عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-08-2007, 01:09 PM   #46
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الإسماعيليون :

نعني هنا نسل (إسماعيل) عليه السلام، وهو ابن ابراهيم عليه السلام من امرأة مصرية هي (هاجر) .. وقد تزوج امرأتين أحدهما من جرهم واسمها (رعلة بن مضاض ابن عمرو الجرهمي) ، وهي التي أتى والده عليها ولم يكن إسماعيل في البيت، ولم تكن تعرف والد زوجها، فأرسل من خلالها رسالة لإبنه بأن يغير عتبة بيته، ففهم ابنه مغزى الرسالة فطلقها وتزوج من مصرية، والمصرية هي التي أنجبت أولاد إسماعيل كلهم (حسب التوراة والنسابون العرب) .. وعددهم اثنا عشر ولدا .. وقد عاش إسماعيل (137) سنة واسمه حسب التوراة يعني (يسمعي إلهي) أو (يشمائيل) و يعترف اليهود بصلتهم بالإسماعيليين من حيث القربى، ويقولون أنهم عاشوا في جنوب شرق فلسطين وفي سيناء .. وهم أقوام كثيرة حيث وضع الله فيهم الكثرة وهي ما أغاضت اليهود وحقدهم عليهم .. ويرى النسابون العرب أن (إسماعيل) هو جد كل العرب، وهو قول يحتاج الكثير من التمحيص .. فقد عاش إسماعيل كما عاش إبراهيم عليهما السلام بين أقوام تزوجا منهما وتعايشا معها وهم في منطقة محصورة معينة، فأين ذهبت الأجيال التي نتجت عن تلك الأقوام! إنما هي سنة النسب، عندما يرتفع شأن شخص فإن الإدعاء بالارتباط به سيكون محركا لرغبات كل الناس ..



وقد جعلت التوراة ل "إسماعيل أولادا، عددهم اثنا عشر ولداً، هم: نبايوت بكر إسماعيل، و قيدار، و أدبئيل، ومبسام، ومشماع، ودومة، ومسا، وحدار، وتيما، ويطور، ونافيش، وقدمة. ذكرتهم على حسب مواليدهم. وقد حرف النسابون العرب تلك الأسماء حتى أصبحت أقرب للفظ العربي فبقي قيدار كما هو، أما نبايوت فأصبح (نابت) وهم أجداد العرب .. وقد وردت أسماء قبائلهما في نصوص التوراة، حيث يُنسب أن (شاؤول) والد النبي (داوود) قد قاتل قبائل (قيدار) .. وكانت التوراة تمتدح أبناء قبيلة (نابت) ..

أما ذكر تلك القبائل عند (الآشوريين) فقد ورد في أكثر من مكان يدون معارك الآشوريين وحروبهم .. فقد ورد اسم قبيلة (نابت) وقبيلة (قيدار) بأنهما قبيلتان كثيرتا الأعداد وكثيرة الحركة والعلاقات مع غيرها من القبائل.. وقد ذهب "كلاسر" إلى أن "نبايوت" "مشيخة" أو مملكة حكمت في "القصيم"، و قد كانت معاصرة لمملكة "عريبي"، وكانت لا تزال مستقلة في أيام الفرس.
وقد ظن بعض العلماء أنهم "النبط"، ذهبوا إلى ذلك من تشابه "نبايوت" "Nabaiot" و "نبط" "Nabat"، غير إن هذا رأي يعارضه كثير من علماء التوراة.



وقد ورد اسم "قيدار" في النصوص الآشورية، ورد على هذه الصورة: "قِدرو" "Kidru" و "قَدرو" "Kadru"، كما ورد في المؤلفات "الكلاسيكية"، فقال لهم "بلينيوس" "قدراي"Cedrei"، وذكر أنهم قبيلة عربية تقيم على مقربة من النبط. وقد حاربهم "آشور بنبال"، وكان ملك "قيدار" في ذلك العهد، ملك عرف باسم "أو أيطع" "U Aite'" ابن "خزاعيل" "Hazael"، وقد ذكرهم "آشور بنبال" مع "عريبي" "أريبي"، كما ذكرهم "حزقيال" مع العرب "العرب وكل رؤساء قيدار"، مما يدل على إن مواطن "قيدار" كانت تجاور العرب، ويراد بالعرب هنا، الأعراب. وهو ما يتفق مع ما جاء في نص "آشور بنبال" كل الاتفاق.

ويتابع الدكتور جواد علي بحثه في أبناء (إسماعيل) الإثنا عشر ويتتبع ما قيل عن كل واحد منهم في التوراة وما قاله عنهم الآشوريون في نقوشهم، وعلماء الآثار الاجتماعيين وما قاله النسابون والمؤرخون العرب، فيوزعهم حسب مواطنهم من غرب البحر الميت الى البحرين على الخليج العربي.

ويتحدث الإخباريون العرب عن زوجات (إبراهيم ) عليه السلام، فيذكرون امرأة اسمها (قطوراء أو قنطورة ) وهي أم مدين(الجد الخامس للنبي شُعيب الذي تزوج ابنته النبي موسى) و(قيشان) وهذا الأخير يزعم الإخباريون العرب أنه تزوج من امرأة اسمها ("رعوة بنت زمر بن يقطن بن لوذان بن جرهم بن يقطن بن عابر"، و أولدوا لها ولداً. دعوه "البربر"، قالوا عنه إنه جدّ البربر. وهو زواج لا تعرف عنه التوراة شيئاً، وأما الزوج "رعوة بنت زمر بن يقطن"، فليس لها ذكر فيها أيضاً، وأما نسبها، فهو نسب اخترعه من اخترعها، وليس له لذلك ذكر في التوراة. وأما "بربر" ابن "رعوة" فهو من صنع صانع أخبار أمه. وليس له ذكرٌ ما في التوراة.

وزعم أهل الأخبار إن إبراهيم تزوج من زوج أخرى، كانت من العرب أيضاً، أسموها "حجور بنت أرهير"، ولدت له خمسة بنين: "كيسان، وشورخ، وأميم، ولوطان، ونافس". وليس في التوراة ذكر هذه الزوج العربية، فليس لها نسل فيها بالطبع. فالأولاد هم من نسل مخيلة أصحاب الأخبار، جمعوها من أسماء توراتية ، وضبطوها بعدد، لتظهر بمظهر خبر صحيح مضبوط.

ويتابع الدكتور جواد علي بحثه في تفصيل مطول لكل ولد من أولاد تلك النساء والرجال الذين يمر ذكرهم، ويقارن أخبار التوراة مع ما تتناقله البحوث الغربية، من مدونات تم العثور عليها في الآثار العراقية .. وبين ما تناقلته أخبار الإخباريين العرب ..

وخلاصة القول أن تلك التفاصيل قد لا تحمل أهمية تذكر في ثناياها، ولكنها قد تعطي المهتمين (ثقافيا) في هذا اللون من المعرفة بعض ما يحتاجونه .. وإننا لو أسهبنا في هذا المجال، فإننا سنضيف عملا لن يختلف كثيرا عما هو موجود في صفحات الكتب التي مر عليها كل من (الطبري و المسعودي وابن الأثير وغيرهم) أو حتى ما قام به المؤرخون المعاصرون مثل الدكتور جواد علي (نفسه) الذي نعتمد على موسوعته تلك اعتمادا محوريا في مساهمتنا المتواضعة ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس