عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-08-2012, 01:03 PM   #94
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

لم يعُد أمام النظام الإيراني غير المضي في لعب "الورقة السورية " حتى النهاية ، خصوصا بعد الهزّة التي أحدثها اعتقال 48 موفدا من ارهابيي النظام في سورية على أيدي الجيش السوري الحر ، والكشف عن هوياتهم ومهماتهم ومراجعهم المخابراتية . هذا ما تضمنته جعبة المعلومات الواردة لأمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، والتي أعلمتنا في
آخر بيان لها أن التقارير الواردة من داخل النظام تفيد أنه وفي جلسة لمجلس أمن النظام عقدت بحضور خامنئي، تحدّث بإسهاب عمّا يجري في سورية وما يعنيه ذلك بالنسبة لنظام الملالي ، مؤكدا ضرورة تركيز الجهود على مواصلة الدعم لنظام بشار ، وقد ذهب في اندفاعه الى حد القول بالنص أمام الحاضرين : « لقد دخلنا الآن مرحلة لم يعد فيها مجال للانسحاب ، يجب علينا أن ندعم بكل قوانا بشار ماليا وتسليحيا ومن حيث الجهد البشري ، لكي نبقيه في السلطة لأن مصيرنا جميعا أصبح مربوطا بمصير سورية ويتم حسمه معها. خطنا الأمامي الآن هو سورية وما علينا الا تركيز كل جهودنا في هذه الحرب وليس أمامنا أي خيار آخر ».

في ضوء هذا الإصرار على المضي إلى آخر الشوط ، وترجمة لما عناه خامنئي بعباراته الواضحة ، صدر ت الأوامر بزيادة أعداد الحرس الإيرانيين الذين يرسلون إلى سورية للمشاركة الفعالة في ذبح أبناء الشعب السوري بشكل غير مسبوق.
يجدر التنويه هنا إلى أن أفراد الحرس الـ48 الذين تم اعتقالهم يوم 4 آب الحالي على أيدي الجيش السوري الحر هم جزء من مجموعة مكونة من 150 فردا من الحرس كانوا قد وصلوا لتوّها من طهران إلى دمشق في رحلة على متن طائرة من طائرات شركة خطوط ماهان الجوية العائدة لقوات "الحرس الثوري" ، ثم جرى نقلهم من المطار في ثلاث حافلات إلى حيثما يجب أن "يعملوا". علما بأن جميع عمليات نقل قوات الحرس إلى سورية ولبنان تتم بواسطة شركة الخطوط هذه .
طبعا لا تقتصر عملية شحن الحرس على خط طهران ـ دمشق ، بل تتسع دائرتها إلى مناطق وخطوط أخرى ، وتشارك فيها وبشكل نشط مراكز قوات الحرس انطلاقا من العديد من المدن الإيرانية ، ولاسيما اصفهان وشيراز و مشهد وتبريز.
التقارير الواردة الى المجلس الوطني للمقاومة من الداخل الإيراني تفيد أن قوات الحرس و"قوة القدس" دأبا في كثير من الحالات على استخدام اسم «مؤسسة ثامن الأئمة الثقافية الخدمية» التي أسسها الحرسي حسن آشتياني ، كغطاء لنقل عناصرهم إلى سورية ، بالإضافة إلى عدة شركات مشابهة تقوم بنفس الدور ، وهي موزعة على مختلف المناطق الإيرانية ومنها مؤسسة «طليعة نور الهجرة» التي تتخذ من العاصمة طهران مركزا لنشاطها ، ويقوم عدد من قادة الحرس بإدارتها ومنهم حسن آشتياني والحرسي ملكي (نائب) وعلي دوست ويبنلويي. وأما فرع اصفهان لهذه المؤسسة فإن عناصر ما يُسمى بـقوة القدس هم الذين يتولون إدارتها ومن أبرزهم الملا محسن روناسي واحمد زينلي وافخمي وامير حسين بيوندي وخاكي .
على الجانب الآخر ـ أي خارج إيران ـ تقوم مؤسسة ثامن الأئمة التي تتخذ من دمشق مركزا لممارسة نشاطها المماثل باستكمال عملية شحن وتوزيع الحرس إلى حيث تتطلب المهام وتصدر الأوامر بذلك . أما أبرز "الوجوه الحَرَسيّة" التي تتولى إدارته فهي :حميد رضا كولاب جيان والملاّ غزالي ، وقد عادا قبل أيام إلى طهران.
أما عملية نقل أفراد الحرس إلى سوريا فتتم عبر ثلاث طرق رئيسية : إمّا عن طريق رحلة جوية مباشرة من طهران أو اصفهان إلى دمشق ، أو عن طريق نقلهم أولا إلى النجف ، ثم تسفيرهم من هناك في رحلات جوية خاصة إلى دمشق ، أو إلى بيروت ـ بهدف حرف الأنظار عن تدفّق هذه المجموعات الشبابية على مطار دمشق في هذه الظروف تحديدا ـ تمهيدا لنقلهم بعد ذلك برّا من العاصمة اللبنانية ( أو ضاحيتها المعروفة ) إلى سورية.

كان هذا هو السائد حتى يوم اعتقال أفراد الحرس الـ48 في دمشق . عندها قرر نظام الملالي ــ حسب المعلومات الواردة في آخر بيان للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ــ البدء بإرسال أعداد أكبر من الحرس إلى مدينة النجف ، حيث تقوم "منظمة الحج والزيارة" التابعة للنظام بتجهيز وثائق مزورة لكل منهم ، تؤمن الغطاء المناسب لتسفيرهم كزوار في رحلة جوية اعتيادية إلى سورية للقيام بالواجبات المنوطة بهم ، حسبما أفادت وكالة قوات الحرس للأنباء (فارس) يوم 5 آب الجاري قائلة نصا وبصريح العبارة : «إيران التي كانت حاضرة بجانب حزب الله خلال حرب ال 33 يوما والتي وفرت أسباب هزيمة الصهاينة ، ستحقق بالتأكيد ومن خلال حضورها إلى جانب سوريا إنزال الهزيمة بالإرهابيين "المتربّين" على أيدي الصهيونية العالمية ».!
وفي معرض إشارتها إلى تضامن المقاومة الإيرانية مع ثورة الشعب السوري قالت وكالة فارس « إن كافة أعداء إيران يعملون الآن على تركيع نظام الأسد حتى يهزموا الحليف القديم للجمهورية الاسلامية ، ويضعوا إيران في مأزق على الصعيد الدولي. ولهذا السبب يجب أن تكون إيران حاضرة بشكل أكثر جدية من أجل حل الأزمة السورية ».
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس