عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-07-2012, 10:31 AM   #195
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

2- عَمَلُ اسمِ الْفاعِلِ

يعملُ اسمُ الفاعلِ عملَ الفعلِ المُشتق منه، إنْ متعدياً، وإنْ لازماً. فالمتعدّي نحو: (هل مُكرِمٌ سعيدٌ ضُيوفَه؟). واللازمُ، نحو: (خالدٌ مجتهدٌ أولادُهُ).

ولا تجوزُ إضافتُهُ إلى فاعلهِ، كما يجوز ذلك في المصدر، فلا يقالُ: (هلْ مُكرِمُ سعيدٍ ضُيوفَهُ).


وشرطُ عمله أن يقترنَ بألْ. فإن اقترنَ بها، لم يحتج إلى شرطٍ غيره. فهو يعملُ ماضياً أو حالاً أو مستقبلاً، مُعتمداً على شيءٍ أو غيرَ معتمدٍ، نحو: (جاء المعطي المساكينَ أمسِ أو الآن أو غداً).

فإن لم يقترن بها، فشرطُ عملهِ أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، وأن يكون مسبوقاً بنفيٍ، أو استفهام، أو اسمٍ مُخبَرٍ عنه بهِ، أو موصوفٍ، أو باسمٍ يكون هوَ حالاً منه، فالأولُ، نحو: (ما طالبٌ صديقُكَ رفعَ الخلافِ). والثاني نحو: (هلْ عارفٌ أخوك قدرَ الإنصافِ؟). والثالث نحو: (خالدٌ مسافرٌ أبواهُ). والرابعُ نحو: (هذا رجلٌ مجتهدٌ أبناؤُهُ). والخامسُ نحو: (يَخطُبُ عليٌّ رافعاً صوتَهُ).


وقد يكونُ الاستفهامُ والموصوفُ مُقدَّرَينِ. فالأولُ نحو: (مُقيمٌ سعيدٌ أم مُنصرفٌ؟)
والتقديرُ: أمقيمٌ أم منصرفٌ؟ والثاني كقول الشاعر:

كناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيوهِنَها

فَلَمْ يَضِرْها، وَأَوَهى قَرْنَهُ الْوَعِلُ

أي: كوعلٍ ناطحٍ صخرةً. ونحو: (يا فاعلاً الخيرَ لا تنقطع عنه)، أي: يا رجلاً فاعلاً.


واعلم أنَّ مبالغةَ اسم الفاعل تعملُ عملَ الفعلِ، كاسم الفاعل، بالشروطِ السابقةِ، نحو: (أنتَ حَمُولٌ النائبةَ، وحَلاَّلٌ عُقَدَ المشكلاتِ).


والمثنّى والجمعُ، من اسمِ الفاعل وصيَغ المُبالغة، يعملان كالمُفرد منهما، كقوله تعالى: {والذاكرينَ اللهَ كثيراً}، وقولهِ: {خُشَّعاً أبصارُهم يخرجون من الأجداث}.


وإذا جُرَّ مفعولُ اسم الفاعل بالإضافةِ إليه، جازَ في تابعهِ الجرُّ مراعاةً للِفظه، والنصبُ مراعاةً لمحلهِ، نحو: (هذا مُدرَّسُ النحوِ والبيانِ، أوِ البيانَ) ونحو: (أنت مُعينُ العاجزِ المسكينِ، أو المسكينَ).

ويجوزُ تقديمُ معمولهِ عليه، نحو: (أنتَ الخيرَ فاعلٌ)، إلاّ أن يكونَ مقترناً بأل: (هذا المُكرمُ سعيداً)، أو مجروراً بالإضافةِ، نحو: (هذا وَلد مُكرمٍ خالداً)، أو مجروراً بحرفِ جرٍّ أصليٍّ، نحو: (أحسنتُ إلى مُكرمٍ عليّاً)، فلا يجوزُ تقديمهُ في هذه الصُّوَر. أمّ إن كان مجروراً بحرفِ جرٍّ زائد فيجوزُ تقيمُ معمولهِ عليه، نحو: (ليسَ سعيدٌ بسابقٍ خالداً)، فتقولُ: (ليس سعيدٌ خالداً بسابقٍ)، لأنَّ حرفَ الجرّ الزائدِ في حكم الساقط.

3- عَمَلُ اسْمِ الْمَفْعولِ


يعملُ اسمُ المفعول عمَلَ الفعلِ المجهول، فيرفعُ نائبَ الفاعلِ، نحو: (عزَّ من كان مُكرَماً جارُهُ، محموداً جِوراُهُ). وتجوزُ إضافتُهُ إلى معمولهِ، نحو: (عَزَّ من كان محمودَ الجوارِ، مُكرَمَ الجارِ).


وشروطُ إعمالهِ كما مرَّ في اسمِ الفاعل تماماً.


4- عَمَلُ الصِّفَةِ المُشَبَّهَةِ

تعملُ الصفةُ المشبهةُ عملَ اسم الفاعلِ المتَعدِّي إلى واحدٍ، لأنها مُشبَّهةٌ به ويُستحسَنُ فيها أن تُضافَ إلى ما هوَ فاعلٌ لها في المعنى، نحو: (أنتَ حَسَنُ الخُلُقِ، نَقِيُّ النفسِ، طاهرُ الذَّيلِ).


ولكَ في معمولها أربعةُ أوجُهٍ:


أ- أن ترفعهُ على الفاعليّة، نحو (عليٌّ حسَنٌ خُلقُهُ، أو حسَنٌ الخُلُقُ أو الحسنُ خُلقُهٌ، أو الحسنُ خُلُقُ الأبِ).


ب- أن تنصبهُ على التّشبيهِ بالمفعولِ به، إن كان معرفةً، نحو: (عليٌّ حسنٌ خُلقَهُ، أو حَسَنٌ الخُلُقَ، أو الحسنُ الخُلُقَ، أو الحسَنُ خُلُقَ الأبِ).


ج- أن تنصبهُ على التمييز، إن كانَ نكرةً، نحو: (عليٌّ حسنٌ خُلقاً، أو الحسَنُ خُلقاً).


د- أن تَجرَّهُ بالإضافة، نحو: (عليٌّ حسَنُ الخُلُقِ، أو الحسنُ الخُلُقِ، أو حسنُ خُلُقهِ، أو حسَنُ خُلقِ الأبِ، أو الحسن خُلُقِ الأبِ).

واعلم أنهُ تمتنعُ إضافةُ الصفة إذا اقترنتْ بألْ، ومعمولها مُجرَّدٌ منها ومنَ الإضافة إلى ما فيه (أَلْ)، فلا يُقالُ: (عليٌّ الحسنُ خُلقهِ، ولا العظيمُ شدَّة بأسٍ). ويقال: (الحسنُ الخُلُقِ، والعظيمُ شدَّةِ البأسِ).

5- عَمَلُ اسْمِ التَّفْضِيلِ

يرفعُ اسمُ التفضيلِ الفاعلَ. وأكثرُ ما يرفعُ الضميرَ المستترَ، نحو: (خالد أشجعُ من سعيدٍ).

[فاعل أشجع ضمير مستتر (تقديره، (هو) يعود على خالد]

ولا يرفعُ الاسمَ الظاهرَ إلا إذا صَلَحَ وقوعُ فعلٍ بمعناهُ مَوقعَهُ، نحو: (ما رأيتُ رجلاً أوقع في نفسه النصيحةُ منها في نفس زهير)، ونحو: (ما رأيتُ رجلاً أوقع في نفسه النصيحةُ منها في نفس زهير)، ونحو: (ما رأيتُ رجلاً أوقعَ في نفسهِ النصيحةُ كزهير). ونحو: (ما رأيتُ كنفس زهيرٍ أوقعَ فيها النصيحةُ). وتقولُ: (ما رجلٌ أحسنَ به الجميلُ كعليٍّ) ومن ذلك قولُ الشاعر:

ما رَأَيْتُ امرَأً أَحَبَّ إِلَيْهِ

البَذْلُ مِنْهُ إِلَيْكَ يا ابْنَ سِنانٍ

فإن قلت فيما تقدَم: (ما رأيتُ رجلاً تقعُ النصيحةُ في نفسه كزهير، ما رجلٌ يحسنُ به الجميلُ كعليٍّ. ما رأيتُ أمرأ يحبُّ البذلَ كابنِ سنان) صحَّ.


وقد يرفعُ الاسمَ الظاهرَ، وإن لم يَصلُح وقوعُ فعلٍ مَوقعَهُ، وذلك في لغةٍ قليلةٍ، نحو: (مررتُ برجلٍ أكرمَ منهُ أبوهُ).والأفضلُ أن يُرفعَ (أكرم) على أنهُ خبرٌ مُقدَّمٌ، و (أبوهُ). مبتدأ مؤخرٌ. وتكون جملة المبتدأ والخبر صفةً لرجلٍ.


__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس