عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-05-2019, 08:50 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,907
إفتراضي نقد كتاب المذكر والتذكير لابن أبي عاصم

نقد كتاب المذكر والتذكير لابن أبي عاصم
مؤلف الكتاب هو أبو بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني (المتوفى: 287هـ) وموضوع الكتاب هو جمع الروايات التى ذكر فيها الذكر ومجالسه والذاكرون وكمعظم كتب التراث يبدو أن الكتاب إما محرف لأن عدد الروايات التى تتحدث عن الذكر بمعنى ترديد عبارات معينة كالحمدلة والتهليل والتكبير قليل جدا وبقية الكتاب متعلق بالقص والقصاص وإما كتاب كتبته لجان الكفر التى هدمت دولة المسلمين الأخيرة ووضعت اسم المؤلف عليه
1 - حدثنا أمية بن بسطام أبو بكر العيشي ابن عم يزيد بن زريع ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا روح بن القاسم ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن لله ملائكة فضلا يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه الذكر جلسوا معهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين سماء الدنيا فلا يزالون معهم حتى يتفرقوا فإذا تفرقوا صعدوا أو عرجوا إلى السماء فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم من أين جئتم ؟ فيقولون : أتيناك من عند عباد لك في الأرض يحمدونك ويهللونك ويكبرونك ويسبحونك ويسألونك ، قال : وما يسألوني ؟ قالوا : يسألونك جنتك ، قال : » فيقول عز وجل : هل رأوا جنتي ؟ ومم يستجيروني ؟ قال : « يقولون : من نارك » قال : « فيقول هل رأوها ؟ قال : » فيقولون : لا أي رب قالوا : ويستغفرونك قال : « فيقول : قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا ، قال : » فيقولون : فيهم فلان الخطاء قال : وله قد غفرت القوم لا يشقى جليسهم
رأى المؤلف فى الاستدلال بالرواية:
"قال أبو بكر : فمما حوى حديث الأعمش من المعاني ودل عليها الندب إلى الاجتماع على الذكر وفضل الذكر والاجتماع عليه لقوله صلى الله عليه وسلم : » حفتهم الملائكة بأجنحتها « ودل على أن الله عز وجل في السماء وعلمه في الأرض وفي كل موضع لقوله : من أين جئتم ؟ ودل على أن الله عز وجل يرى وأنه سوف يراه أولياؤه لقوله عز وجل : » هل رأوني ؟ « وقولهم : » لا « ولو كان جل ثناؤه لم ير لما كان لقوله : » هل رأوني « وفي قوله : » كيف لو رأوني ؟ « ولو كان لا يراه أولياؤه في حال لما كان في قوله : » كيف لو رأوني ؟ « معنى وفي قوله : » لو رأوك كانوا أشد لك تحميدا وتسبيحا وتمجيدا « مؤكد للرؤية ودل على أن المعاينة أكثر من الخبر وفي قوله في سؤالهم الجنة : » كيف لو رأوها ؟ « دليل على أن الجنة موجودة مخلوقة لقوله جل ثناؤه : » كيف لو رأوها ؟ « وكذلك النار وأن الخبر عن الشيء وصفته ليس كمعاينته ، ودليل على أن أهل الخير والفقه والعلم يسعد بمجالستهم وفي قوله : » اشهدوا أني قد غفرت لهم « تأكيد لما تفضل عليهم به من مغفرته"
الرواية خاطئة لمخالفتها القرآن فى التالى:
الخطأ الأول :نزول الملائكة الأرض وجلوسهم فى مجالس الذكر والملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
فالملائكة تعيش فى السماء كما قال تعالى:
"وكم من ملك فى السموات"
الخطأ الثانى الغفران للخاطىء بلا استغفار منه لجلوسه مع الذاكرين وهو ما يناقض أن الله لا يغفر سوى لمن استغفره كما قال تعالى :
"ومن يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
والرواية التالية وما استدل به المؤلف هو نفس كلام الرواية الأولى :
2 - حدثنا أمية بن بسطام أبو بكر العيشي ابن عم يزيد بن زريع ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا روح بن القاسم ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن لله ملائكة فضلا يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه الذكر جلسوا معهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين سماء الدنيا فلا يزالون معهم حتى يتفرقوا فإذا تفرقوا صعدوا أو عرجوا إلى السماء فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم من أين جئتم ؟ فيقولون : أتيناك من عند عباد لك في الأرض يحمدونك ويهللونك ويكبرونك ويسبحونك ويسألونك ، قال : وما يسألوني ؟ قالوا : يسألونك جنتك ، قال : » فيقول عز وجل : هل رأوا جنتي ؟ ومم يستجيروني ؟ قال : « يقولون : من نارك » قال : « فيقول هل رأوها ؟ قال : » فيقولون : لا أي رب قالوا : ويستغفرونك قال : « فيقول : قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا ، قال : » فيقولون : فيهم فلان الخطاء قال : وله قد غفرت القوم لا يشقى جليسهم "
« قال أبو بكر : فمما حوى حديث الأعمش من المعاني ودل عليها الندب إلى الاجتماع على الذكر وفضل الذكر والاجتماع عليه لقوله صلى الله عليه وسلم : » حفتهم الملائكة بأجنحتها « ودل على أن الله عز وجل في السماء وعلمه في الأرض وفي كل موضع لقوله : من أين جئتم ؟ ودل على أن الله عز وجل يرى وأنه سوف يراه أولياؤه لقوله عز وجل : » هل رأوني ؟ « وقولهم : » لا « ولو كان جل ثناؤه لم ير لما كان لقوله : » هل رأوني « وفي قوله : » كيف لو رأوني ؟ « ولو كان لا يراه أولياؤه في حال لما كان في قوله : » كيف لو رأوني ؟ « معنى وفي قوله : » لو رأوك كانوا أشد لك تحميدا وتسبيحا وتمجيدا « مؤكد للرؤية ودل على أن المعاينة أكثر من الخبر وفي قوله في سؤالهم الجنة : » كيف لو رأوها ؟ « دليل على أن الجنة موجودة مخلوقة لقوله جل ثناؤه : » كيف لو رأوها ؟ « وكذلك النار وأن الخبر عن الشيء وصفته ليس كمعاينته ، ودليل على أن أهل الخير والفقه والعلم يسعد بمجالستهم وفي قوله : » اشهدوا أني قد غفرت لهم « تأكيد لما تفضل عليهم به من مغفرته
ويبدو أن التكرار إما خطأ من الناسخ أو سهو من المحقق أو عمل متعمد من قبل من ألفوا الكتاب ونسبوه لابن أبى عاصم حتى يجعلونا أضحوكة لهم ومثار سخرية
3 - حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد ، قال : لم يقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عهد أبي بكر ولا عهد عمر رضي الله عنهما ، وأول من قص تميم الداري استأذن عمر أن يقص فأذن له أن يقص قائما على رجليه

لا علاقة للرواية بالذكر
نلاحظ التناقض هنا وهو أن الرجل ينفى وجود القصاص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عهد أبي بكر ولا عهد عمر وهو قوله " لم يقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عهد أبي بكر ولا عهد عمر "ومع هذا يثبت وجود قصاص فى عهد عمر حيث أذن لتميم الدارى بالقص وهو قوله "وأول من قص تميم الداري استأذن عمر أن يقص فأذن له"
الرواية تناقض فى عدم القص حتى عهد عمر فقط أن القصاص استهلوا ظهورهم بمقتل عثمان المعروف فى التاريخ فى الرواية التالية:
4 - حدثنا المقدمي ، حدثنا أبو سعيد البلخي ، حدثنا سفيان ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : لم يكن يقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عهد أبي بكر ولا عهد عمر ولا عهد عثمان رضي الله عنهم وإنما هو شيء أحدث بعد ما وقعت الفتنة
لا علاقة للرواية بالذكر
والرواية التالية تبين وجود القصاص فى عهد عمر وعثمان والقاص هو تميم الدارى فى القول:
5 - حدثنا دحيم ، حدثنا عبد الله بن نافع ، عن أسامة بن زيد ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، أن تميما الداري استأذن عمر رضي الله عنه أن يقص فلم يأذن له ثم استأذنه فقال له عمر : تقول ماذا ؟ فقال : « أقرأ عليهم القرآن وأذكرهم وأعظهم ، قال : فأذن له في الأسبوع يوما واحدا ثم استأذن عثمان رضي الله عنه فأذن له ثم استزاده فزاده يوما واحدا وقد كان استزاد عمر يوما واحدا فلم يأذن له »
لا علاقة للرواية بالذكر
وهو ما يناقض وجود القصاص عند موت النبى (ص) وأنهم كانوا يقصون فى عهده وعهد أبى بكر فى الرواية التالية:
17 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : بلغ عمر بن الخطاب أن ناسا ، يجتمعون في بيت فاطمة فأتاها فقال : يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أحد من الناس أحب إلينا من أبيك ولا بعد أبيك أحب إلينا منك فقد بلغني أن هؤلاء النفر يجتمعون عندك وايم الله لئن بلغني ذلك لأحرقن عليهم البيت فلما جاءوا فاطمة قالت : إن ابن الخطاب قال كذا وكذا فإنه فاعل ذلك ، فتفرقوا حتى بويع لأبي بكر رضي الله عنه"
لا علاقة للرواية بالذكر
6 - حدثنا أبو موسى ، حدثنا الضحاك بن مخلد ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، حدثنا صالح بن أبي عريب ، عن كثير بن مرة ، قال : دخل عوف بن مالك المسجد وابن عبد كلال فإذا جماعة قال : فقال عوف : ما هذه الجماعة ؟ قالوا : كعب يقص . قال : يا ويحه ، أما سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مراء أو مختال "
لا علاقة للرواية بالذكر
الخطأ هنا القص فى المسجد وهو ما يخالف كون المساجد بنيت لذكر اسم الله أى تلاوة القرآن فقط كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
هنا القصاص أربعة أمير ومأمور ومراء ومختال وهو ما يناقض كونهم ثلاثة أمير ومأمور ومختال أو متكلف أو مراء فمرة يذكر هذا ومرة يذكر ذلك فى الروايات التالية:
7 - حدثني يعقوب بن سفيان ، حدثنا أبو صالح ، حدثنا بكر بن مضر ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكير ، أن يعقوب بن عبد الله الأشج ، وابن أبي حفصة ، حدثاه أن عبد الله بن زيد قاص مسلمة بالقسطنطينية حدثهما أن عوف بن مالك الأشجعي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مختال
لا علاقة للرواية بالذكر
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس