرعي الجائر للأراضي غير المزروعة، والآتية من الرياح والأمطار الشديدة التي تسحب معها وجه التربة الخصب.

2ـ تلطيف أجواء المدن والقرى، بتغطية ما يحيط بها من أراضٍ بمحاصيل حقلية نافعة، وتخفف من آثار الزوابع والأتربة، وتزيد من مستويات هطول الأمطار.

3ـ الحفاظ على المحاصيل الرعوية والمهددة بالزوال نتيجة الرعي المبكر للأراضي غير المزروعة.

4ـ زيادة الإنتاج الكلي الوطني من المحاصيل الحقلية والتي تدخل في موضوع الأمن الغذائي الوطني.

الأصناف الواجب زراعتها

تقع كثير من الدول بأخطاء تتعلق بإدخال أصناف مستوردة من القمح، قد يكون إنتاجها عاليا في دول المنشأ، ولكنها تكون غير ناجحة في الدول التي تدخلها ظنا منها أنها ستعطيها نفس الإنتاج.

وفي الخمسينات والستينات من القرن الماضي كان المزارعون يلجئون الى اختيار أفضل السنابل قبل حصادها وإعطاءها علامات خاصة تفيد في انتخاب أفضل الأصناف، ويجري تكثيرها في مكان معزول للحصول على كمية من البذار التي تتصف بحسن نوعيتها كما ونزعا.

واليوم تقوم مديريات إنتاج البذور في هذه المهمة، وعلى المزارعين والهيئات النوعية التواصل مع تلك المديريات لتحسين أصناف البذار.

كمية البذور في الهكتار (10آلاف متر مربع)

تعتمد كمية البذار على كمية الأمطار التي تهطل أو يتوقع أنها تهطل في المنطقة، وعموما فإن كل كيلوغرام من القمح سينتج في الحقل يحتاج الى 505 لتر ماء. فإذا كانت كمية الأمطار التي هطلت على الأرض 300 ملم، فيعني أن الهكتار قد تلقى 3 آلاف متر مكعب من الماء أي 3 ملايين لتر، وبهذه الحالة فإن إنتاج الهكتار الواحد سيكون 600 كغم من القمح. ولو أصبحت كمية الأمطار النازلة هي 500 ملم فإن الإنتاج للهكتار سيكون طناً واحداً من القمح.

في تلك الحالة ستكون كمية البذار الواجب نثرها في الأرض للهكتار الواحد ستكون بين 80ـ 100كغم. فإن زادت تلك الكمية فإن الاصفرار المبكر في أوراق القمح سيظهر، وإن لم يظهر فإن الحبوب ستكون ضامرة وغير ممتلئة. وفي جميع الأحوال لن تزيد كمية الإنتاج. وإن قلت كمية البذار عن 80 كغم فإن الهواء سيتخلل بين النباتات ويجفف أرض الحقل مبكراً.

التسميد

ينصح بعض الخبراء تسميد حقول القمح ب 80 كغم من (الداي أمونيوم فوسفات)/هكتار وهو ما يطلق عليه الفلاحون اسم الثنائي، وهناك محذور من استخدام السماد في الأراضي التي لا تنزل بها أمطار كافية، أي لا تصل 350ملم سنويا، وبهذه الحالة فإن أوراق القمح الخضراء ستنمو بشكل جيد وعريض في أول شهرين مما سيزيد من كمية (النتح: فقدان الماء عن طريق ثغور النبات)، وبالتالي فإن القمح سيكون معرضا الى الجفاف المبكر قبل تكوين السنابل.

وهذا يحدث (أي المحذور) في الأراضي الخفيفة (الرملية)، لذا لا ينصح بالتسميد أكثر من 40 كغم/هكتار.

الدورة الزراعية

يلجأ مزارعو الحبوب في منطقة حوران (سوريا والأردن) باستخدام الدورة الثلاثية، أي سنة يزرع فيها القمح وسنة تزرع القطاني (عدس، فول، هرطمان) وسنة تترك الأرض بوراً (بلا زراعة).

ويلجأ مزارعو الجزيرة (نينوى والحسكة والقامشلي) الى استخدام الدورة الثنائية (نير ونير) أي سنة تزرع بالقمح وسنة تترك بورا (مرتاحة) ولتنفيذ الدورة الثنائية، تُحرث الأرض المتروكة بورا بالحراثة العميقة ثم تنعم بمحاريث (الدسكهارو)، وذلك في شباط/فبراير، وعندها فإنها ستحتفظ برطوبة تصل الى 40% مما نزل عليها من أمطار، ولنفرض أن المنطقة من تلك المناطق التي ينزل بها 400 ملم مطر سنوياً، فإنها ستصبح 560 ملم مطر. ويزيد الإنتاج بنسبة 40%.

نلتقي إن شاء الله
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس