الإمــــام الشــــافعي: وإنــــي لمشــــتاق إلى أرض غــزة
غزة ليست في حضارتها وليدة اليوم ولا الأمس، بل تمتد أكثر من خمسة آلاف عام من التاريخ، وقد قدمت شخصيات فكرية كان لها دورها على المستوى العربي والإسلامي ومن هذه الشخصيات التي نقف عندها شخصية الإمام الشافعي المعروف بأبي عبدالله، يجتمع في النسب مع الرسول الكريم في الانتساب إلى الجد الأعلى عبد مناف أحد أهم أشراف قريش، ويقال: إن ادريس والد الإمام الشافعي حضر إلى غزة واستقر وتوفي فيها.
ولد الإمام الشافعي
بغزة في منطقة الشيخ عطية-
حي الزيتون في العام 150 هـ 767م ويقال إن الشافعي حمل صغيرا من غزة إلى مكة وهو لما يبلغ من العمر إلا سنتين، حيث كان الهدف من ذلك تربيته وتثقيفه على طراز رفيع المقام فكان أن حفظ القرآن وهو في التاسعة من عمره.
ثم انتقل إلى المدينة المنورة وتتلمذ على يدي الإمام مالك ثم ارتحل إلى الكوفة ودرس على يد بعض تلامذة الإمام أبي حنيفة، وطاف في بلاد العراق وفارس والتقى العلماء ثم عاد إلى الحجاز وذهب إلى اليمن وبغداد وقصد مصر عام 199 هـ وبقي فيها إلى أن توفي عام 204 هـ وله في القاهرة مقام مشهور عمَّره السلطان صلاح الدين الأيوبي.كان الشافعي بارع العلم صاحب المذهب الشافعي الذي ينتشر في بلاد الشام وحتى شرق آسيا.
وله العديد من المؤلفات العظيمة مثل كتاب الأم في مجال الفقه وهو كتاب في سبعة مجلدات، وكتاب « المسند» في الحديث النبوي الشريف.
وللإمام الشافعي الذي عرف عنه ولعه بالأدب والشعر أبيات تعبر عن حنينه لغزة إذ يقول: وإني لمشتاق إلى أرض غزة
وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضا لو ظفرت بتربها
كحلت به من شدة الشوق أجفاني
هذه غزة منبت الشافعي رمز التسامح والعطاء ومنبت العلماء وغزة حين أتاها هاشم في سنوات القحط ليأخذ منها الدقيق ويأمر بخبزه بعد أن نحر جزورا وصنع لقومه مرقة ثريد بذلك الخبز ولذلك سمي هاشم لأنه هشم الثريد
استراحة
الأحد 11-1-2009م
يمن سليمان عباس