عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-01-2019, 02:07 PM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,962
إفتراضي

فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنا لصادقون فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون "المعنى فلما أتى أسرة لوط(ص) المبعوثون قال إنكم ناس مجهولون قالوا لقد أتيناك بالذى كانوا به يكذبون وجئناك بالعدل وإنا لمحقون فإخرج بأسرتك بعد بعض الليل وامش خلفهم ولا يعودن منكم فرد إلا زوجك وسيروا حيث توصون،يبين الله لنا أن المرسلون وهم الملائكة المبعوثون لما جاءوا آل لوط والمراد لما حضروا فى مسكن أسرة لوط(ص)قال لهم لوط(ص)إنكم قوم منكرون والمراد إنكم ناس أغراب أى جاهلون لا تدرون بأى بلد نزلتم وقد قال هذا لأنه لم يكن يعلم حقيقتهم فقالوا له :بل جئناك بما كانوا فيه يمترون والمراد لقد أتيناك بالذى كانوا به يكذبون وهو عذاب الله وفسروا هذا فقالوا وأتيناك بالحق أى وجئناك بالعدل وهو جزاء الله وإنا لصادقون أى محقون فى قولنا فأسر بأهلك بقطع من الليل والمراد فاخرج من البلدة بأسرتك بعد مرور بعض من الليل وهذا يعنى أنهم لم يريدوا أن يعلم الكفار بتحركهم حتى لا يمنعوهم من الخروج ،واتبع أدبارهم والمراد وامش خلفهم وهذا يعنى أنهم طلبوا من لوط(ص)أن يسير خلف أسرته باعتباره حاميهم ولا يلتفت منكم أحد والمراد ولا يرجع منكم فرد إلا امرأتك مصداق لقوله بسورة هود"ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك "وامضوا حيث تؤمرون والمراد وسيروا حيث توصون وهذا يعنى أنهم كانوا ذاهبين لبلدة حددها الله لهم.
"وقضينا إليه الأمر ذلك أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين "المعنى وقلنا له ذلك الحكم أن كل هؤلاء هالك مشرقين ،يبين الله لنا أن الله قضى إلى لوط(ص)الأمر والمراد أوحى إليه الحكم التالى أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين والمراد أن أصل هؤلاء مدمر مشرقين وهذا يعنى أن الله أخبره أنه سيهلك القوم فى الصباح مصداق لقوله بسورة هود"إن موعدهم الصبح".
"وجاء أهل المدينة يستبشرون قال إن هؤلاء ضيفى فلا تفضحون واتقوا الله ولا تخزون قالوا أو لم ننهك عن العالمين قال هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين "المعنى وأتى رجال البلدة يفرحون قال إن هؤلاء زوارى فلا تذلون وأطيعوا الله ولا تهينون قالوا أو لم نزجرك عن الناس قال هؤلاء بناتى إن كنتم راغبين ،يبين الله لنا أن أهل المدينة وهم رجال البلدة لما علموا بوجود رجال فى بيت لوط(ص)جاءوا يستبشرون والمراد أتوا يستمتعون بهم فخرج لهم لوط(ص)وقال إن هؤلاء ضيفى أى زوارى فلا تفضحون أى فلا تذلون وهذا يعنى أنه لن يقدر على حماية زواره ويطالبهم بعدم فضحه وهو إذلاله بسبب ضيفه وقال واتقوا الله أى وأطيعوا حكم الله ولا تخزون أى ولا تهينون،وهذا يعنى أنه طلب من القوم ألا يذلوه بأنه لن يقدر على الدفاع عن ضيوفه ،فقالوا له أو لم ننهك عن العالمين أى هل لم نمنعك عن ضيافة الناس؟وهذا يعنى أنهم أصدروا له نهيا عن إيواء رجال فى بيته فقال لهم لوط(ص)هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين أى راغبين فى النيك والمراد تزوجوا بناتى إن كنتم تريدون قضاء شهواتكم.
"لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن فى ذلك لآيات للمتوسمين وإنها لبسبيل مقيم إن فى ذلك لآية للمؤمنين "المعنى وحياتك إنهم لفى طغيانهم يسيرون فأهلكتهم المهلكة مصبحين فجعلنا أكابرها أصاغرها وأنزلنا عليهم صخور من طين إن فى ذلك لعبر للعالمين وإنها لبقرآن دائم إن فى ذلك لعبرة للمصدقين ،يبين الله لنا أنه قال للوط(ص)لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون والمراد وحياتك إنهم لفى كفرهم يستمرون وهذا يعنى أنه حلف له أنهم لن يرجعوا عما فى نفوسهم من الرغبة فى الزنى مع الضيوف فكانت النتيجة أن أخذتهم الصيحة مشرقين والمراد أهلكهم المطر مصبحين مصداق لقوله بسورة هود"إن موعدهم الصبح" وبين الله لنا أنه جعل عاليها سافلها والمراد جعل أكابر قوم لوط(ص)أذلاء البلدة وكانت الصيحة هى أن الله أمطر الله عليهم حجارة من سجيل والمراد أسقط عليهم صخور من طين مصداق لقوله بسورة الذاريات"لنرسل عليهم حجارة من طين"وهو طين مخصوص للإهلاك ويبين لنا أن فى ذلك وهو هلاك الكفار آيات للمتوسمين أى عبر للعالمين مصداق لقوله بسورة الروم"إن فى ذلك لآيات العالمين "ويبين لنا أنها بسبيل مقيم أى بوحى دائم وهذا يعنى أن قصة القوم فى وحى موجود دائما هو القرآن ويبين أن فى ذلك وهو هلاك الكفار آية للمؤمنين أى عبرة أى عظة للمصدقين بحكم الله.
"وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين "المعنى وإن كان أهل الشجرة لكافرين فانتصرنا عليهم وإنهما لبكتاب عظيم ،يبين الله لنا أن أصحاب الأيكة وهم عباد الشجرة وهم قوم شعيب(ص)ظالمين أى كافرين بحكم الله ولذا انتقم الله منهم والمراد غضب الله عليهم فأهلكهم وهما والمقصود قوم لوط (ص)وقوم شعيب (ص)فى إمام مبين وهو كتاب عظيم هو القرآن.
"ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين وأتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين فأخذتهم الصيحة مصبحين فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون"المعنى ولقد كفر أهل الصخر بالأنبياء(ص)وأعطيناهم أحكامنا فكانوا بها كافرين وكانوا يبنون من الرواسى مساكنا مطمئنين فأهلكتهم الرجفة مشرقين فما أفادهم ما كانوا يعملون ،يبين الله لنا أن أصحاب الحجر وهم أهل الصخر مصداق لقوله بسورة الفجر"وثمود الذين جابوا الصخر بالواد"كذبوا الرسل والمراد كفروا برسالة الأنبياء(ص)وفسر هذا بأنه أتاهم آياته فكانوا عنها معرضين والمراد أبلغ لهم أحكامه فكانوا بها مكذبين أى جاحدين مصداق لقوله بسورة فصلت"وكانوا بآياتنا يجحدون"ويبين لنا أنهم كانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين والمراد كانوا يبنون من صخر الرواسى مساكنا مطمئنين وهذا يعنى أن بيوتهم كانوا يبنونها من حجارة الجبال فكانت النتيجة أن أخذتهم الصيحة والمراد أن أهلكهم العذاب مصداق لقوله بسورة الأعراف"فأخذهم العذاب"وهى الرجفة وكان هذا مصبحين أى وقت نزول العذاب هو الصباح أى الشروق ويبين لنا أنهم ما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون والمراد ما أفادهم ما كانوا يمتعون أى يعملون مصداق لقوله بسورة الشعراء"ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون" والخطاب وما قبله وما بعده حتى نهاية السورة للنبى(ص) .
"وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل "المعنى وما أنشأنا السموات والأرض والذى وسطهما إلا للعدل وإن القيامة لحادثة فاعفو العفو المستمر،يبين الله لنبيه(ص)أنه ما خلق أى ما أنشأ السموات والأرض وما بينهما وهو الجو وسطهما إلا بالحق والمراد إلا للعدل وهذا يعنى أنه خلقهم من أجل إقامة العدل فيهم ويبين له أن الساعة لأتية والمراد أن القيامة واقعة ويطلب منه أن يصفح الصفح الجميل والمراد أن يعفو العفو المستمر وهذا يعنى ترك طاعة الكفر تركا مستمرا .
"إن ربك هو الخلاق العليم ولقد أتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم "المعنى إن إلهك هو المبدع الخبير ولقد أوحينا لك سبعا من المتشابهات أى الوحى الكبير ،يبين الله لنبيه(ص)أن ربه وهو خالقه هو الخلاق العليم أى المبدع الخبير بكل شىء ويبين له أنه أتاه سبعا من المثانى أى أوحى له سبعا من المتشابهات والمراد آياتا من الموضحات لبعضها البعض فكل آية لها آية توضحها وتفسرها حتى لا يفهمها إنسان خطأ وفى هذا قال بسورة الزمر "الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى "وقد فسر السبع المثانى بأنها القرآن العظيم أى الكتاب الكبير .
"ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين وقل إنى أنا النذير المبين "المعنى ولا تطمعن نفسك فى ما لذذنا به أفرادا منهم ولا تخف عليهم وذل نفسك للمصدقين وقل إنى أنا المبلغ الأمين ،يطلب الله من نبيه(ص)ألا يمد عينيه إلى ما متع به أزواج منهم والمراد ألا تشتهى نفسه ما لذذ به الله أفرادا من الكفار وهذا يعنى أن عليه ألا يتمنى أخذ ما مع الكفار من زهرة الدنيا للتمتع به ،وألا يحزن عليهم والمراد ألا يخاف بسبب كفرهم وعقاب الله لهم عليه لأنهم لا يستحقون الخوف عليهم ،وأن يخفض جناحه للمؤمنين والمراد أن يذل نفسه للمصدقين وهذا يعنى أن يضع نفسه خادما للمسلمين ويطلب منه أن يقول إنى أنا النذير المبين أى المبلغ الأمين لوحى الله وهذا إخبار لهم بوظيفته .
"كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين "المعنى كما أوحينا فى المجزئين الذين جعلوا الوحى أجزاء ،يبين الله لنبيه(ص)أنه أنزل على المقتسمين والمراد أنه أوحى فى المبعضين المفرقين للوحى فهم يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض وحيا هو قوله تعالى بسورة النساء"إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض" وهم الذين جعلوا القرآن عضين والمراد قسموا الوحى أقسام قسم يؤمنون به وقسم يكفرون به .
"فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها أخر فسوف يعلمون"المعنى فو إلهك لنعاقبنهم كلهم عن الذى كانوا يفعلون فاعمل بما توصى وخالف الكافرين إنا حميناك من الساخرين الذين يعبدون مع الله ربا أخر فسوف يعرفون ،يقسم الله لنبيه(ص)بنفسه فيقول فو ربك أى فو إلهك ويقسم على التالى :لنسئلنهم عما كانوا يعملون والمراد لنعذبنهم على الذى كانوا يصنعون من الكفر فى الدنيا،ويطلب منه أن يصدع بما يؤمر والمراد أن يطيع أى يستقيم بما يوصى مصداق لقوله بسورة هود "فاستقم كما أمرت"وفسر هذا بأنه يعرض عن المشركين والمراد أن يخالف أديان الكافرين ويبين له أنه كفاه المستهزئين والمراد حماه من شر الساخرين منه وهم الذين يجعلون مع الله إلها أخر والمراد الذين يدعون مع الله ربا أخر أى يطيعون مع دين الله دينا أخر وهم سوف يعلمون أى يعرفون "من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب"كما قال بسورة هود.
"ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "المعنى وإنا نعرف أنك تغتم نفسك بما يزعمون فاعمل بحكم إلهك "أى أصبح من المطيعين أى أطع إلهك حتى يحضرك الموت ،يبين الله لنبيه(ص)أن الله يعلم أنه يضيق صدره بما يقولون والمراد أن الله يعرف أنه تحزن نفسه بسبب ما يزعم الكفار من أنه كاذب وفى هذا قال بسورة الأنعام"قد نعلم إنه ليحزنك الذى يقولون "ويطلب منه أن يسبح بحمد ربه والمراد أن يطيع اسم وهو حكم خالقه مصداق لقوله بسورة الواقعة "فسبح باسم ربك العظيم"وفسر طلبه بأنه يكون من الساجدين وهم الشاكرين أى المطيعين لحكم الله مصداق لقوله بسورة الزمر"وكن من الشاكرين"وفسر طلبه بأن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين والمراد أن يطيع حكم خالقه حتى يحضره الموت
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس